تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حقيقة المسجد الإبراهيمي (في الخليل) وموقف المسلم منه]

ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[27 - 03 - 08, 08:13 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين

فإن المسلم البصير في دينه إنما يعبد الله عز وجل على علم وهدى، بعيداً عن الأهواء والتعصب، والعواطف الهيّاجة، لأن صاحب الهوى يسير حسب مصلحته، أو يميل إلى الكثرة خوفاً من مصادمتها ومواجهة المضايقات والمتاعب من جرّاء الوقوف أمامها

ثم لا يهتم بدراسة المسألة ومعرفة أصولها , لكن المسلم الواعي لا تؤثر به العواطف ولا ينجرّ خلف الأهواء والعصبيات والعادات والتقاليد , بل دائماً يبحث عن الحق بدليله من الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة، فإذا قام الدليل على أمر ما؛ أصبح عقيدة عنده لا تتغيّر ولا تتبدّل.

فإذا علم ما سبق عرفنا حكم أي مسألة تواجهنا، خاصة المسائل التي يخوض فيها الناس كثيراً بحيث يصبح الشخص حيراناً لا يدري الحق مع من؟!. وهذه الحيرة حصلت بسبب تزيين الباطل بغشاء الحق , لكن المسألة إذا جُليت بالحق الصافي فلا يمكن أن تسبب للشخص حيرة أبداً.

ونحن في هذا البحث سنتكلم عن المسجد الإبراهيمي من حيث تاريخه ومراحل تطوره إلى أن أصبح مسجداً، ومن حيث وجود القبور فيه، وهل تصح الصلاة فيه مع وجود القبور، وموقف العلماء من ذلك، والشبهات التي يتمسّك بها من يجعله مسجدا تصح الصلاة فيه إلى آخر ذلك، فهذه مسألة مهمة تمسّ عقيدة المسلمين وتمس واقعهم، وكيف أنهم بجهلهم وبعدهم عن دينهم – إلاّ من رحم الله – يقعون في المحظور معتمدين على القصص والحكايات، وعلى العواطف والسياسات , فضلا عن الروايات المكذوبة والأحاديث الضعيفة , لكن حجة الله باقية إلى يوم القيامة يتلقفها المسلم الواعي بصدرٍ منشرح.

ويتكون هذا البحث من ثلاثة فصول وخاتمة:

الفصل الأول: تاريخ المسجد الإبراهيمي، وفيه أربعة مباحث:

المبحث الأول: التعريف بالمقبرة الإبراهيمية.

المبحث الثاني: من الذي بنا هذا البناء أو السور حول المقبرة؟

المبحث الثالث: هل كان هذا المكان معروفاً زمن النبي.

المبحث الرابع: متى تحولت المقبرة الإبراهيمية إلى مسجد يصلى فيه؟

الفصل الثاني: ذكر المخالفات الشرعية الموجودة في هذا المكان.

وفيه أربعة مباحث:

المبحث الأول: المقامات الموجودة داخله , وحكمها.

المبحث الثاني: إطلاق القول عليه بأنه حرم.

المبحث الثالث: شد الرّحال إليه , وحكمه.

المبحث الرابع: بدع أخرى موجودة إلى اليوم.

الفصل الثالث: الموقف الصحيح من المسجد الإبراهيمي، وفيه ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: حكم بناء المساجد على القبور والصلاة فيها.

المبحث الثاني: أقوال العلماء في هذا المكان وغيره.

المبحث الثالث: الشبهات التي يتمسّك بها من يجيز الصلاة في هذا المكان، وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: الشبهات الشرعية.

المطلب الثاني: شبهات تعتمد على العادات والتقاليد والتراث.

المطلب الثالث: شبهات تعتمد على الأوضاع السياسية.

وأسأل الله أن يبصرنا في ديننا، ويجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وأن يجمع شمل المسلمين، ويوحد صفهم على الحق، إنه جواد كريم.

الفصل الأول: تاريخ المسجد الإبراهيمي

المبحث الأول: التعريف بالمقبرة الإبراهيمية المقبرة هي موضع القبور، والقبر: هو مدفن الإنسان، من قَبَرَهُ يُقْبِرُهُ ويَقْبِرُهُ قَبْرَاً ومَقْبَرَاً: أي دفنه. وأَقْبَرَهُ: جعله قَبْرَاً.

والمقبرة الإبراهيمية: نسبة إلى إبراهيم الخليل عليه السلام حيث دُفن هو وعائلته فيها. وهذا المكان يقع في مدينة الخليل في الجهة الجنوبية الشرقية في المدينة. وهذه المقبرة يحيطها سور كبير أحجاره ضخمة جدا، وكان هذا السور مغلقا وليس له سقف، وكان يحيط بالمغارة التي دفن فيها إبراهيم عليه السلام.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير