[ما حكم شاعر المليون]
ـ[الحاتمي]ــــــــ[20 - 03 - 08, 08:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انتشر في الآونة الاخيرة ظهور بعض البرامج التي استحلها بعض العامة والله أن بها من المنكرات ما يحرق قلب المؤمن الغيور على دينه و على أهله
ومن هذه البرامج برنامج (شاعر المليون)
وأحببت نقل الفتاوى التي قيلت في هذا البرنامج
هذه فتوى من الشيخ محمد صالح المنجد
عن برنامج شاعر المليون
أخي الكريم / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نعتذر عن التأخر في الإجابة على سؤالك وذلك لكثرة الأسئلة الواردة إلينا وهذا هو جواب سؤالك بارك الله فيك ونفع بك الإسلام والمسلمين
الجواب: الحمد لله أولا
المسابقات التي تقام بين الشعراء، يشترط لجوازها أن يكون موضوع الشعر مباحاً، ليس محرماً ولا مكروهاً
فإذا كان الموضوع يحث على مكارم الأخلاق، والتمسك بهذا الدين الحق، وبذل الجهد في نصرته، وبيان محاسنه، وبطلان الأديان الأخرى، فلا بأس بهذه المسابقات
بل فيها مصلحة شرعية، وقد كان شعراء الرسول صلى الله عليه وسلم كحسان بن ثابت ينصرون الإسلام ويجاهدون أعداءه بألسنتهم
أما إذا كان الموضوع محرماً أو مكروهاً، كالعشق ووصف أحوال العاشقين، ووصف الخمر، والتغزل الفاضح بالنساء، أو إثارة العصبية القبيلة، أو الوطنية، أو هجاء من لا يستحق الهجاء، أو مدح من لا يستحق المدح ونحو ذلك، فهذه المسابقات محرمة، ولا يجوز الاشتراك فيها، أو الإعانة عليها بأي وجه من وجوه الإعانة، لقول الله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ
وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن رجلين تراهنا في عمل زجلين (كلام موزون يشبه الشعر) ولكل منها جماعة يتعصبون له، وفي زجلهما التغزل في المردان، ونحو ذلك] فأجاب:"الحمد لله. هؤلاء المتغالبون بهذه الأزجال ; وما كان من جنسها هم والمتعصبون من الطرفين ; والمراهنة في ذلك وغير المراهنة: ظالمون معتدون آثمون مستحقون العقوبة البليغة الشرعية التي تردعهم وأمثالهم من سفهاء الغواة العصاة الفاسقين عن مثل هذه الأقوال والأعمال التي لا تنفع في دين ولا دنيا ; بل تضر أصحابها في دينهم ودنياهم. وعلى ولاة الأمور وجميع المسلمين الإنكار على هؤلاء وأعوانهم ; حتى ينتهوا عن هذه المنكرات ويراجعوا طاعة الله ورسوله وملازمة الصراط المستقيم الذي يجب على المسلمين ملازمته ; فإن هذه المغالبات مشتملات على منكرات محرمات ; وغير محرمات بل مكروهات، وهذه الأقوال فيها من وصف المردان وعشقهم ; ومقدمات الفجور بهم ما يقتضي ترغيب النفوس في ذلك ; وتهييج ذلك في القلوب. وكل ما فيه إعانة على الفاحشة والترغيب فيها: فهو حرام، وهؤلاء من المضادين لله ولرسوله ولدينه. ويدعون إلى ما نهى الله عنه ; ويصدون عما أمر الله به، ويصدون عن سبيل الله؛ ويبغونها عوجا
والمغالبة بمثل هذا توقع العداوة والبغضاء، وتصدهم عن ذكر الله وعن الصلاة، وهذا من جنس النقار بين الديوك، والنطاح بين الكباش ; ومن جنس مغالبات العامة التي تضرهم ولا تنفعهم، والله سبحانه حرم الخمر والميسر. والميسر هو القمار ; لأنه يصد عن ذكر الله وعن الصلاة ويوقع العداوة والبغضاء، وهذه المغالبات تصدهم عن ذكر الله وعن الصلاة، وتوقع بينهم العداوة والبغضاء " انتهى ثانياً
لو سَلَّمنا أن موضوع هذه الأشعار مباح، فإن هذه المسابقات قد تضمنت جملة من المحاذير الشرعية، منها
النظر إلى وجوه النساء المتبرجات، وقد قال الله تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ
سماع الأغاني والمعازف، وقد سبق بيان تحريمها وأدلة ذلك
التعصب للقبيلة أو البلد، وقد روى البخاري ومسلم عن جَابِر بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كُنَّا فِي غَزَاةٍ فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: يَا لَلْأَنْصَارِ، وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ، فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: (مَا بَالُ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ؟ دَعُوهَا، فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ
¥