تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأن إعفاء اللحية وعدم مطالعة المجلات الخليعة وترك التدخين والإقلاع عن الخمر والميسر وعدم الاستماع للراديو والمعازف والغناء الخليع واعتزال المقاهي والملاهي والسينما أصبحت من مخلفات العصور الغابرة ولا تتفق والحضارة العصرية وأنها تحط من قدر الشاب المثقف وبصحبة الناس بالجهل والتأخر والرجعية، فيا سبحان الله العظيم: فَمَا لِهَؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا. (25)

وإذا أمرت المدنية أمراً قالوا: سمعنا وأطعنا ولم يكن لهم الخيرة من أمرهم: إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا. (26)

وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ. (27)

أيخجلون مما يشرف ويبجل ويرفع الدرجات عند الله، ولايخجلون بل ويفخرون بما يحقر ويسفل ويسخط الرب الكبير الجبال المتكبر؟ وهو سبحانه وتعالى يقول: وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا. (28)

ولا شك أن هؤلاء شاقوا الرسول صلى الله عليه وسلم ومن يشاققه ويتبع غير سبيل المؤمنين أنه يهان عند الله: وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ. (29)

لكنني أقسم بالله غير حانث، ما حصل هذا كله إلا لما تركنا الأمر والنهي ولم نأخذ على يد السفيه، ولم نأطره على الحق أطراً، ولما أعرضنا عن التعاليم السماوية، وجعلنا القرآن وراءنا ظهرياً، ولما شغلتنا أموالنا وأهلونا وفتنتنا الدنيا بزخارفها وزينتها، وأرضينا الناس بسخط الله فانتقم الله منا وجازانا: وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ. (30)

عباد الله كأنما نسينا أن الله سبحانه قصَّ علينا قصة بني إسرائيل كي لا نقع فيما وقعوا فيه، بأنه لعنهم على لسان داود وعيسى ابن مريم: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ، كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ. (31)

وقول النبي صلى الله عليه وسلم: " لتامرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد السفيه، ولتأطرنه على الحق أطراً، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم يلعنكم كما لعنهم ". (32)

وقوله: " والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عذاباً من عنده ثم تدعونه فلا يستجاب لكم ". (33)

روى مسلم في صحيحه: أن حذيفة بن اليمان قال: سمعت رسول الله يقول: " تعرض الفتن على القلوب عوداً عوداً فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين: على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مرباداً كالكوز مجخياً - أي منكوساً - لا يعرف معروفاً، ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه ". (34)

ما لشباب العصر انتكست قلوبهم وتحجرت عقولهم وتبلدت أذهانهم، فاتبعوا غير سبيل المؤمنين وسلكوا مسلك الغربيين ونهجوا نهجهم، وساروا على تقاليدهم النعل بالنعل، وحذوا القذة بالقذة، أفطال عليهم الأمد فقست قلوبهم أم يبتغون عندهم العزة، والعزة لله جميعاً أم استهوتهم حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة أم استحوذت عليهم الشياطين أم غرتهم الحياة الدنيا أم غرهم بالله الغرور أم زاغت القلوب والأبصار؟ يا الله؟: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا. (35)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير