تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وينبغي أن تُستثمر في ذلك وسائل الإعلام والاتصالات الممكنة، مع استثمار شبكة الإنترنت لتحقيق هذا الغرض.

قال الله ـ تعالى ـ: (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ) [التوبة: 6].

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي ـ رحمه الله ـ: والسبب في ذلك: أن الكفار قومٌ لا يعلمون، فربما كان استمرارهم على كفرهم لجهلٍ منهم، إذا زال اختاروا عليه الإسلام، فلذلك أمر الله رسوله، وأمتُه أسوتُه في الأحكام، أن يُجيروا من طلب أن يسمع كلام الله. اهـ.

وإن الشعوب الغربية اليوم لتجهل حقيقة الإسلام ودلائل القرآن وما فيه من الرحمة للعالمين، جراء ما تمت ممارسته من تشويهه وإظهاره بمظهر الإجرام والتخلف، وهذه كله يحتِّم عملاً علمياً إعلامياً حضارياً نجلي من خلاله حقيقة رسالة القرآن الكريم.

وإن موقف الحكومة الهولندية ممثلة برئيس وزرائها والذي سعى لمحاصرة الفيلم وعدم بثه، وعندما تم بثه أعلن استنكاره له، وصرح بأنه دعوة للكراهية، موقف فيه نوع من الإنصاف وينبغي أن يكون بداية للتعاون الثقافي بين حكومته والجهات المعنية كرابطة العالم الإسلامي والأزهر ومنظمة المؤتمر الإسلامي لعقد لقاءات ثقافية توضح ما في القرآن الكريم من السماحة والخير والإحسان للبشرية جمعاء.

سادساً: هل نعجز عن المبادرات؟

مما لوحظ في الإساءات الأخيرة نحو القرآن العظيم ونحو النبي الكريم ـ عليه الصلاة والسلام ـ أن المبطلين هم الذين بادروا بباطلهم لينشروا تشويههم، وكانت معظم مواقفنا هي الدفاع والاستنكار، والذين يتعين علينا اليوم بعد أن جربنا وخبرنا هذه الإساءات المتوالية أن لا ننتظر إساءة لاحقة، بل المتعين أن نبادر بالمشاريع الرائدة على المستويات كافة.

وينبغي أن يعلم أن هذا الفيلم الهولندي الفتنة المسيء للقرآن لا يحتاج كبير عناء، فهو مقاطع جمع بعضها لبعض مع بعض الربط الفني، وتم تناقله عبر مواقع الإنترنت، وهذا العمل يستطيع فردٌ واحدٌ أن ينجزه بنفسه عبر جهازه الشخصي باستخدام بعض برامج مايكروسوفت وغيرها، فكيف لو أن المتخصصين وهواة البرامج الحاسوبية من المسلمين خصصوا من أوقاتهم ومهاراتهم ما ينجزون به مقاطع مصورة فيها بيان محاسن الدين الإسلامي وما في القرآن العظيم من إعجاز وخير وبر، وما جاء به نبي الهدى ـ عليه الصلاة والسلام ـ من إنقاذ للبشرية وإسعاد لها، ويتم عرض محتواها على أهل العلم ثم تُبث إلى شبكة الإنترنت بلغات متعددة، هذا أنموذجٌ وخطة عمل واحدة للأخذ بزمام المبادرة، والنماذج متعددة وكثيرة جداً، وأما النتائج والثمرات فلا يحصيها إلا الله ـ جلَّ شأنه ـ.

سابعاً: تعالوا إلى كلمة سواء

إننا ومع توالي الإساءات لمقدسات المسلمين، لنجد هذه الأعمال المسيئة فرصة للنصارى وغيرهم من أهل الملل لتذكيرهم بأن يظفروا بالدخول في جملة من وصفهم الله ـ تعالى ـ في كتابه العزيز إذ قال ـ سبحانه ـ: (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) [آل عمران: 199] وكما أمر الربُّ ـ سبحانه ـ: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 64].

ولتعلم شعوب الأرض جميعاً أن رسالة الإسلام ما كانت قاصدة لقتل أحد من الخلق ظلماً ولا البغي عليه، ولا إكراهه على ما لا يريد ويختار، وإنما هي كما وصف الله من أُرسل بها: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) [الأنبياء: 107].

وفق الله الجميع لهداه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

(تحريراً في 22/ 3 / 1429هـ).

http://www.saaid.net/Doat/shaya/45.htm

ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[07 - 04 - 08, 08:15 ص]ـ

وإني لأعجب ........ شىء تافه مثل هذا ليس فيه عشر معشار الإسائة التي في الرسوم الدنماركيه مثلا

ومع ذلك يعتذر عنها صناديد الكفر في العالم.

أمين عام الأمم المتحدة وغيره وغيره يعتذرون عن هذا الفيلم الذي لايزن مثقال حبة خرد بجوار ما يحدث من إسائة على مواقع الإنترنت النصرانية وعلى برنامج مثل برنامج البالتوك مثلا

أليس هذا بعجيب ويستحق وقفة تدبر وتأمل؟ ّ

ـ[فريد المرادي]ــــــــ[07 - 04 - 08, 12:07 م]ـ

بارك الله في الكاتب والناقل ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير