وأما ما ينشره الشانئون من صغر سنها وتفاوت العمر بينهما فإن اختيارها له بعد تخييره لها بين التسريح الجميل والبقاء معه لأكبر دليل على أنها لم تكن كارهه لهذا الزواج وإذا لم تكره هي فما شأن الباقين بها, ثم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يهرم ويكبر في العمر كسائر الرجال بل انه لم يشب في شعره إلا 18شيبة فقط وكان أقوى الصحابة وأشجعهم ثم إنه كان يسابقها ويدللها ويحضر لها صويحباتها ويسمح لها باللعب بلعب العهن ويستمع إلى أحاديثها وقصصها ويعلق عليها بما يسرها ولا يدخل الريبة على قلبها ولا يكلفها ولا يكلف غيرها فوق طاقتهن بل يخصف نعله ويخيط ثوبه بنفسه ويكنس البيت ويخدم أهله ويبدأ بالسواك أول ما يدخل حتى لا يشم منه إلا أطيب ريح ولا يعاتب ولا يقول لم فعلت؟ ولم لم تفعل؟ وهي مع 8نساء غيرها
فأين هذا من رجال اليوم الذين لا يستطيع الواحد منهم أن يفي الواحدة حقها وقد تمر عليه الايام والشهور وهو لم يمازح أهله أو يسأل عن أحوالهم فتظلم وهي واحدة لا ضرائر معها!!!!!!!!!!
أما حفصة فقد توفي زوجها وهي في الثامنة عشرة من عمرها في غزوة بدر فتزوجها الرسول وهي أيضا بنت أفضل الرجال بعد ابي بكر وهو عمر بن الخطاب
وبالمقابل فإنه زوج بناته من عثمان وعلي أيضا لتشتد أواصر المحبة بينهم جميع
أما أم سلمة فقد توفي زوجها ايضا في غزوة أحد ولها عيال فكفل عيالها ورباهم فكفل ايتاما وسعى على أرامل فأين الشر في ذلك!!!
وأما زينب بنت جحش فقد زوجها الله به من فوق سابع سماء كما كانت هي تباهي نساءه بذلك وذلك أن النبي كان قد زوجها من زيد بن حارثة ولم يكتب لهذا الرواج بالاستمرار فأمره الله بالزواج منها لإبطال عادة كانت منتشرة في الجاهلية وهي جواز التبني ونسبة الرجل لغير أبيه وبالتالي فإن زوجة هذا المتبنى تحرم على والده بالتبني كحرمة الولد الذي من صلبه فأراد الله بيان بطلان وفساد هذه الظاهرة بتزويجها من الرسول صلى الله عليه وسلم بعد طلاق مولاه زيد منها
أما جويرية بنت الحارث الهلالية فقد أسر قومها بعد غزوة بني المصطلق وبعد زواج النبي منها أبى الصحابة أن أن يكون أصهار النبي عبيد عندهم فأطلقوا مئة من أهلها وحرروهم من الرق وأسلم قومها بعد طول عداء للإسلام وأهله فأي بركة هذه!!
وهكذا باقي نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما تزوج من واحدة إلا وكان في زواجه منها خير عظيم لها ولقومها ولنا أيضا لما تعلمناه من أمور تشريعية ما كانت ستعلم إلا بزواجه منها سواء من ناحية الأحكام الشرعية أو أمور سياسية واجتماعية
فصلى الله وسلم على من جعله رحمة للعالمين سواء بتبليغه الخير لنا وحرصه على ذلك حتى تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك أو بما نقل عنه من أخلاق فاضلة مع أزواجه وأبناءه وصحابته وجيرانه وعبيده ومواليه
وأخيرا أعظ نفسي و إياكم فأقول: إنما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة لنا, وفي أتباع هدية أقرب الطرق وأسرعها لدخول جنته ونيل مرضاته فلا يكونن الطعن فيه والتشكيك بسيرته ومنهجه سببا لسخط الله علينا والزيغ عن صراطه المستقيم فإن الله قد قضى وحكم على من نال منه شنأه أنه أبتر
وليس هو كسائر البشر يؤخذ من قوله ويرد ويعاب على فعله وينتقد
بل هو قرآن يمشي على الأرض
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين