تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[إلا رسول الله .. (عبارة للمناقشة)]

ـ[فريد المرادي]ــــــــ[13 - 04 - 08, 01:05 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

[إلا رسول الله .. (عبارة للمناقشة)]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: أسعد الله أوقاتكم جميعاً وجعلها عامرة بالعلم النافع والعمل الصالح، آمين.

فهذا موضوع أردتُ طرحه في هذا المنتدى المبارك على طاولة النقاش العلمي، وتحت مجهر النقد الشرعي، فتقبلوه بقبول حسن، ولا تبخلوا عليه بتعليقاتكم وآرائكم.

الموضوع هو عن عبارة (إلا رسول الله) التي رفعها المسلمون شعاراً في وجه الكفار ـ قاتلهم الله ـ؛ ممن سوَّلت لهم شياطينهم وأنفسهم الاستهزاء برسولنا الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ.

فانقسم أهل العلم ـ والناس تبع لهم ـ حول هذه العبارة؛ فذهب بعضهم إلى جوازها، ومنعها آخرون لأمور ذكروها.

فهل عبارة (إلا رسول الله)؛ يصح إطلاقها شرعاً؟ أم لا يصح؟ أم في الأمر تفصيل؟

بداية أشير إلى أن الاستثناء في العبارة هو استثناء موجب منقطع، ومن أغراضه هنا: التعظيم، والمنقطع (أو المنفصل) ألا يكون المستثنى بعضا مما قبله.

ولما كان المستثنى منه محذوفاً، فكأن تقديره هو: مهما صبرنا على ظلم الكفار لنا واعتدائهم علينا وتعييرهم لنا، لكن إذا بلغ الأمر إلى رسولنا الكريم ــ صلى الله عليه وسلم ــ، فسنفديه بأنفسنا وأموالنا وأهلينا ــ بأبي هو وأمي ــ، والله أعلم.

والصبر يُحمد في المواطن كلها * إلا عليك فإنه مذموم

ويذكرني هذا بقول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: (إن رحمة الله اقتضت ـ على مر الدهور ـ أنه يسب القرآن، ويسب الصحابة، فإذا سب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ جاء النصر والانتقام؛ لأن الله يغار على رسوله أشد غيرة مما سواه، ومن طعن فيه فقد طعن في الله؛ لأنه هو الذي اصطفاه).

وفيما يلي عرض لبعض الأقوال التي وقفتُ عليها حول هذه العبارة:

1 - قال الدكتور سالم بن محمد القرني جواباً على سؤال ورد إلى موقع (الإسلام اليوم)، هذا نصه: عبارة (إلا رسول الله) جعلناها عبارة للدفاع عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فخطَّأنا البعض وعنفوا علينا كثيراً، وقالوا مضمون هذه العبارة (إلا رسول الله) أن كل شيء يمكن غض الطرف عنه والمسامحة فيه إلا رسول الله، وأيضا هذا من الغلو في الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، والعبارة هنا تقتضي ـ وإن لم يكن واضعها يقصد ذلك ـ أنه لو تعرضت إلى الذات الإلهية أو القرآن فلا يهم ذلك، لأن الاستثناء دليل التناول، ولم يتناول إلا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ولم يستثن إلا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فأرجو إفادتي وتبيين الصواب لنا لكي يتسنى لنا تصحيح خطأنا إن أخطأنا فنحن مجموعة إعلامية، وستصل مقالاتنا وحملتنا إلى الصحف الدنمركية وتعريفهم بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، بارك الله فيكم.

فأجاب ـ وفقه الله ـ:

(الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

هذه العبارة: " إلا رسول الله " أو: " إلا رسولنا " أو نحو ذلك: فيها إجمال، فإن كان المقصود التحذير من الكلام فيه، أو الإساءة إليه، أو الطعن في رسالته أو نحو ذلك كمن يقول: إلا فلان لا تتكلم فيه، يعني أن منزلته عندي عظيمة، ولا أقبل الكلام عنه بسوء أو أذية. فهذا المقصد الذي يقصده المتكلم لا حرج عليه فيه.

وإن كان المقصود ما ذكره السائل أنه يمكن الكلام في ذات الله أو في القرآن أو الطعن في غيره من الذات الإلهية أو القرآن فهذا لا يجوز، وما أظن أحداً يقصده والحمد لله.

ثم إن من ذبّ عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومنع الطعن فيه أو إيذاءه أو نصره في أي أمر أو موقف أو زمان أو مكان فإنما ذلك لكونه رسول الله، ومبلِّغ كلام الله، والداعي إلى تعظيم الله وعبادة الله. هذا ما أرى أن كاتب العبارة يقصده من المسلمين.

لكن رأي أن تغير العبارة إلى ما هو أوضح، وليس فيه إجمال أو شك، وليس فيه تعصب يلغي مكانة الرسل قبله المبشرين به، ودافعي الشفاعة العظمى إليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ).

(المصدر: http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=151895 )

2- سئل الشيخ العلامة عبد المحسن العباد ـ حفظه الله ـ في درس شرح سنن ابن ماجه (يوم السبت 28/ 03 / 1429 هـ): ما حكم تعليق اللوحات التي عليها بعض الشعارات مثل: (كلنا فداك يا رسول الله) و (إلا رسول الله)؟

فأجاب فضيلته بقوله: (اللوحات لا تنبغي، الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ حقه أن يُتبع ويُحب أعظم من محبة الوالد والولد والناس أجمعين، ومن محبته كثرة الصلاة والسلام عليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ولا شك أن التفدية في حقه جائزة ولكن هذه الشعارات لا وجه لها، وأما (إلا رسول الله) فهذا كلام غير صحيح؛ لا بد أن يؤتى بالمستثنى منه، ولا شك أن الإساءة لله ـ تعالى ـ أعظم من الإساءة إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهي عبارة غير مستقيمة ولا تصح).

3 - ###.

4 - ###.

بعد هذا العرض الموجز للمسألة، أرجو من المشايخ وطلبة العلم في هذا المنتدى الإدلاء بآرائهم وتوجيهاتهم للعبارة، وليكن هدف الجميع البحث عن الحق واتباعه، والله الموفق.

فريد المرادي (07 / ربيع الثاني / 1429 هـ).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير