تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إن وجود دولة قوية ذات أثر في الحياة لا يتم إلاّ من خلال سلطة مركزية ذات نفوذ شامل، لا تعترف بسيادة عرق على عرق، ولا بأفضلية لون على لون، ولا بأحقية منطقة على أخرى، وبغير هذا لا يتم لأي دولة أن تحقق لها حصانة تمنعها من الضعف والخور والدخول في دائرة الاندثار والزوال .. هذا هو البعد السياسي لأمثال هذه البرامج البادية للعيان مسلية ملهية وتحتها الأعاصير الثائرة، وليس يهم القارئ ولا المفكر أن يكون القصد من إنشائها ودعمها حسناً؛ لأننا يجب أن ننظر في مثل ظروفنا الراهنة إلى القضايا من خلال ما تعانيه الأمة كلها، وما يُراد لها من تخطيط يسعى إلى تفتيتها وتحويلها إلى ولايات تابعة لأمريكا ..

والمطلع على تاريخ الماسونية العالمي يدرك خطر كثير من البرامج التي تُدار بسذاجة من قبل مسؤولين لا يريدون غير شهرتهم، ولا يطمحون إلاّ لإيجاد قاعدة جماهيرية لهم، ولو كانت قاعدة هشة لا توجّهها غير عواطف الغوغائيين الباحثين عن مطامعهم ورغباتهم ... يدرك خطرها؛ لأنه يعلم أنها تُدار بخيوط غير مرئية عبر عملاء مدربين قد يكونون مفكرين أو أدباء أو شيوخاً أو أمراء .. وعبر مغفلين غرهم البهرج الزائف، واستدرجهم الكرم الحاتمي، ولوت أعناقهم الشهرة الإعلامية، والصيت الكاذب.

لا بد أن نعي ما يُدار في عالمنا القبيح القائم على المصالح والخطط الإستراتجية البعيدة المدى، وأن تكون نظرتنا ذات أبعاد دينية عالمية لا تنتمي إلى قبيلة معينة أو بلد خاص، أو قومية منتنة، وإلاّ فسيأتينا الزمن الذي أطاح بمن هم أشد منا قوة وإعماراً للأرض .. !

وعندما نريد أن نصنع برنامجاً يحقق نجاحاً في حياة الناس، ويثري عقولهم، ويرفع من قدرهم لا بد أن يكون برنامجاً حيادياً ذا ضوابط واضحة، وأسس معرفية يتفق عليها العقلاء، ومعايير نقدية محترمة تخدم الأدب والعلم والحياة، ولا بد أن تكون اللجنة المنظمة والمحكمة على قدر من العلم والمعرفة والأدب والأخلاق ممن لهم مشاركتهم الفاعلة في دنيا الناس؛ لأن وجود أفراد لا يتمتعون بمعرفة كافية وحيادية علمية وأدب واسع في مثل هذه المحافل يجعلنا نستريب في صحة الحياة السياسية التي نحياها؛ ففي المجتمع الصحيح الواعي لا يسود غير الصالحين العالمين، وفي المجتمع الفاسد المريض لا يسود غير الرعاع ممن تنقصهم المعرفة، وتكثر عندهم الصفاقة والسفاهة.

المصدر: الإسلام اليوم

http://www.islamtoday.net/articles/s...=35&artid=9380 (http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_*******.cfm?id=37&catid=35&artid=9380)

.

ـ[أشرف بن صالح العشري]ــــــــ[19 - 04 - 08, 04:19 م]ـ

لا حول ولا قوَّة إلا باللَّه، قال اللَّه تعالى: ((والشعراءُ يتبعهم الغاوون أم تر أنهم في كلِّ واد يهيمون، وأنهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا اللَّه كثيرا وانتصروا من بعد ما ظُلموا وسيعلم الذين ظَلموا أيَّ منقلب ينقلبون)).

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير