هل يجوز الجمع بين الرّواتين في الصلاة الجهريّة؟
ـ[ابن عبدِ الحميد]ــــــــ[28 - 03 - 08, 02:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حيّاكم الله جميعا إخوتي أحبّتي أعضاء وزوار ومشرفي هذا الملتقى المستنير، عندي سؤال أوجهه للعلماء وطلبة العلم في هذا الملتقى المبارك، وهو: {هل يجوز الجمع بين الرّواتين في الصلاة الجهريّة، كأن يقرأ في الركعة الأولى برواية خلف عن حمزة، وفي الثانية برواية قالون عن ورش؟} وجزاكم الله تعالى جزاءً حسنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأرجوا أن تصلني الإجابة على بريديَ هذا: [email protected]
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[28 - 03 - 08, 04:41 م]ـ
أما صورة سؤالك فهي جائزة إن كانت كل قراءة في ركعة , بشرط ألا يسبب تلفيق القراءات لبسا على العوام ويثيرهم , ويبعثهم على الشك , لأنَّ بعضهم قد يكفِّرك , وإن شرحت له الأمر فقد لا يستوعبه ويظنه تلاعبا بالقرآن.
و هذه المسألة محل نزاع بين أهل العلم قديما , وأنا أقول:
إن كان من أهل القراءات العارفين بها , فما الحامل له على الخلط بينها.؟
وابن الجزري رحمه الله في (النشر) ذكر أقوال أهل العلم بالجواز مطلقا والمنع مطلقاً ,وفصَّل هو رحمه الله في الحكم فعدل بالخلاف إلى سواء السبيل, وعدَّ التلفيق معيبا على أهل الفنِّ , وقرر حرمته مطلقا في الأحوال الآتية:
1 - إن كانت إحدى القرائتين مترتبة على الأخرى مثل (فتلقى آدمَ من ربه كلماتٌ) فلا يحل لمسلمٍ تلفيقه بين القرائتين في هذه الآية لأنها حينئذ ستكون الجملة ذات فعل وفاعلين أو مفعولين, وكذلك قراءة (وكفلها زكرياءُ) فو خلط القارئ بين القرائتين وقرأ (وكفَّلها زكرياءُ) لأفسد القرآنَ بخلطه هذا , وهذا لحنٌ فاحشٌ ومعنى قبيح فاسد لا يُتصور ويجب أن ينزه عنه القرآن.
2 - إذا كان يخلط على سبيل أن القراءات المجتمعة في خلطه من قبيل الرواية , فهذا كذبٌ أيضاً لأنه لم يتلقَّها عن شيوخه مُلَفَّقَةً هكذا , وفعله هذا إضافة إلى الكذب فيه تلبيس , أمَّا إن كان يقرأها لا على سبيل الرواية فهو جائز معيبٌ على أهل الفن.
قال الشيخ محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي:
وأما التلفيق بين القراءات فإذا كان في الكلمة الواحدة فهو محرم قطعاً، مثل من يجمع بين قراءتين متنافيتين؛ كالذي يرقق الراء في كلمة الآخرة فإنه لا يحقق الهمزة، وهذا مثال في تحريف الكلمة الواحدة؛ لأنه لحن، وليس كلاماً من لغة واحدة. وإذا كان في الجملة الواحدة فمحل خلاف، فقيل بتحريمه، وقيل بكراهته. وإذا كان في الآية الواحدة فهو مكروه قطعاً، وإذا كان في آيتين ولم يكن على وجه التعليل فهو خلاف الأولى. ومع ذلك فإن كثيراً من أهل العلم يرى أن القراءات أنفسها ملفقة من الحروف السبعة التي أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم، فليست القراءة موافقة لحرف واحد، بل كل قراءة فيها أخذ من كل الحروف، ولا يمكن الجزم بهذا؛ لأن الجزم فيه صعب، ونحن نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أنزل عليه القرآن على سبعة أحرف؛ لكن لم يبين لنا أن هذا هو الحرف الأول وهذا هو الحرف الثاني وهذا هو الحرف الثالث وهذا الرابع وهذا الخامس وهذا السادس وهذا السابع، بل قرأ بالجميع، وأقر الناس على قراءة الجميع، فبالإمكان أن يحفظ فلان من الناس سورة التوبة على الحرف الأول، ويحفظ هو نفسه سورة يس مثلاً على الحرف الخامس، وسورة أخرى على الحرف السادس ويلفق الجميع، فيكون قد حفظ القرآن بحروفه المتعددة، وهكذا.
وللفائدة انظر هذا الرابط:
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=3112
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=45655&Option=FatwaId
ـ[اسامة عبد الرافع]ــــــــ[29 - 03 - 08, 12:34 ص]ـ
لقد أجاد الشنقيطي - حفظه الله - في الرد والإجابة
جزيت خيرا على سؤالك وجزى الله خيرا الشنقيطي على إجابته
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[02 - 04 - 08, 06:32 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=55629&highlight=%C7%E1%DE%D1%C7%C1%C7%CA+%C7%E1%D5%E1%C7 %C9
ـ[ابن عبدِ الحميد]ــــــــ[07 - 05 - 08, 12:04 ص]ـ
حفظكم الله جميعا إخوتي وجزى الله " الشنقيطي " جزاءً حسنا على إجابته
ـ[المتولى]ــــــــ[09 - 05 - 08, 03:34 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[05 - 06 - 08, 10:36 م]ـ
أشكر الشيخ الشنقيطي
على ما قدم
ولكن زيادة للفائدة فقد سألت الشيخ عبد المحسن القاسم إمام الحرم المدني عن حكم الجمع بين القراءات في الصلاة
فأجابني بأنه لايجوز الجمع بين القرائتين في الصلاة ولكن له أن يقرأ في كل تسليمة برواية
والله أعلم
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[05 - 06 - 08, 11:58 م]ـ
قال الشيخ محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي:
وأما التلفيق بين القراءات فإذا كان في الكلمة الواحدة فهو محرم قطعاً،
جزاكم الله خيرا ...
قد يُصادف التلفيق بين قراءتين في كلمة واحدة قراءةً أخرى فلا يمنع من ذلك، ومثاله:
أن يقرأ: {الَاخرَة} بالنقل _ وهذه توافق رواية ورش _، وتفخيم الراء _ وهو للباقين ولا يقرأ به ورش _.
فهذا التلفيق جائز _ مع كونه في كلمة واحدة _؛ لأنه يوافق قراءة حمزة وقفا.
¥