تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه ---- فكل قرين بالمقارن يقتدي

وصحبة الظالم على التقية فمستثناة من النهي بحال الاضطرار (?).

هذا جواب إجمالي على محتوى الأسئلة الثلاثة بالنظر إلى تقارب مضامينهم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

1 - الجامع لأحكام القرآن (9/ 72)، دار الكتب العلمية.

ـ[محمد بن سحنون]ــــــــ[27 - 03 - 08, 10:38 م]ـ

الفتوى رقم: 618

الصنف: فتاوى متنوعة

في نصيحة إلى متردّد بين الارتقاء في طلب العلم أو الزواج

السؤال:

ما هي النصيحةُ التي توجِّهونها لطالب علمٍ فتحَ اللهُ عليه من فنون العلم شيئًا لا بأس به، من حفظ كتاب الله، وأخذ جملة طيّبة من علم الأصول، والحديث والنحو، وحبّب إليه طلب العلم، ولكنه في المدّة الأخيرة وقعت له أمور حالت دونه ودون طلب العلم، منها أنه تقدّم لخطبة أخت، والحمد لله تمَّ القَبول وتيسرت الأمور، ولكن شرطوا عليه أن يكون ذا عمل ومنزل يأويه وأهله، وتحصيل هذه الأمور في هذا الوقت كما لا يخفى في بلدنا صعب المنال فبدأ يفكر في مثل هذه الأمور فشغلت ذهنه، وكانت همه، فبماذا تنصحونه؟ هل يتوجّه إلى طلب العلم ويعرض عن هذه الأمور؟ أو يحاول التوفيق مع تقليص أوقات الطلب؟

الجواب:

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:

فإذا كان طالب العلم اقترنت به مُميِّزاتٌ حباه الله بها من دقّة الفهم وقوّة الحفظ وحسن السيرة وطيبة السريرة، واحتاج أهلُ منطقته من العلم الشرعي ما يقيمون به دينهم على الوجه الأكمل الصحيح، تعيَّن وجوبُ طلبه للعلم تعيينًا شخصيًّا وأعرض عن كلّ ما يشغله عنه، وبَذْلُ الجهد في تحصيله والتفاني في سعيه، لأنّ العلم إذا أعطيته كلّك أعطاك بعضه، مع قيام الإخلاص في نفسه لرفع الجهل عنه والعمل بمقتضى العلم الذي يعلمه ورفع الجهل عن غيره، فإنّه من صفت نيّته إلى ذلك فتحت له أبواب الخير وأتته الدنيا راغمة، أمّا إذا لم يجد في نفسه القدرات التي خصّ الله تعالى بها بعض عباده وأحس بعدم القدرة في الارتقاء في مدارج العلم والكمال فإنه إن أصلح نفسه بالكفاية بالعلم المطلوب جاز له أن يعدل عنه إلى أمور يسعى إليها لتحقيق أسرة، وعليه أن يختار منها ما يساعده على الاحتفاظ بما حصّل والمزيد إن قدر على ما لم يحصّل، والسائل أعلم بحاله وهو موكول إلى دينه في اختيار النهجين، واللهَ أسأل أن يثبّته على الجادّة وأن يوفقه لما يحب ويرضى إنّه ولي ذلك والقادر عليه.

والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.

الجزائر في: 28 من ذي الحجة 1427ه

الموافق ل: 17 يناير 2007م

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير