تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما علموا أن الله يراهم وهو معهم أينما كانوا، وأنه جامع الناس ليوم لا ريب فيه؟ أما فكروا هل هو راضٍ عنهم، وهل تصوروا كيف يكون انتقامه منهم؟ وهل يتفقوا أنه أعد لمن يعصيه ويتعدى حدوده ناراً خالداً فيها، وله عذاب مهين، وأن من وراءه جهنم يصلاها مذموماً مدحوراً؟ فيا أيها الذين آمنوا أما آن لكم أن تأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر؟ أما آن لكم أن تصرخوا في أولئك الهاوين الغافلين لعلهم يفيقون فيرجعون؟

وأنتم أيها الشباب: أما آن لكم أن تستحوا؟! أما آن لكم أن تتقوا؟! أما آن لكم أن تخشع قلوبكم لذكر الله؟! أما آن لكم أن تستمعوا القول فتتبعون أحسنه؟! وتسارعوا إلى مغفرة من ربكم ورضوانه وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين؟! أما آن لكم أن تزيلوا أدران المدنية الزائفة التي جعلتكم في عداد النسوان؟! أن آن لكم أن تمثلوا الرجولة الحقة في أسمى معانيها وتكونوا عدة المستقبل القريب ومن المرابطين في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذي كفروا السفلى؟! يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ. (36)

فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ. (37)

سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ. (38)

يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ، يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ، وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ، كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ. (39)

فيا أيها الأباء ... يا أيها المسؤلون؟؟ اتقوا الله في إسلامكم، أتقوا الله في إيمانكم، أتقوا الله في توحيدكم، أتقوا الله في أبنائكم، أتقوا الله في بناتكم، أتقوا الله في نسائكم، أتقوا الله في أوطانكم، كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته، وما منكم من أحد إلا وهو على ثغر من ثغور الإسلام، فالله الله أن يؤتى الإسلام من قبله، لا حظوا أبنائكم، راقبوا سكناتهم وحركاتهم، فوالذي نفسي بيده لمستقبلهم لا يبشر بخير وهذا ما تقر به عين الغربي ويحبه ويرضاه، ويجده مرتعاً خصباً لنشر مبادئه الهدامة، وما يصبوا إليه من مطامع وأغراض ولا أقول إلا كما قال محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي البلاد السعودية عن انحراف الشبيبة: " أنها بادرة سوء وطالع نحس ".

فالله العظيم أسأل أن يصرف قلوبنا وقلوبهم إلى ما فيه رضاه ويأخذ بنواصينا إلى الحق، ويوفق إمام المسلمين سعود بن عبد العزيز آل سعود ليقف أمام هذا التيار الجارف من الشر ويخمد نيران الثورة المتأججة في صدورهم لمحاربة الفضيلة، ونشر مبادىء الرذيلة ولتحطيم السلاسل والأغلال التي يزعمون أنهم مكبلون بها.

والتمرد على النواميس السماوية، وأن يضرب بيد من حديد على أيدي دعاة السوء والرذيلة، والنافخين ببوق المدنية الزائفة، الذين يغرسون بذور الإستعمار، ويشقون الطريق أمام المستعمر الغاشم ليغزونا بخيله ورجله باسم المدنية والحضارة والرقي، إنه سميع قريب مجيب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.

تمت بعون الله

1/ 2/1377 هـ

مدينة الرياض


(1) سورة النور، الآية: (15)
(2) سورة الأنفال، الآيات: (20، 21، 22، 23)
(3) سورة الزخرف، الآيات: 43، 44)
(4) سورة النساء، الآية: (80)
(5) جاء الحديث بروايات وألفاظ عدة عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، رضي الله عنهما، كقوله صلى الله عليه وسلم: " أحفوا الشوارب، وأعفوا اللحى" أخرجه مسلم: (259)، " وفروا " أخرجه البخاري: (5892)، " أعفوا " أخرجه البخاري: (5893)، ومسلم: (259، 260)، " خالفوا المشركين " أخرجه البخاري: (5892)، ومسلم (259).
(6) أخرجه مسلم، واللفظ له: (260) من حديث أبي هريرة، رضي الله عنه.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير