تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[طلبة العلم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم]

ـ[رأفت الحامد العدني]ــــــــ[06 - 04 - 08, 04:59 م]ـ

[طلبة العلم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وخليله ... أما بعد

" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصينا بكم. يعني طلبة الحديث ".

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" برقم (280) 1/ 503:

أخرجه تمام في " الفوائد " (1/ 4 / 2 - نسخة الحافظ عبد الغني المقدسي) عن عبد الله بن الحسين المصيصي، و أبو بكر بن أبي علي في " الأربعين " (ق 117/ 1) عن موسى بن هارون، و الرامهرمزي في " الفاصل بين الراوي و الواعي " (ق 5/ 2) و عنه العلائي في " بغية المتلمس " (2/ 2) عن ابن إ3 شكاب، و الحاكم (1/ 88) عن القاسم بن مغيرة الجوهري و صالح بن محمد بن حبيب الحافظ كلهم عن سعيد بن سليمان (زاد موسى بن هارون و الجوهري و صالح: الواسطي) حدثنا عباد بن العوام عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري أنه قال: مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكره.

و قال الحاكم: " هذا حديث صحيح ثابت لاتفاق الشيخين على الاحتجاج بسعيد بن سليمان و عباد بن العوام، ثم الجريري، ثم احتجاج مسلم بحديث أبي نضرة، فقد عددت له في " المسند الصحيح " أحد عشر أصلا للجريري، و لم يخرجا هذا الحديث الذي هو أول حديث في فضل طلاب الحديث، و لا يعلم له علة، و لهذا الحديث طرق يجمعها أهل الحديث عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد، و أبو هارون ممن سكتوا عنه ". المستدرك - (ج 1 / ص 164) 298 و وافقه الذهبي، و قال العلائي عقبه: " إسناده لا بأس به، لأن سعيد بن سليمان هذا هو النشيطي، فيه لين يحتمل، حدث عنه أبو زرعة و أبو حاتم الرازي، و غيرهما ".

قلت: ليس هو النشيطي و ذلك لأمور: الأول: أنه جاء مصرحا في بعض الطرق كما رأيت أنه (الواسطي)، و النشيطي بصري و ليس بواسطي.

الثاني: أن شيخه في هذا السند عباد بن العوام لم يذكر في ترجمة النشيطي، و إنما في ترجمة الواسطي.

الثالث: أن بعض الرواة لهذا الحديث عنه لم يذكروا في ترجمته أيضا و إنما في ترجمة الواسطي مثل صالح بن محمد الحافظ الملقب بـ (جزرة).

فثبت مما ذكرنا أن سعيد بن سليمان إنما هو الواسطي و هو ثقة احتج به الشيخان كما تقدم في كلام الحاكم، و توثيقه موضع اتفاق بين أهل العلم بالرجال، اللهم إلا قول الإمام أحمد في " كتاب العلل و معرفة الرجال " (ص 140): " كان صاحب تصحيف ما شئت ".

و ليس في هذا الحديث ما يمكن أن يصحف من مثل هذا الثقة لقصره! فينبغي أن تكون صحته موضع اتفاق أيضا، لكن قد جاء عن أحمد أيضا غير ذلك، ففي " المنتخب " لابن قدامة (10/ 199 / 1): " قال مهنا: سألت أحمد عن حديث حدثنا سعيد بن سليمان (قلت: فساقه بسنده) فقال أحمد: ما خلق الله من ذا شيئا، هذا حديث أبي هارون عن أبي سعيد ".

قلت: و جواب أحمد هذا يحتمل أحد أمرين:

إما أن يكون سعيد عنده هو الواسطي، و حينئذ فتوهيمه في إسناده إياه مما لا وجه له في نظرى لثقته كما سبق.

و إما أن يكون عنى أنه النشيطي الضعيف، و هذا مما لا وجه له بعد ثبوت أنه الواسطي. على أنه لم يتفرد به، فرواه بشر بن معاذ العقدي، حدثنا أبو عبد الله - شيخ ينزل وراء منزل حماد بن زيد -: حدثنا الجريري عن أبي نضرة عنه.

أنه كان إذا رأى الشباب قال: مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمرنا أن نحفظكم الحديث، و نوسع لكم في المجالس.

أخرجه الرامهرمزي و من طريقه الحافظ العلائي و قال: " أبو عبد الله هذا لم أعرفه ".

لكن للحديث طريقان آخران عن أبي سعيد:

1 - عن أبي خالد مولى ابن الصباح الأسدي عنه أنه كان يقول: " مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاؤوه في العلم ". أخرجه الرامهرمزي و أبو خالد هذا لم أعرفه.

2 - عن شهر بن حوشب عنه به و زاد: " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيأتيكم أناس يتفقهون، ففقهوهم و أحسنوا تعليمهم ".

أخرجه عبد الله بن وهب في " المسند " (8/ 167 / 2) و عبد الغني المقدسي في " كتاب العلم " (50/ 1) عن ابن زحر عن ليث بن أبي سليم عن شهر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير