ـ[أم سليم]ــــــــ[26 - 03 - 08, 01:20 ص]ـ
الفتوى السابقة وردت في موقع مديرية المكلا وهي بتاريخ السبت 12/ 1/2008
وأخيرا ............ القات والشعر
تداول الشعراء كعادتهم موضوع القات بين مؤيد ومعارض، وقد جمعنا ما قيل في القات من شعراء يمنيين وغيرهم مما يبين أضراره ومخاطره، وضربنا صفحا عن ما قيل مؤيدا لأنه إنما يخدم جهات مستفيدة و لا يعبر عن المصلحة العامة، من ذلك عدد من القصائد المعبرة وهي من غير ترتيب:
قصيدة القاضي علي بن يحيى الإرياني
تولعتمُ بالقات والقات قاتلُ
وفي حذف حرف اللام منه دلائل
وكم قد رأينا من رجالٍ تولعوا
فقد ثكلتهم بعد ذاك الثواكل
إضاعة مالٍ ثم فقرٌ وفاقةٌ
و يبسٌ يضر الجسمَ والجسم ناحلُ
و ما هو إلا الضر من غير شبهة
ويقطع بالإكثار منه التناسل
ومنه يزول العقل من غير مرية
ومنه السهاد الأعظم المتطاول
وكم فيه من داء عظيم و إنما
لأجل التداوي بعضه يُتناول
قليلا لإذهاب البخار و إنه
يضرك أحيانا وتلك قلائل
ولكنه من بعد يورث غمة
على القلب منه الكرب لاشك نازل
فلا تكثروا من أكله يا أحبتي
وقد يقبل النصح الرجال الأفاضل
و قدْرُ الذي يعطي المريض تداويا
ثلاثا من الربط الذي يتفاضل
يكون ملان الكف دون زيادةٍ
وقدْرالذي يعطىالصحيح الحلاحل
إلى ربطة ٍوالخير في نصف ربطة
فهذا الذي أوما إليه الأوائل
ومن رام قولا غير هذا فإنني
أحاكمه يوما بما هو قائل
* * * * *
ومنها قصيدة الأديب السوري قسطنطين يني الذي زار اليمن إبان عهد الإمامية بصحبة أمين الريحاني
القات فيه عِجاب ... كما يقول الصحابُ
درّتْ به الشاة لما ... أن طاردتها الذئاب
ذاقته فاستعذبته ... وسال منها اللعاب
أمسى يجمع منه ... حتى تملى الجراب
مشى يحدث عنه ... وفي الحديث الصواب
فصدقوه و ذاقوه ... مثله واستطابوا
ما نفعه أنبئوني ... هل عند شخصٍ جواب
جربته و اختباري ... يجدي به الإسهاب
تنتاب جسم الفتى قشـ ... ــعريرة والتهاب
وفيه يفعل ما لا ... يقوىعليه الشراب
والصدرفيه من الوخـ ... ـــز والعذاب خراب
و النسل يضعف منه ... ما في كلامي ارتياب
لا نفع في القات لكن ... فيه الشقا و العذاب
و تزهق النفس منه ... و القلب والأعصاب
والجفن يذبل حتى ... يغشى العيون سحاب
وسوء هضم و قبض ... منه يغيب الصواب
و الرأس يثقل وطئا ... و بالدوار يصاب
و يعتري بعد هذا الـ ... ــمفاصل الاضطراب
بالبن عنه استعيضوا ... فالبن منه اكتساب
وسوقه رابحٌ في الدنيـ ... نيا عليه طلاب
هذا نتيجة خبري ... ما في كلامي ارتياب
ستدركون بياني ... متى أميط النقاب
في تركه آل ودي ... أجرٌ لكم وثواب
لم يبق أرخت ريبا ... للقات للقتل باب
* * * * *
قصيدة علي بن يحيى الإرياني توفي سنة 1358هـ:
ألا إن بعض القات أوله سُكْرُ ... و آخره حُزْن كما تفعل الخمرُ
على أن هذا أصل كل مضرة ... وتلك بها نفع كما نطق الذكر
ولكنه غطى على النفع إثمه ... فحرمها رب الورى من له الأمر
وماالبعض منه مسكر فجميعه ... حرام كما قد قره السادة الطهر
فما لكم يا قومنا قد جهلتم ... و لم تعلموا أن الولوع به خسر
