وعلى هذا: فالالتزام لا بأس به ما لم يكن فيه أذية وضيق. " الشرح الممتع " (7/ 402، 403).
والله أعلم.
ـ[أبوقتادة السعدي الأثري]ــــــــ[14 - 04 - 08, 09:13 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذه النقولات الطيبة
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[22 - 05 - 08, 12:20 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
" الملتزَم، مكانه، والدعاء عنده "
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
هذه بعض المسائل المتعلقة بـ " الملتزم " وقع البحث في بعضها في بعض المنتديات.
1. أصل الكلمة:
قال الفيومي:
(ل ز م): لزم الشيء يلزم لزوما ثبت ودام ويتعدى بالهمزة فيقال ألزمته أي أثبته وأدمته ولزمه المال وجب عليه ولزمه الطلاق وجب حكمه وهو قطع الزوجية وألزمته المال والعمل وغيره فالتزمه ولازمت الغريم ملازمة ولزمته ألزمه أيضا تعلقت به ولزمت به كذلك.
والتزمته اعتنقته فهو ملتزم ومنه يقال لما بين باب الكعبة والحجر الأسود الملتزم لأن الناس يعتنقونه أي يضمونه إلى صدورهم.
" المصباح المنير " (ص 553، 554).
2. مكان الملتزم:
الذي ورد عن السلف في هذا أن مكان الملتزم هو ما بين الركن والباب – وهو الأشهر من فعلهم والأكثر من قولهم -، وورد عن بعضهم أنه التزم " دبر الكعبة "، وورد التزام ما تحت الميزاب، وورد التزام الكعبة جميعها من غير تخصيص.
أ. ما جاء أنه ما بين الباب والركن:
عن ابن عباس قال: الملتزم ما بين الركن والباب.
عن الشيباني قال: رأيت عمرو بن ميمون وهو ملتزم ما بين الركن والباب.
عن مجاهد قال: كانوا يلتزمون ما بين الركن والباب ويدعون.
عن محمد بن عبد الرحمن العبدي قال: رأيت عكرمة بن خالد وأبا جعفر وعكرمة مولى ابن عباس يلتزمون ما بين الركن وباب الكعبة ورأيتهم ما تحت الميزاب في الحجر.
عن حنظلة قال: رأيت سالما وعطاء وطاوسا يلتزمون ما بين الركن والباب.
رواها ابن أبي شيبة في " المصنف " (3/ 236).
ب. ما جاء فيمن كان يلتزم دبر الكعبة.
(1) حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق قال: رأيت عمرو بن ميمون يلتزم دبر الكعبة.
(2) حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع عن نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة عن عمر بن عبد العزيز أنه أتى دبر الكعبة يستعيذ.
(3) حدثنا أبو بكر قال حدثنا معن بن عيسى عن محمد بن صالح قال: رأيت القاسم يلتزم خلف الكعبة.
(4) حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو يحيى الرازي عن حنظلة قال: رأيت القاسم يتعوذ في دبر الكعبة ويقول: اللهم إني أعوذ بك من بأسك ونقمتك وسلطانك.
(5) حدثنا أبو بكر قال حدثنا معن بن عيسى عن ثابت بن قيس قال: رأيت نافع بن جبير يلتزم ما بين الحجر والباب وخلف الكعبة , كل قد رأيته.
(6) حدثنا أبو بكر قال حدثنا ابن عيسى عن خالد بن أبي بكر قال: رأيت عبيد الله بن عبد الله يلتزم خلف الكعبة مما يلي المغرب يلصق بها صدره.
(7) حدثنا أبو بكر قال حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن حسن عن أبي إسحاق قال: رأيت عمرو بن ميمون قد التزم الكعبة وألصق بطنه من مؤخرها من الجانب الذي يلي الركن اليماني.
(8) حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع عن إسرائيل عن جابر عن عبد الرحمن بن الأسود أن أباه كان يلتزم دبر الكعبة.
(9) حدثنا أبو بكر قال حدثنا عبد الله بن إدريس عن الأعمش قال: رأيت أبا بكر بن عبد الرحمن يلتزم مؤخر الكعبة.
" مصنف ابن أبي شيبة " (3/ 237، 238).
ج. ما جاء في التزام ما تحت الميزاب
أ. عن محمد بن عبد الرحمن العبدي قال: رأيت عكرمة بن خالد وأبا جعفر وعكرمة مولى ابن عباس يلتزمون ما بين الركن وباب الكعبة ورأيتهم ما تحت الميزاب في الحجر.
رواها ابن أبي شيبة في " المصنف " (3/ 236) – وقد سبق في " أ " -.
ب. قال المرداوي:
قوله (وإذا فرغ من الوداع: وقف في الملتزم , بين الركن والباب) وهذا بلا نزاع بين الأصحاب وذكر أحمد: أنه يأتي الحطيم أيضا وهو تحت الميزاب فيدعو.
" الإنصاف " (4/ 53).
ج. والقول الرابع: هو جواز التزام كل بقعة في بناء الكعبة، والعجيب أن هذا مع عدم شهرته له ما يؤيده من صحيح السنة المرفوعة، وهو يدل على أن فعل الصحابة والسلف لم يكن بقصد التخصيص، بل حسبما اشتهر أو تيسر لهم.
¥