تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وباعث الطرف يرتاد الشفاء له ** توقه إنه يأتيك بالعطب

الثانية: أنه يورث القلب نوراً وإشراقا يظهر في العين وفي الوجه وفي الجوارح، كما أن إطلاق البصر يورثه ظلمة تظهر في وجهه وجوارحه. ولهذا والله أعلم ذكر الله سبحانه آية النور في قوله تعالى: (الله نور السماوات والأرض) عقيب قوله (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم) وجاء الحديث مطابقا لهذا حتى كأنه مشتق منه وهو قوله:"النظرة سهم مسموم من سهام إبليس، فمن غض بصره عن محاسن امرأة أورث الله قلبه نورا"

الثالثة: أنه يورث صحة الفراسة فإنها من النور وثمراته، وإذا استنار القلب صحت الفراسة. روضة المحبين لابن القيم ص97.

وقال النسفي عند قوله تعالى: وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن أمر بغض الأبصار فال يحل للمرأة أن تنظر من الأجنبى إلى ما تحت سرته إلى ركبتيه وإن اشتهت غضت بصرها رأسا ولا تنظر إلى المرأة إلا إلى مثل ذلك وغض بصرها من الأجانب أصلا أولى بها وإنما قدم غض الابصار على حفظ الفروج لأن النظر بريد الزنا ورائد الفجور فبذر الهوى طموح العين " تفسير النسفي 3/ 143.

وقال المناوي نقلاً عن الغزالي: " زنا العينين النظر يعني أن النظر بريد الزنا ورائد الفجور والبلوى فيه أشد وأكثر ولا يكاد يقدر على الاحتراس منه وإسناد الزنا إلى العين لأن لذة النكاح في الفرج تصل إليها ونبه به على أنه لا يصل إلى حفظ الفرج إلا بحفظ العين عن النظر وحفظ القلب عن الفكرة وحفظ البطن عن الشبهة وعن الشبع فإن هذه محركات للشهوة ومغارسها قال عيسى عليه السلام إياكم والنظر فإنه يزرع في القلب الشهوة وكفى بها لصاحبها فتنة ثم قال الغزالي وزنا العين من كبار الصغائر وهو يؤدي إلى الكبيرة الفاحشة وهي زنا الفرج ومن لم يقدر على غض بصره لم يقدر على حفظ دينه. فيض القدير للمناوي 4/ 65.

وقال أبو حيان الأندلسي: " وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ أي من الزنا ومن التكشف ودخلت مِنْ في قوله مِنْ أَبْصَارِهِمْ دون الفرج دلالة على أن أمر النظر أوسع ألا ترى أن الزوجة ينظر زوجها إلى محاسنها من الشعر والصدور والعضد والساق والقدم وكذلك الجارية المستعرضة وينظر من الأجنبية إلى وجهها وكفيها وأما أمر الفرج فمضيق وعن أبي العالية وابن زيد كل ما في القرآن من حفظ الفرج فهو من الزنا إلاّ هذا فهو من الاستتار ولا يتعين ما قاله بل حفظ الفرج يشمل النوعين ذالِكَ أي غض البصر وحفظ الفرج أطهر لهم إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ من إحالة النظر وانكشاف العورات فيجازي على ذلك وقدم غض البصر على حفظ الفرج لأن النظر بريد الزنا ورائد الفجور والبلوى فيه أشد وأكثر لا يكاد يقدر على الاختزاز منه وهو الباب الأكبر إلى القلب وأعمر طرق الحواس إليه ويكثر السقوط من جهته وقال بعض الأدباء: وما الحب إلا نظرة إثر نظرة ** تزيد نمواً إن تزده لجاجاً.

تفسير البحر المحيط لأبي حيان 6/ 412.

وقال الأوسي: النظر باب إلى كثير من الشرور وهو بريد الزنا ورائد الفجور وقال بعضهم كل الحوادث مبداها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر والمرء ما دام ذا عين يقلبها في أعين العين موقوف على الخطر كم نظرة فعلت في قلب فاعلها فعل السهام بلا قوس ولا وتر يسر ناظره ما ضر خاطره لا مرحبا بسرور عاد بالضرر.

روح المعاني للألوسي 18/ 139.

وقال ابن القيم: وفى المسند عنه صلى الله عليه وسلم النظرة سهم مسموم من سهام إبليس فمن غض بصره عن محاسن إمرأة أو أمرد لله أورث فى قلبه حلاوة العابدة إلى يوم القيامة هذا معنى الحديث وقال غضوا أبصاركم واحفظوا فروجكم وقال إياكم والجلوس على الطريق قالوا يا رسول الله مجالسنا مالنا بد منها قال فإن كنتم لا بد فاعلين فأعطوا الطريق حقه قالوا وما حقه قال غض البصر وكف الأذى ورد السلام والنظر أصل عامة الحوادث التى تصيب الانسان ان فإن النظرة تولد خطرة ثم تولد الخطرة فكرة ثم تولد الفكرة شهوة ثم تولد الشهوة إرادة ثم تقوى فتصبر عزيمة جازمة فيقع الفعل ولا بد ما لم يمنع منه مانع وفى هذا قيل الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده " الجواب الكافي لابن القيم ص106.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير