تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

8 - وقال الإمام الأوزاعي رحمه الله:

(والله لو نادى منادٍ من السماء أن الكذب حلال ما كذبت).

9 - وقال ابن عباس رضي الله عنهما:

(أربع من كن فيه فقد ربح:

الصدق والحياء وحسن الخلق والشكر)

10 - وقال بعضهم: (من لم يؤد الفرض الدائم لم يقبل منه الفرض المؤقت، قيل: وما الفرض الدائم؟ قال: الصدق).

11 - وقيل: (من طلب الله بالصدق أعطاه مرآة يبصر فيها الحق، والباطل).

12 - وقال الشعبي رحمه الله: " (عليك بالصدق حيث ترى أنه يضرك فإنه ينفعك. واجتنب الكذب حيث ترى أنه ينفعك فإنه يضرك).

الوقفة السادسة: ثمرات الصدق وفوائده:

للصدق ثمرات وفوائد عاجلة في الدنيا، وعواقب حميدة في الآخرة، فمن ثمراته وفوائده:

1 - دخول الجنة، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم ما عمل الجنة؟ قال: "الصدق". رواه الإمام أحمد. ولا ينفعه يوم القيامة، ولا ينجيه من عذابه إلاّ صدقه، قال تعالى: (هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم)

المائدة: 119.

2 - التوفيق لكل خير، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لكعب بن مالك - وهو من الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك -: "أما هذا فقد صدق". رواه البخاري ومسلم.

3 - النجاة من المهالك، وتفريج الضيق والكرب؛ فقد جاء في حديث الثلاثة الذين أطبقت عليهم الصخرة: "لا ينجيكم إلا الصدق فليدع كل رجل منكم بما يعلم أنه قد صدق فيه". رواه البخاري.

قال الربيع بن سليمان:

صبر جميل ما أسرع الفرجا

من صدق الله في الأمور نجا

من خشي الله لم ينله أذى

من رجا الله كان حيث رجا.

4 - صلاح الباطن؛ فمن صدق في أعماله الظاهرة صدق باطنه.

5 - أن بالصدق تستجلب مصالح الدنيا والآخرة. قال تعالى: (هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم)

المائدة: 119.

6 - أن الصدق يورث الطمأنينة والسكون. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصدق طمأنينة والكذب ريبة". رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

7 - أن صاحب الصدق لا تضره الفتن.

8 - أن الصدق هو أصل البر، والكذب أصل الفجور,

كما في الصحيحين, عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (عليكم بالصدق فان الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم والكذب؛ فان الكذب يهدي إلى الفجور، وان الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً". ".).

9 - إنتفاء صفة النفاق عن الصادق، ففي الصحيحين, عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ("ثلاث من كن فيه كان منافقاً، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان").

10 - أن الصادق يرزق صدق الفراسة.

12 - من صدقت لهجته، ظهرت حجته، وهذا من سنة الجزاء من جنس العمل؛ فإن الله يثبّت الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة، فيلهم الصادق حجته ويسدد منطقه، حتى أنه لا يكاد ينطق بشيء يظنه إلاّ جاء على ما ظنه كما قال عامر العدواني: إني وجدت صدق الحديث طرفاً من الغيب فاصدقوا.

13 - من اعتاد الصدق حظي بالثناء الحسن الجميل من سائر الناس وثقتهم, كما ذكر الله - عز وجل - ذلك عن أنبيائه الكرام (وجعلنا لهم لسان صدق عليا) ,مريم: 50, والمراد باللسان الصدق: الثناء الحسن كما سبق عن ابن عباس.

14 - أن الصدق في البيع يجلب البركة، فعن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "البيعان بالخيار ما لم يتفرقا أو قال حتى يتفرقا فإن صدقا وبينا بُورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا مُحقت بركة بيعهما" رواه البخاري ومسلم.

الوقفةالسابعة: مظاهر من غياب الصدق في حياة المسلمين اليوم:

- الناظر في حال الناس اليوم يرى قصورهم في جانب الصدق، ولعل السبب يكمن في ضعف الإيمان في قلوب كثير من المسلمين؛ فقد انتشرت الذنوب والمعاصي بينهم، وغلب حب الدنيا في حياة الناس، مما جعل الصدق يغيب عن أقوال الناس، وأفعالهم، وأحوالهم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصدق طمأنينة والكذب ريبة". رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح, فالطمأنينة فُقدت في تعاملات الناس مع بعضهم البعض، وظهرت الريبة بدلاً عنها.

فمن المظاهر المنتشرة:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير