إذاً فكل الحرمات تأتي بعد "إلا" لا قبلها ومتى قال القائل "إلا رسول الله" فأين حرمة سائر الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم -؟ وأين حرمة الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ؟ بل أين حرمة آحاد المؤمنين التي هي أعظم عند الله من البيت الحرام في البلد الحرام في الشهر الحرام.
ترى هل فهم أعداؤنا الشعار على ظاهره اللغوي فظنوا أن الأمة لا يهمها إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فراحوا يسخرون من عيسى - عليه السلام - "راجع مقال نحن أولى بعيسى منهم"، وأطلقوا عملية "أمطار الصيف" القذرة على إخواننا في فلسطين تمطرهم بوابل من الرصاص والقنابل، وانتهكوا أعراض المسلمات في العراق وأشاعوا ذلك علناً، لا نستطيع أن ندعي ذلك لأن الأعداء يفعلون هذه الجرائم من قبل أن نطلق هذا الشعار، ولكننا لا نستبعد تأثير هذا الشعار على العقل الباطن لكثير من المسلمين فأصبح تفاعله مع قضايا الأمة الأخرى منعدماً بالنسبة إلى تفاعله مع قضية نصرة محمد - صلى الله عليه وسلم -، ومن المعلوم أن الأعداء يرصدون هذه الظواهر، ومتى رصدوا ذلك فسوف تزداد القضية خطورة عما هي عليه الآن، ونحن نعلم أن أصحاب هذا الشعار أرادوا أن ينبهوا على أن الخطب في أمر النبي - صلى الله عليه وسلم ـ خطر من غيره، إلا أننا يجب أن نعبر عن ذلك بعبارات لا تتضمن معنى فاسداً.
وألا يكفينا في ذلك ما دافع به الله ـ عز وجل ـ عن رسوله - صلى الله عليه وسلم ـ (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ) (الحجر:95)، (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ) (الكوثر:3)، (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ) (المسد:1).
(كَلاً لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ ? نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ ? فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ ? سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ ? كَلا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ) (العلق:15 - 19).
(وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً) (الفرقان:27)
أو ما يكفينا ما دافع به المؤمنون عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم ـ
قال حسان بن ثابت - رضي الله عنه -:
هجوتَ محمداً وأجبتُ عنه = وعند الله في ذاك الجزاءُ
أتهجوه ولستَ له بكفء = فشركما لخيركما الفداءُ
هجوت مباركاً براً حنيفاً = أمين الله شيمته الوفاءُ
أمن يهجو رسول الله منكم = ويمدحه وينصره سواءُ؟
فإن أبى ووالده وعرضي = لعرض محمد منكم وقاءُ
لساني صارم لا عيب فيه = وبحري لا تكدره الدلاءُ
أو ما يكفينا ذلك العنوان الذي ما زالت ترتعد منه فرائص من يقرأه، أعنى كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية "الصارم المسلول على شاتم الرسول".
ـ[ابوعبدالله زياد]ــــــــ[26 - 04 - 08, 06:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منزلة الخليل اكبر من منزلة الحبيب
فهل يجوز ان نقول الا الحبيب عن الرسول صلى الله عليه واله وسلم؟
فالرسول صلى الله عليه وسلم خليل الله كما قال صلى الله عليه وسلم: " إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً " رواه مسلم (532).
والخلة هي كمال المحبة.
هل فيها انتقاص؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[العوضي]ــــــــ[17 - 07 - 08, 06:56 م]ـ
جزاكم الله خيراً على هذه الإضافات الطيبة
ـ[أبو الحسين باوزير]ــــــــ[17 - 07 - 08, 08:42 م]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم على هذه الفوائد الجواهر.