تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[رسالة محققة في اللحية، لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن عبد الصمد، رحمه الله تعالى]

ـ[العوضي]ــــــــ[12 - 04 - 08, 07:49 م]ـ

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه وأزواجه والتابعين.

أما بعد،،،

فهذه أول رسالة كتبها فضيلة الشيخ أبي يوسف عبد الرحمن بن يوسف بن عبد الصمد الفقيهي، رحمه الله رحمة واسعة، وهي نصيحة تتعلق باللحية والحث على اطلاقها وتركها، والنهي عن حلقها، وقد صنفها رحمه الله تعالى حينما كان بدرس بالمعهد العلمي بمدينة الرياض سنة 1377 هـ، وقد أطلع عليها سماحة الإمام الوالد عبد العزيز بن عبد الله بن باز، رحمه الله رحمة واسعة وأعجب بها، وأمر بطباعتها على نفقته الخاصة، وقد قمت بكتابتها وضبطها وتخريج الأحاديث والأقوال فيها، فإن أخطأت في شيء من ذلك فمن نفسي والشيطان فلا تبخلوا علينا بالنصح والإرشاد، وإن أصبت فمنه وحده لا شريك له.

كما أسأل الله العلي القدير أن يكون هذا العمل خالصاً لوجه الكريم، أنه ولي ذلك والقادر عليه.

رسالة في اللحية

الدين النصيحة

وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ (1)

" أما آن لكم أن تستحوا "

تأليف: أبي يوسف عبد الرحمن بن يوسف بن عبد الصمد الفقيهي

تحت إشراف: البعثة السورية في المعهد العلمي بمدينة الرياض

طبعت على نفقة: سماحة الإمام الوالد عبد العزيز بن عبد الله بن باز، رحمه الله

نشرها: محمد عبد الرؤوف المليباري " صاحب المكتبة السلفية بمدينة الرياض "

أعاد كتابتها وتهذيبها وتخريج الآيات والأحاديث والأقوال فيها

عبد الله آل عريعر الخالدي

غفر الله له ولموتى المسلمين

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، ولو كره المشركون.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله رحمة للعالمين، وأمره ببيان ما أنزل إلينا، فأوضح لنا الأمور كلها، وما فيه خيرنا وسعادتنا في الدارين الدنيا والآخرة.

فالسعيد من أطاعه والشقي من عصاه. اللهم صلَّ عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد،،،

فقد قال تعالى في كتابه العزيز: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ، وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ، إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ، وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأَّسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَّهُم مُّعْرِضُونَ. (2)

وقال: فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ، وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ. (3)

نعم، والذي نفسي بيده لسوف تسألون عن هذا القرآن وماذا عملتم به، وكيف كانت استجابتكم له؟!

وقال تعالى: مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ. (4)

وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم وهو يقول لكم: " خالفوا المشركين، أحفوا الشوارب، وأرخوا اللحى ". (5)

ويقول: " جزوا الشوارب، وأرخوا اللحى، وخالفوا المجوس ". (6)

ويقول: " عشرة خصال من الفطرة منها قص الشارب وإعفاء اللحية ". (7)

وهذه الخصال العشرة المذكورة في الحديث إذا فعلت اتصف صاحبها بالفطرة التي فطر الله العباد عليها، واستحثهم على العمل بها ليكونوا على أكمل الصفات وأشرفها.

وقوله صلى الله عليه وسلم: " أوفوا وأرخوا وأعفوا " كلها تفيد الترك المطلق وعدم التعرض لها البته لا بحلق ولا تقصير ولا أخذ عارض ونحوه.

وأما الذين يستدلون على جواز التقصير بفعل ابن عمر، رضي الله عنه في الحج والعمرة فحجتهم لا شك داحضة، لأن الشرائع السماوية والحمد لله قد تمت قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ووصلتنا كاملة وتامة بعد وفاته، لأن الله سبحانه تكفل بحفظها، فقال: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ. (8)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير