تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أقول سبحانك هذا بهتان عظيم: و هل دخول الناس في هذا المكان والصلاة فيه يحلل الحرام, وهل بناء المحراب ووجود المنبر أباح ما حُرّم, ومَن مِن العلماء وأْْْئمة الإسلام بحق الذين اطلعوا على ذلك فاقروه؟ أهم علماء الصوفية والمبتدعة؟! فلا حجة بهم. أم علماء أهل السنة و الجماعة؟ فهم أبعد الناس عن ذلك كما ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله , حيث قال: " وكان أهل الفضل من شيوخنا لا يصلّون في مجموع تلك البنية [أي التي على قبر إبراهيم الخليل عليه السلام] وينهون أصحابهم عن الصلاة فيه إتباعا لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم واتقاء لمعصيته ". (32)

فكيف يزعم أنه لم ينكره منكر فصار كالإجماع , وكيف يكون اجماعاً مع وجود النهي الواضح الصريح.

وأما قوله أن الأنبياء أحياء في قبورهم: نعم هم أحياء في قبورهم حياة برزخية , فهم ميتون وينطبق عليهم أحكام الموتى , لا خصوصية لهم عن غيرهم , وإلا ماذا يقول في قبور نساء الأنبياء الموجودة مع قبور الأنبياء؟ لكنه تحيّّّّّّّر ولم يجد جواباً.

? ومن الشبهات أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطع الصحابي تميماً الداري رضي الله عنه منطقة حبرون ومسجد إبراهيم وآثار إبراهيم. وقد تم مناقشة ذلك بأن هذا لا يثبت ولا يصح.

? ويستدلون أيضاً بأن المنبر الموجود في المسجد الإبراهيمي من وضع صلاح الدين الأيوبي رحمه الله

بحيث بنسبونه إليه , والذي يرجع إلى المصادر المعتبرة لا يجد لهذا الكلام أصلاً , إلا في بعض

الكتب الغير معتبرة , وقد جاء في بعضها بصيغة الاحتمال.

وإن ثبت ذلك عنه فلا حجة لفعله مع نهي النبي صلى الله عليه وسلم , فلا طاعة لمخلوق في معصية

الخالق. واعلم أن السنة في عمل المنبر ألا يزاد فيه على ثلاثة درجات , بخلاف منابر هذا العصر فأكثرها مخالف للسنة. وفي هذا المنبر ـ أي منبر صلاح الدين الأيوبي ـ (*) بدع أخرى كالزخارف وكتابة الآيات القرآنية عليه ـ والله المستعان ـ.

? وينسب بعضهم إلى الخلفاء الأمويين والعباسيين اعتناءهم بالمقبرة الإبراهيمية و جعلها مسجداً يصلى فيه , وكل هذا لا يصح عنهم.

المطلب الثالث: شبهات تعتمد على الأوضاع السياسية:

قد يقول البعض أننا نقر أن هذا المكان أصله مقبرة , ولا يجوز أن يتخذ مسجداً, لكن الناظر إلى ما يحصل لهذا المكان من الهجمات العدوانية من اليهود وغيرهم , ومحاولة الاستيلاء عليه وتحويله إلى كنيس يهودي إلى غير ذلك من الأخطار , فإن من الحكمة أن نتخذه مسجداً و نصلي فيه خوفاً من الاستيلاء عليه , فالذي ينظر إلى وضع المسجد الإبراهيمي يوجب الذهاب إليه والصلاة فيه , وعدم الذهاب إليه و الصلاة فيه ذريعة ووسيلة سانحة لليهود ليأخذوا المكان ويحولوه إلى مصلى لهم ... الخ.

ونحن نسأل سؤالا: لماذا اليهود يريدون تحويل هذا المكان بالذات إلى معبد لهم ,مع أنه يوجد حول المقبرة الإبراهيمية مساجد كثيرة, تحت حكم اليهود , كمسجد أهل السنة ـ السنيّة ـ (*) ومسجد قيطون و القزازين وغيرهم كثير؟

والجواب: لأن المسجد الإبراهيمي مبني على قبور الأنبياء دون غيرهم من المساجد , و من دينهم أنهم يبنون الأبنية على قبور الأنبياء ويصلون فيها , كما أخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ", فتمسكهم به نابعه العقيدة وليس القهر والسياسة.

الخاتمة: يتضح مما سبق أن هذا المكان عبارة عن مقبرة إسلامية , وحكمها حكم باقي المقابر , تصان ولا تهان يقول ابن كثير رحمه الله: " فينبغي أن تراعى تلك المحلة ـ أي المقبرة الإبراهيمية ـ[ولم يسمها مسجداً , فتنبه] وأن تحترم احترام مثلها وأن تبجل وأن تجل وأن لا يداس في أرجائها خشية أن يكون قبر الخليل أو أحد أولاده الأنبياء عليهم السلام تحتها ". (33)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير