تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والخلاصة ان من اطلع على ما قاله الحفاظ في هذا الراوي لا بد وأن يعرف أن الذي جرحوه أكثر من الذين وثقوه بكثير وإن عدد من وثقه (لا يتجاوز الثمانيه وأما عدد من جرحه هو أمَّا من جرحه فإن عددهم مثل عدد الموثقين مرتين وأكثر من المرتين واحد من تكلم عن هذا الراوي من المتأخرين ونقل ما قاله الحفاظ من الجرح والتعديل حول هذا الراوي هو العلامه الشهسواني مؤلف كتاب (صيانة الإنسان) (عن وسوسة الشيخ (حلان) الذي حشز جميع ما قيل في هذا الراوي من مدح أو قدح فليراجعه من يريد معرفة ما قيل عن هذا الراوي على جهة التفصيل ليعرف أن غالب الحفاظ قد جرحوه ومن جرحه غالب الحفاظ فحديثه ضعيف لأنه إذا تعارض الجرح والتعديل قدم الجرح على التعديل وان كثر المعدل فكيف وقد تعارض الجرح والتعديل في هذا الراوي وكان الجارحون أكثر من المعدلين بل مثلهم مرتين وأكثر من المرتين. ولا يقال أن الجرح المبهم لا يقبل وهؤلاء الذين حرجوا شهراً هذا لم يبينوا سبب الجرح بل اهملوه فلا يقبل قولهم لأنا نقول أن الذين ابهموا الجرح ليسوا كلهم بل إنما هم البعض من الجارحين أما البعض الآخر فقد بينوا سبب الجرح فيحمل الجرح المطلق على الجرح المقيد بذكر السبب المقيد بذكر السبب فممن جرحه وبين سبب الجرح أبو بكر حيث قال (كان شهر على بيت المال فأخذ منه دراهم فقال فيه القائل (لقد باع شهر دينه بخريطة فمن يأمن القرا بعدك يا شهر) وكذلك ممن جرحه وأوضح السبب عَبّاد بن منصور حيث قال حججت مع شهر بن حوشب فسرق عيبتي) كما في الميزان للذهبي وهكذا بين سبب الجرح صالح بن محمد حيث صرح بأن شهراً (روى أحاديث لم يشركه فيها أحد (ثم) أي فهو ممن يروى المناكير وقد قال الحفاظ أن حديث من كان منكر الحديث لا يحتج به كما بين السبب في حرجه أيضاً ابن حجر حيث وصفه بأنه كثير الإرسال والأوهام كما بين السبب ايضاً الألباني حيث وصفه بأنه كثير الخطأ وبناءً على ذلك فليس شهر بن حوشب عدلاً لكونه سرق بيت المال أو خان ولا ضابطاً لكونه كان كثير الأوهام والأرسال وكثير الخطأ ولكونه كان يروى المناكير ومن شرط الحديث الصحيح أن يكون الراوي له عدلاً ضابطً فمن لم يكن عدلاً فروايته مردوده وحديثه غير صحيح ومن كان غير ضابط فحديثه أيضاً غير صحيح أما هذا الراوي فقد اختل فيه الشرطين حيث جرحت عدالته وكثرت أخطاؤه وأوهامه، ولعلَّ الذين جرحوه جرحاً مطلقاً قد عرفوا أنه سرق أو خان أو كثر خطأه وأوهامه وإرساله وروايته للمناكير فأطلقوا الجرح ولم يبينوا اعتماداً على من كان قد بين اسباب الجرح وذلك كما روى عن الدار قطني وعن النسائي وعن أبن عدي أنهم قالوا عنه (ليس بالقوي) وعن ابن عون أنه قال عن شهر ابن حوشب) هذا (نزكوه نزكوه) أي عابوه وطعنوا فيه وعن مسلم أنه قال اخذته السنة الناس وعن شعبه أنه قال (اخذته السنة الناس) وعن شعبه ان قال (لقيت شهراً فلم اعتد به) أي أنهم لم يطعنوا فيه ويعيبوه ويتكلمو فيه ويضعفوه ويصفوه بعدم القوه وغير ذلك مما قيل عنه إلا لكونه يروي المناكير وأنه كثير الأوهام أي الأغلاط وأنه يكثر الخطا زيادة على ما روى عنه من سرقة بيت المال ولا يقال قد روى له مسلم في صحيحه فاصبح من رجال الصحيح لأنا نقول لم يروى له مسلم حديثا انفرد بروايته حتى يكون من رجال الصحيح وإنما روى له في المتابعات فقط وكيف يصح أن يعد من رجال الصحيح وتقبل روايته وهو الذي قال لما قتل ابن آدم اخاه مكث آدم مأة سنه لا يضحك ثم انشأ يقول:

تغيرت الأرض ومن عليها فوجه الأرض مغبر قبيح

تغير كل ذي طعم ولون وكل بشاشة الوجه المليح

ولا يقال قد حسن الشوكاني هذا الحديث في رسالته البحث المسفر في تحريم كل مسكر ومفتر

لأن نقول أنه إنما حسنه لكون أبي داود أخرجه وسكت عنه ويكون شهر بن حوشب قد وثقه أحمد وابن معين وصحح الترمذي حديثه في جامعه ولو بحث عما قاله مسلم في صحيحه والنووي في شرح صحيح مسلم والدار قطني في سننه والمنذري في آخر الترغيب والترهيب والذهبي في الميزان والصاغاني في موضوعاته الصغرى وابن طاهر الفتني في قانون الضعفاء وابن حجر في التقريب والخزرجي في الخلاصه وعما قاله غيرهم لعرف أن الكثير من الحفاظ قد جرحوه وعلى رأسهم مسلم والدار قطني وموسى بن هرون وابن عون وشعبه والنسائي وابن عدى وابو بكير والدولابي ويحي بن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير