تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والصدقة تدفع البلاء ويشفي الله بها المريض، ويمنع الله بها الأذى وهذه أشياء مجربة، وقد وردت فيها الآثار، والذي يؤمن بأن لهذا الكون إلها هو يتصرف فيه وبيده العطاء والمنع، وهو الذي يشفي وهو يسلم، يعلم أن هذا صحيح، والملحد ما لنا معه كلام.

والنساء أقرب إلى الإيمان وإلى العطف، وإن كانت المرأة –بطبعها- أشد بخلا بالمال من الرجل، وأنا أخاطب السيدات وأرجو ألا يذهب هذا الكلام صرخة في واد مقفر، وأن يكون له أثره، وأنت تنظر كل واحدة من السامعات الفاضلات ما الذي تستطيع أن تستغني عنه من ثيابها القديمة أو ثياب أولادها، ومما ترميه ولا تحتاج إليه من فرش بيتها، ومما يفيض عنها من الطعام والشراب، فتفتش عن أسرة فقيرة يكون هذا لها فرحة الشهر.

ولا تعطي عطاء الكبر والترفع، فإن الابتسامة في وجه الفقير (مع القرش تعطيه له) خير من جنيه تدفعه له وأنت شامخ الأنف متكبر مترفع، ولقد رأيت بنتي الصغيرة بنان – من سنين – تحمل صحنين لتعطيهما الحارس في رمضان قلت: تعالي يا بنت، هاتي صينية وملعقة وشوكة وكأس ماء نظيف وقدميها إليه هكذا، إنك لم تخسري شيئا، الطعام هو الطعام، ولكن إذا قدمت له الصحن والرغيف كسرت نفسه وأشعرته أنه كالسائل (الشحاذ)، أما إذا قدمته في الصينية مع الكأس والملعقة والشوكة والمملحة ينجبر خاطره ويحس كأنه ضيف عزيز.

ومن أبواب الصدقة ما لا ينتبه له أكثر الناس مع أنه هين، من ذلك التساهل مع البياع الذي يدور على الأبواب يبيع الخضر أو الفاكهة أو البصل، فتأتي المرأة تناقشه وتساومه على القرش وتظهر " شطارتها " كلها، مع أنها قد تكون من عائلة تملك مئة ألف وهذا المسكين لا تساوي بضاعته التي يدور النهار لييعها، لا تساوي كلها عشرة قروش ولا يربح منها إلا قرشين!

فيا أيها النساء أسألكن بالله، تساهلن مع هؤلاء البياعين وأعطوهم ما يطلبون، وإذا خسرت الواحدة منكن ليرة فلتحسبها صدقة؛ إنها أفضل من الصدقة التي تعطى للشحاذ.

ومن أبواب الصدقة أن تفكر معلمة المدرسة حينما تكلف البنات شراء ملابس الرياضة مثلا، أو تصر على شراء الدفاتر الغالية والكماليات التي لا ضرورة لها من أدوات المدرسة، أن تفكر أن من التلميذات من لا يحصل أبوها أكثر من ثمن الخبز وأجرة البيت، وأن شراء ملابس الرياضة أو الدفاتر العريضة أو " الأطلس " أو علبة الألوان نراه نحن هينا ولكنه عنده كبير، والمسائل – كما قلت – نسبية، ولو كلفت النعلمة دفع ألف جنيه لنادت بالويل والثبور، مع أن التاجر الكبير يقول: وما ألف جنيه؟! سهلة! سهلى عليه وصعبة عليها، كذلك الخمس قروش أو العشر سهلة على المعلمة ولكنها صعبة على كثير من الآباء.

والخلاصة يا سادة: إن من أحب أن يسخر الله له من هو أقوى منه وأغنى فليعن من هو أضعف منه وأفقر، وليضع كل منا نفسه في موضع الآخر، وليحب لأخيه ما يحب لنفسه، إن النعم إنما تحفظ وتدوم وتزداد بالشكر، وإن الشكر لا يكون باللسان وحده، ولو أمسك الإنسان سبحة وقال ألف مرة " الحمد لله " وهو يضن بماله إن كان غنيا، ويبخل بجاهه إن كان وجيها، ويظلم بسلطانه إن كان ذا سلطان لا يكون حامدا لله، وإنما يكون مرائيا أو كذابا.

فاحمدوا الله على نعمه حمدا فعليا، وأحسنوا كما تحبون أن يحسن الله إليكم، واعلموا أن ما أدعوكم إليه اليوم هو من أسباب النصر على العدو ومن جملة الاستعداد له؛ فهو جهاد بالمال، والجهاد بالمال أخو الجهاد بالنفس.

ورحم الله من سمع المواعظ فعمل بها ولم يجعلها تدخل من أذن لتخرج من الأخرى ..

ـ[عمر خيري]ــــــــ[31 - 03 - 08, 10:04 ص]ـ

الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم تسليما كثيرا.

أما بعد

إن كنت أخى الكريم تسأل عن الحكم الشرعى فالمسألة بفضل الله ليست محل إشكال والناظر فى سير المتقدمين من أهل العلم يرى أن بعضهم كان يتقاضى رواتب_وليست الرواتب هى ثمن ما يبذلون من العلم الهدى إنما هى مقابل لشغل الوقت.

وينبغى علينا أخى الكريم أن نحسن الظن بإخواننا من الدعاه وهم_إن شاء الله أهل لحسن الظن كما تقدم فى النقل عن الشيخ المربي محمد حسين.

أما عن مقدار المبلغ فأظنه _والله أعلم لايؤثر بحال على الحكم الشرعي.

ـ[أبو مهند المصري]ــــــــ[31 - 03 - 08, 11:32 ص]ـ

الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم تسليما كثيرا.

أما بعد

إن كنت أخى الكريم تسأل عن الحكم الشرعى فالمسألة بفضل الله ليست محل إشكال والناظر فى سير المتقدمين من أهل العلم يرى أن بعضهم كان يتقاضى رواتب_وليست الرواتب هى ثمن ما يبذلون من العلم الهدى إنما هى مقابل لشغل الوقت.

وينبغى علينا أخى الكريم أن نحسن الظن بإخواننا من الدعاه وهم_إن شاء الله أهل لحسن الظن كما تقدم فى النقل عن الشيخ المربي محمد حسين.

أما عن مقدار المبلغ فأظنه _والله أعلم لايؤثر بحال على الحكم الشرعي.

أحسنت في الرد بارك الله فيك.

ومن باب حسن الظن بأخينا صاحب الموضوع فيحمل كلامه على أنه لا يقصد التعرض باللمز لأي أحد من الدعاة ـ حفظهم الله ـ، وإنما أراد أن يستبين الأمر، ويستوضحه، وأشكر حماسات الأخوة المشاركين، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة استفدت من مشاركاتكم جميعا أيها الأخوة، خاصة وأنا أقرأ كلام المربي الفاضل أبي العلاء فضية الشيخ محمد يعقوب ـ حفظه الله ـ، وإني أحبكم في الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير