42 - أكابر أئمة السلف يكفرون الجهمية القائلين بنفي علو الله على خلقه وبنفي صفة الكلام عن الله و بدعوى أن القرآن مخلوق والذين لا يثبتون لله صفة الرحمن ولا صفة المحبة ولا صفة الغضب ولا صفة الرضا، أئمة أهل السنة يكفرونهم لذلك أشار إلى هذه القضية الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في نونيته فقال:
ولقد تقلد كفرهم خمسون في
عشر من العلماء في البلدان
واللالكائي الإمام حكاه عنهم
بل قد حكاه قبله الطبراني
وكما بين هذا أهل السنة كما تراه في كتاب اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، وفي الإبانة لابن بطه وفي كتاب خلق أفعال العباد للإمام البخاري وفي كتاب السنة للخلال، وفي كتاب الشريعة للآجري، وفي مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم على الجميع رحمة الله تعالى.
43 - يقال أن البدوي هذا الذي يُعبد الآن من دون الله، ويخلص له بعض الناس ما لا يخلص لله، وإذا أراد أن يجتهد في الدعاء أو يجتهد في اليمين قال: " والبدوي " هذا البدوي تعرفون حكايته أوقصته يقال أنه أعرابي جلف بال في المسجد وكان بعض الناس يعتقد أن من بال في المسجد ولم يصبه شيء أنه ولي من أولياء الله، يتصورون أن الولي يجوز أن يبول في المسجد، فهنا جهلوا أن الولي لا يبول في المسجد لا ولي ولا غيره، لا يجوز أن يبول في المسجد، فهم يعتقدون أن الرجل إذا بال في المسجد ولم تصبه العقوبة، ونحن نقول لو كان ولياً ما بال في المسجد، ولو بال هذا الولي في المسجد لكان آثما كان عاصياً لله وعاصياً للرسول الله ?.
44 - الإله إذا عّرف بالألف واللام لا ينقدح الذهن إلا إلى الله جل وعلا وإذا قيل إله بالتنكير يدخل فيه الآلهة وغيرها، وإذا قيل الإله عرّف بالألف واللام فالذي استقر عليه الأمر أن هذا لا يطلق إلا على الله جل وعلا ولهذا يجوز التسمي بعبد الإله عند طوائف من أهل العلم. وقد قرأت لبعض المتأخرين لا يرى التسمي بعبد الإله لأن الإله ليس اسما من أسماء الله جل وعلا والله جل وعلا يقول: ? وإلهكم إله واحد ? ولا سيّما أنه استقر إذا عُرِّف بالألف واللام لا يطلق إلا على الله جل وعلا فإذا قيل: الإله إذاً هو المألوه المعبود بحق فهو من صفات الله جل وعلا بل الإله من أخص صفات الله جل وعلا لأنه هو الذي تألهه القلوب محبةً وتعظيماً وإجلالاً وكما فسر غير واحد من أهل العلم الله بالإله وهذا واضح ولذلك لا أرى أي مانعاً من التسمية بعبد الإله لأن الذهن لا ينقدح إلا إلى الله والاشتراك يقع في التنكير ? أإله مع الله ? التنكير، وإذا عرف بالألف واللام فقيل: الآلهة ((أجعل الآلة إلها واحداً)) فلا يقال الإله ولا يطلق الإله إلا على الله فإذا أردت أن تعبّر عن الآلهة تقول: إله.
45 - قوله تعالى: ? أإله مع الله ?؟ الصحيح في معنى هذه الآية أي أإله مع الله يفعل كفعله، فإذا لم يكن معه إله يفعل كفعله أي يخلق كخلقه، ويوجد كإيجاده، ويصنع كصنعه وينزل من السماء ماء، وبينت به حدائق ذات بهجة كيف تعبدون معه آلةً أخرى؟
قوله: ? بل هم قومٌ يعدلون ? أي يشركون هذا دليل على فساد عقولهم وحساكل قلوبهم نسأل الله العفو والعافية.
ومن قال في معنى الآية أي ((أإله مع الله)) أي هل مع الله آله آخر من غير تقييد بالفعل فلم يأتي بشيء ولم يأتي بكبير علم، بل أتى بما يُقربه المشركون، ولا أقام الحجة على أحد، فلو كان المعنى على ما زعم هذا القائل ((أإله مع الله)) أي هل مع الله إله آخر دون أن يُقَيِّد هذا بالفعل، يفعل كفعله فما أتى بشيء، هم مُسَلِّمُونَ هم مقرون بهذا، إذاً لو قال هل مع الله إله آخر يفعل كفعله لكان حينئذٍ مصيباً.
46 - قال الشاعر:
من رام نيل العز فليصطبر على
لقاء المنايا واقتحام المضايقِ
فإن تكن الأيام رنقن مشربي
وثلمن حدي بالخطوب الطوارقِ
فما غيرتني محنةٌ عن خليقتي
و لا حولتني خدعةٌ عن طرائقي
لكنني باقٍ على ما يسرني
ويغضب أعدائي ويرضي أصادقي
[الشريط الخامس]
¥