ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 - 04 - 08, 01:53 م]ـ
و الأقبح من العكوفِ النظري الاطلاعي العكوفُ الفهميُّ، فقد يكون الشخصُ واسِع النظرِ، كثيرَ الرحلةِ، و الحالُ عينُ الفهمِ واحدة، فتعدَّدَت الأسبابُ و الموت واحدُ.
..
صدقتَ وبررتَ .. وآيةُ ما ذكرتَ .. أنك تجد العالم أو طالب العلم وقد شُهد له بسعة الاطلاع وكثرة التطواف بين أضابير المصنفات، وتجده برغم ذلك ضيق الأفق، سريع النفرة عند المخالفة، لا يقبلُ إلا قوله (وجوداً) ولا ننعى عليه أنه لا يقبل إلا قوله (صحةً) فهذه حقه، وإنما نلوم أنه يريد إعدام الخلاف ولو طال وأُذن له لأعدم المخالف نفسه .. وقد كان ..
وبابةُ الخير عندي أن يجعل المرء طلبته أمرين:
الهدي الأول ...
واللسان الأول ..
وأن يطلب هذين بكل ما أوتي من قوة .. وكل منهج أو باب من أبواب المعرفة فما يجوز له أن يكون=إلا مطية لهذين المطلوبين ..
وباب النظر في العلم مفتوح على مصراعيه .. وما مضى من تاريخنا ليس إلا ألف علم وأقل من نصفها وليس ذلك بشئ في عمر الأمم .. والاجتهاد فرض إلى قيام الساعة .. ومن جعل طلبته ضبط ما كان عليه فلان وفلان أو الوقوف عند تحرير فلا وفلان =خاب وخسر .. وأقوال العلماء منارات على الطريق إلى الحق وليست هي الحق .. وكل يطلب وقد يطيش سهم غيرك ممن سبق ولحق ويفوز سهمك ... فلا الأول حاز الصواب بجمعيته؛ لأوليته .. ولا الآخر مغبون خاسر؛لتأخره .. ولا يفوت الحق عن قرن سابق بأكمله ويدركه واحد في قرن لاحق .. وإنما نحن نتعامل مع ميراث منقوص عدت عليه عوادي الأيام .. ففوات السلف للقول وفقده ليس دليلاً على عدمه ..
أُكرر .. الهدي الأول .. واللسان الأول .. ومن يخطب الحسناء لم يُغله المهر ..
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 - 04 - 08, 02:16 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
شيخنا الحبيب /
هذه أصول لابد من ضبطها قبل الانتقال إلى غيرها.
وهذه الكتب التي يُعكف عليها هي التي أخرجت العلماء الذين نعرفهم، ويطلب العلم على أيديهم.
فمن ضبطها وأتقن علمها فلينتقل إلى غيرها.
أما أن ينتقل قبل الضبط فأخشى أن يكون كما في هذا الرابط:
بَيْنَ شَجَرَةِ الصّنُوبَرِ وشَجَرةِ الدُّبَّاء [الأساسَ الأساسَ]!
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=122643)
لأني أخشى - أيضا - أن يُفهم الموضوع على غير الوجهةِ التي يطلبها الأخ الكريم / أبوفهر .... فلا يعكف على الكتب التي أوصى به العلماء وأهل الفضل في التدرج في طلب العلم، ولا ينتقل إلى غيرها التي أشار إليها الحبيب / أبوفهر .... فيكون كالمُنْبَتَّ لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى.
قال الشيخ المبارك / بكر أبوزيد رحمه الله في حلية طالب العلم ص25:
"من لم يتقن الأصول، حرم الوصول"، و "من رام العلم جملة، ذهب عنه جملة"، وقيل أيضاً:"ازدحام العلم في السمع مضلة الفهم".
وعليه، فلا بد من التأصيل والتأسيس لكل فن تطلبه، بضبط أصله ومختصره على شيخ متقن، لا بالتحصيل الذاتي وحده، وآخذاً الطلب بالتدرج.
قال الله تعالى: (وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلاً)، وقال تعالى: (وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا ً)، وقال تعالى: (الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته).
فأمامك أمور لابد من مراعاتها في كل فن تطلبه:
- حفظ مختصر فيه.
- ضبطه على شيخ متقن.
- عدم الاشتغال بالمطولات وتفاريق المصنفات قبل الضبط والإتقان لأصله.
- لا تنتقل من مختصر إلى آخر بلا موجب، فهذا من باب الضجر.
- اقتناص الفوائد والضوابط العلمية.
- جمع النفس للطلب والترقي فيه، والاهتمام والتحرق للتحصيل والبلوغ إلى ما فوقه حتى تفيض إلى المطولات بسابلةٍ موثقةٍ).
ثم ذكر رحمه الله مراحل الطلب في التوحيد، وتوحيد السماء والصفات، والنحو، والحديث، والمصطلح، والفقه، وأصول الفقه، والفرائض، والتفسير، وأصول التفسير، السيرة النبوية، لسان العرب ...
ثم قال رحمه الله:
(وهكذا من مراحل الطلب الفنون.
وكانوا مع ذلك يأخذون بجرد المطولات؛ مثل "تاريخ ابن جرير" وابن كثير ن وتفسيرهما، ويركزون على كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله تعالى، وكتب أئمة الدعوة وفتاويهم، لاسيما محراراتهم في الاعتقاد) أ. هـ.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 - 04 - 08, 02:32 م]ـ
مكرر ....
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 - 04 - 08, 02:33 م]ـ
يا سيدنا الشيخ البعض يُشعرني كأنه يقرأ أول مقال لي ... وليس في مقالي هجر البدايات وإنما نص كلامي هو منع العكوف عندها وعدم مجاوزتها ...
النهي عن العكوف على هذه الكتب وعدم مجاوزتها ... هذا كلامي ..
وليس في كلامي هجر هذه البدايات وعدم التأسيس عليها ..
مشكلتي مع من أسس ونام على ذلك ... وشد اللحاف
ولو وقف العلماء الذين نعرفهم عند هذه الكتب فلم يجاوزوها لما كانوا كما نعرفهم ولما كانوا علماء أصلاً ...
أما من لم يؤسس فقد شننتتُ عليه حرباً أخرى ...
تمام يا أفندم ... كله تمام سعادتك (ابتسامة محب)
¥