[فضل العشر الأوائل من ذي الحجة]
ـ[أبوعمرالألباني]ــــــــ[29 - 01 - 03, 09:38 م]ـ
[فضل العشر الأوائل من ذي الحجة]
ها قد أظلتنا أيامٌ كريمةٌ مباركة، أيام العشر الأول من شهر ذي الحجة، أيام خير وفوز وفلاح، فمن تعرض لنفحاتها سعد بها في دنياه وآخراه، قال الله تبارك وتعالى: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}.
العمل الصالح في هذه الأيام العشر أحب إلى الله من أي عمل صالح فيما سواها من أيام السنة.
وكان السلف الصالح يُعظمون ثلاثة أعشار ((العشر الأول من ذي الحجة – والعشر الأواخر من رمضان – والعشر الأول من شهر المحرم)).
عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر. قالوا ولا الجهاد في سبيل الله!! قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء " أخرجه البخاري 2/ 457.
وقد أورد ربنا تعالى هذه العشر الأول من ذي الحجة في كتابه العزيز فقال تعالى {والفجر وليال عشر} قال ابن كثير: (المراد بها العشر من ذي الحجة) وقال تعالى {ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام} الحج: 28. والجمهور على أن الأيام المعلومات هي أيام العشر لما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما: (الأيام المعلومات: أيام العشر)
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد)). أخرجه احمد 7/ 224 وصحّح إسناده أحمد شاكر.
ومن أيام العشر الأول من ذي الحجة:
أ - يوم عرفة:- وهو اليوم المشهود الذي أكمل الله فيه الدّين، يوم المغفرة والعتق من النار، أكثر أيام السنة يُرى الشيطان فيه ذليلاً حقيراً مُغتاظاً لكثرة عتقاء الله من النار، يباهي ربنا تعالى في يوم عرفة ملائكته بأهل الأرض.
ويتأكد صيام يوم عرفة لغير الحجاج، لما رواه مسلم في صحيحه عن أبي قتادة – رضي الله عنه – قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة؟ فقال ((يُكفر السنة الماضية والباقية)).
وفي صحيح مسلم أيضاً عن عائشة – رضي الله عنها – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يُباهي بهم الملائكة)).
فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر ... )) الحديث أخرجه النسائي 4/ 205 وأبو داود وصححه الألباني في صحيح أبي داود 2/ 462.
2 - يوم النحر: - وهو يوم الحج الأكبر، يومٌ يُصبح الحجيج فيه مغفوراً لهم، يُكمل المسلمون حجهم الذي هو الركن الخامس من أركان الإسلام، بعدما وقفوا بعرفة، وحصلوا على المغفرة والعتق من النار.
فينبغي عليك أخي المسلم استغلال هذه الأيام بالطاعات والقربات، ومن ذلك: -
أ - التوبة النصوح: بشروطها: الاستغفار باللسان، والإقلاع بالأبدان (بالجوارح)، وإضمار ترك العزم بالجنان (بالقلب)، ومهاجرة سيئ الخلان (أصدقاء السوء) ورد المظالم إلى أهلها.
ب- صيام التاسع من ذي الحجة (يوم عرفة):- لما ذكرنا من فضله.
ج - التكبير:- فيسن التكبير والتحميد والتهليل والتسبيح أيام العشر. والجهر بذلك في المساجد والمنازل والطرقات وكل موضع يجوز فيه ذكر الله إظهاراً للعبادة، وإعلاناً بتعظيم الله تعالى، لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم (فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد).
د- الإكثار من الأعمال الصالحة عموما: - لقوله صلى الله عليه وسلم (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر .. ).
هـ - الأضحية: وسنفرد لها موضوع خاص، من حيث أحكامها.
نسأل الله تبارك وتعالى العون والتوفيق والقبول في أعمالنا كلها.