تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وممن جربه وأباحه وبقي يتعاطى أكله من علماء اليمن المستقلين القاضي العلامه المجتهد المطلق محمد بن علي الشوكاني رحمه الله وقد صرح في رسالة (البحث المسفر في حكم المسكر والمفتر) بقوله وأما القات فقد اكلت منه انواعاً مختلفه وأكثرت منها فلم أجد لذلك أثراً في تفتير ولا تخدير ولا تغيير وقد وقعت فيه ابحاث طويله بين جماعة من علماء اليمن عند أول ظهوره وبلغت تلك المذاكره إلى علماء مكة وكبت ابن حجر الهيثمي في ذلك رسالة طويله سماها (تحذير الثقات من اكل الكفتة والقات) ووقفت عليها في أيام سابقة فوجدته تكلم فيها بكلام من لا يعرف ماهية القات وبالجملة إذا كان بعض أنواعه تبلغ إلى حد السكر أو التفتير من الأنواع التي لا نعرفها توجه الحكم بتحريم ذلك النوع بخصوصه وهكذا إذا كان يضر بعض الطباع من دون اسكار وتفتير حرم لأضراره وإلا فالأصل الحل كما يدل على ذلك عمومات القرآن والسنة (29)

هكذا قال الشوكاني المجتهد المطلق بعد ان أكل من جميع انواع القات وحسبنا شهادته وكفى به شاهداً لكونه غلامة مجتهداً ولكونه قد جربه اعواماً طويله واستعمله إلى أن انتقل إلى رحمة الله (ومن شهد له خزيمة فهو حسبه)

(إذا قالت خدام فصدقوها إن القول ما قالت خدام)

وليس العلامه الشوكاني هو الوحيد من علماء اليمن الكبار الذي صرح بإباحة اكل القات وإنما مثلت به لكونه من علماء اليمن المجتهدين اجتهاداً مطلقاً ولكون مؤلفاته قد اشتهرت في أكثر الأقطار العربية وتجاوزتها إلى الهند وباكستان وسمرقند وبخاري وغيرها من المدن المشهوره بالعلم والعلماء في آسيا الوسطي التي كانت تعرف قديماً ببلاد ما وراء النهر.

وليس الشوكاني هو العلامة اليمني الوحيد الذي أجاز مضغ القات بل هناك علماء كثيرون لا يعدون ولا ينحصرون كلهم اباحو مضغ الاقت ومضغوه فعلاً وإنما اقتصرت على الشوكاني لشهرته داخل اليمن وخارجها والحاصل أن القات لا يغير العقل ولا يضعف الجسم ولا هو أيضاً من المفترات أو المخدرات أو المسكرات حتى يدخل في عموم النهي عن كل مسكر ومفتر وإذا صح وجود نوع من أنواع القات في اليمن أو في الحبشة يكون منه اختلاط العقل وتغيره فستكون من المحرمات ويؤدب من تعمده بعد علمه بالتحريم كما قال في الروض النضير (30) أي أن التحريم يكون مقصوراً على هذا النوع من هذه الشجرة ولا يتعدى التحريم سائر الأنواع التي لا توجد فيه علة التحريم.

فالذي يسئلهم عن القات هل هو مخدراً أو غير مخدر من غير أهل اليمن يقصد بالمخدر المخدر المعروف لغة وطباً وهو المفتر كالإفيون الذي كان عند أهل الصين منتشراً استعماله والحشيش المعروف في كثيرمن الأقطار والمجيب عليهم بأن القات مخدر من أهل اليمن يقصد به معنى آخر وهو الانعاش والتنبيه للفكر المنشط للعمل ومن هنا شاع الأعتقاد في الخارج بان القات من الأشجار المخدره فضم في قائمة المخدرات وكان من سوء الحظ أن الذين ادمجوه من حملة المخدرات لا يعرفونه وإنما يسمعون عنه سماعاً فحصلت الغلطة على هذه الشجرة وعلى من يغرس هذه الشجرة أو يمضغ أوراقها واللازم على من يستعمل القات ويجد أثره في فكره أو في جوارحه من النشاط زيادة على ما يعتاده عند أن يترك استعماله ان يقول اننا تناولنا قاتاً طيباً فنشطت للعمل أو للتفكير ونحو هذه العبارة ولا يقول (فخدرت) وهذا مبني على صحة وجود نوع من أنواع القات بغير العقل ومن ادعى وجوده فعليه البرهان ونظراً لأهمية الموضوع فقد ضلت لجنة العقاقير المخدرة التابعه لمنظمة الصحه العالميه تتلقى عن القات واستخدامه القرارات منذ عام 1946 ولكن محاولات ادراجه ضمن قائمه العقاقير الخطره والممنوعه قد باءت بالفشل وذلك نتيجة لغموض البيانات حول تأثيراته البيولوجية والإجماعية بالإضافة إلى الخلط لثبات مركباته الكيميائية ولم يتم انجاز أي عمل يتعدى جمع البيانات واصدار التوصيات لدراسة المشكله وأخيراً تقرر في الدوره الخامسه والعشرين ان يتم البدء في آخر دراسات جديده حول المركبات الكيميائية للقات في مختبرات منظمة الصحة العالمية في جنيف وقد بدأت هذه الدراسات في اوائل السبعينات (31) ولعل في مركز الدراسات والبحوث اليمني وجامعة صنعاء عدة قرارات حول الموضوع (ولقد قام فريق قسم معامل المخدرات في الأمم المتحدة بزيارة اليمن عام 1974 حيث تمكن من الحصول

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير