وقيل: السلام: اسم مصدر سَلَّمَ بمعنى التَّسليم، كما قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) الأحزاب/56 فمعنى التسليم على الرسول صلى الله عليه وسلم: أننا ندعو له بالسَّلامة مِن كُلِّ آفة.
إذا قال قائل: قد يكون هذا الدُّعاء في حياته عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ واضحاً، لكن بعد مماته كيف ندعو له بالسَّلامةِ وقد مات صلى الله عليه وسلم؟
فالجواب: ليس الدُّعاءُ بالسَّلامة مقصوراً في حال الحياة، فهناك أهوال يوم القيامة، ولهذا كان دعاء الرُّسل إذا عَبَرَ النَّاسُ على الصِّراط: " اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ "، فلا ينتهي المرءُ مِن المخاوف والآفات بمجرد موته.
إذاً؛ ندعو للرَّسول صلى الله عليه وسلم بالسَّلامةِ من هول الموقف.
ونقول - أيضاً -: قد يكون بمعنى أعم، أي: أنَّ السَّلامَ عليه يشمَلُ السَّلامَ على شرعِه وسُنَّتِه ِ، وسلامتها من أن تنالها أيدي العابثين؛ كما قال العلماءُ في قوله تعالى: (فردوه إلى الله والرسول) النساء/59، قالوا: إليه في حياته، وإلى سُنَّتِهِ بعد وفاته.
وقوله: " السلام عليك " هل هو خَبَرٌ أو دعاءٌ؟ يعني: هل أنت تخبر بأن الرسولَ مُسَلَّمٌ، أو تدعو بأن الله يُسلِّمُه؟
الجواب: هو دُعاءٌ تدعو بأنَّ الله يُسلِّمُه، فهو خَبَرٌ بمعنى الدُّعاء.
ثم هل هذا خطاب للرَّسول عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ كخطابِ النَّاسِ بعضهم بعضاً؟.
الجواب: لا، لو كان كذلك لبطلت الصَّلاة به؛ لأن هذه الصلاة لا يصحُّ فيها شيء من كلام الآدميين؛ ولأنَّه لو كان كذلك لجَهَرَ به الصَّحابةُ حتى يَسمعَ النبي صلى الله عليه وسلم، ولردَّ عليهم السَّلام كما كان كذلك عند ملاقاتِهم إيَّاه، ولكن كما قال شيخ الإسلام في كتاب " اقتضاء الصراط المستقيم ": لقوَّة استحضارك للرسول عليه الصَّلاةُ والسَّلام حين السَّلامِ عليه، كأنه أمامك تخاطبه.
ولهذا كان الصَّحابةُ يقولون: السلام عليك، وهو لا يسمعهم، ويقولون: السلام عليك، وهم في بلد وهو في بلد آخر، ونحن نقول: السلام عليك، ونحن في بلد غير بلده، وفي عصر غير عصره " انتهى.
" الشرح الممتع " (3/ 149، 150).
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
ـ[أبو فهدعبدالعزيز]ــــــــ[30 - 03 - 08, 11:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله بركاته
هذا السؤال كمن سئل شيخ الإسلام _ رحمه الله وإياكم: حين قال: أريد أن أحج عن رسول الله _ عليه الصلاة والسلام _ فأجابه الشيخ: إن كل عمل يعمله المسلم فأجره وثوابه للنبي عليه الصلاة والسلام: وذلك لأنه هو من أوصل هذا العلم لنا.
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[30 - 03 - 08, 11:58 ص]ـ
خذ ما تريد أخي وادع لأهل الحديث وان يجعلك الله منهم
قال الحافظ في التلخيص
قوله: قال الصيدلاني: ومن الناس من يزيد: وارحم محمدا وآل محمد، كما رحمت على إبراهيم أو ترحمت، قال: وهذا لم يرد في الخبر، وهو غير صحيح في اللغة، فإنه لا يقال: رحمت عليه، وإنما يقال: رحمته.
وأما الترحم ففيه معنى التكلف والتصنع، فلا يحسن إطلاقه في حق الله تعالى انتهى، وقد سبقه إلى إنكار الترحم ابن عبد البر فقال في الاستذكار: رويت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من طرق متواترة وليس في شيء منها وارحم محمدا، قال: ولا أحب لأحد أن يقوله، وكذا قال النووي في الأذكار وغيره،
وليس كما قالوا، وقد وردت هذه الزيادة في الخبر، وإذا صحت في الخبر صحت في اللغة،
فقد روى البخاري في الأدب المفرد من حديث أبي هريرة رفعه قال: {من قال: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم، وآل إبراهيم، وترحم على محمد وعلى آل محمد كما ترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم، شهدت له يوم القيامة بالشفاعة} ورواه الحاكم في المستدرك من حديث ابن مسعود رفعه {إذا تشهد أحدكم في الصلاة فليقل: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، وارحم محمدا وآل محمد، كما صليت وباركت وترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد} وفي إسناده راو لم يسم كما تقدم وحديث علي رواه الحاكم في علوم الحديث في نوع المسلسل، وفي إسناده عمرو بن خالد، وهو كذاب
وفيه عن ابن عباس رواه ابن جرير، وفي إسناده أبو إسرائيل الملائي وهو ضعيف، ومما يشهد لجواز إطلاق الرحمة في حقه صلى الله عليه وسلم حديث أبي هريرة عند البخاري في قصة الأعرابي حيث قال {: اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا، فقال لقد تحجرت واسعا} ولم ينكر عليه هذا الإطلاق.
وراجع ايضا فتح الباري ففيه كلام اوسع من هذا تركته اختصارا وفيه تنبيه لابن حجر رحمه الله
والله اعلم واحكم
ـ[يزيد المسلم]ــــــــ[30 - 03 - 08, 12:35 م]ـ
كنت في الحرم المكي الشريف وكان هناك درس للشيخ اللحيدان
وكان سؤال يا شيخ هل يجوز ان اعتمر عن الرسول صلى الله عليه وسلم
فأجاب الشيخ يا اخي انج بنفسك الرسول صلى الله عليه وسلم غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وايضاً كل عمل يقوم به اي مسلم يذهب اجرة للرسول صلى الله عليه وسلم