وها قد علمتم أن منه مخدرا ... لبعض بني الإنسان فاتضح الوزر
فلو قلتم الأصل الإباحة عندنا ... ولم يأت عن خير الأنام به حظر
لقلنا نعم لكنما الشرع قد أتى ... بتحريم ما فيه لآكله الضر
وقد جاء في جلب المصالح ضامنا ... كما جاء في درء المفاسد فاسَتقْروا
وكم في تعاطي القات ذامن مفاسد ... مبينة عظمى يضيق بها الصدر
فكم من غني مذ غدا مولعا به ... لقد مسه من بعد إيساره العسر
كذلك كم ألهى امرأ عن صلاته ... فلولاه لم تُترك بأرضكم العصر
وكم من أناس لازموه فأصبحوا ... لإكثارهم منه ومثواهم القبر
ولو قلتم لوكان حظرا لما غدا ... له آكلا من قومنا سادة زهر
لقلنا اجتهاد ذاك قد أخطأوا به ... وليسوا بمعصومين في شرعنا فادروا
ولم يُجمعواحتى يكون اجتماعهم ... لكم حجة تنجي إذا جاءنا النشر
وكيف وذا بعض الأئمة قبلهم ... غدا آمرا في قلعه إذ بدا الشر
وقد قلعوا إذ أصدرالأمرغرسه ... ولو لم يحرمه لما صدر الأمر
ولو علم الباقون أضراره لما ... أباحوا الذي في بعض أنواعه سكْر
ولو قلتم أضراره لم يقل به ... سوى من يعاني الطب من قوله نكر
ألا فاقبلوامني النصيحة فاقلعوا ... عن القات إن القات يا قومنا شر
* * * * *
وروى الشيخ العلامة محمد سالم البيحاني في كتابه الشهير إصلاح المجتمع هذه الأبيات ولم يعزوها ولعلها له:
إن رمت أن تعرف آفة الآفات ... فانظر إلى إدمان مضغ القات
القات قتل للمواهب والقوى ... ومولِّد للهم و الحسرات
ما القات إلا فكرة مسمومة ... ترمي النفوس بأبشع النكبات
ينساب في الأحشاء داء فاتكا ... و يعرِّض الأعصاب للصدمات
يذر العقول تتيه في أوهامها ... ويذيقها كأس الشقاء العاتي
ويميت في روح الشباب طموحه ... و يذيب كل عزيمة وثبات
يغتال عمر المرء مع أمواله ... و يريه ألوانا من النقمات
هو للإرادة والفتوة قاتل ... هو ماحق للأوجه النضرات
فإذا نظرت إلى وجوه هواته ... أبصرت فيها صفرة الأموات
* * * * *
ومما قيل بيتان للعلامة حمزة الناشري
ولاتأكلن القات رطبا ويابسا ... فذاك مضرٌ داؤه فيه أعضلا
فقد قال أعلام من العلماء ... إن هذا حرام للتضرر مأكلا
* * * * *
وأورد البيحاني في كتابه أبيات ولم يعزوها وقال: وصدق شاعرنا القديم:
عزمتُ على تركِ التناول للقات ... صيانة عرضي أن يضيع وأوقاتي
وقد كنت عن هذا المضر مدافعا ... زمانا طويلا رافعا فيه أصواتي
فلما تبينتُ المضرة وانجلت ... حقيقته بادرته بالمناواةِ
طبيعته اليُبْسُ المُلمُ ببرده ... أخا الموت كم أفنيتَ منا الكرامات
وقيمة شاري القات في أهل سوقه ... كقيمة مايدفعه من ثمن القات
وروى لأحد المصريين ولم يسمه، وهي قصيدة يهجو بها أهل القات من اليمنيين:
أسارى القات لا تبغوا على من ... يرى في القات طبا غير شافِ
وقد جاء في أحد قصائد الوالد سعيد بن سالمين بن جوفان:
وشلة القات لا ترقع ولا تنفع
الظهر والعصر قطعا مايصلونه
ليوكل القات مثل الذيب يتلوع
مكروه مكروه وأهله مايحبونه
حزمة القات ماحد منها يشبع
هذه مصيبة على الأمة يمصونه
¥