تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الله إن شهادة الله تعالى شهادة صدق من عالم بالخفيات يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور إنها شهادة من ربكم الذي يريد لكم الهداية دون الضلال والغواية (يبين الله لكم أن تضلوا والله بكل شيء عليم) أيها المسلمون أيها المؤمنون بالله ورسوله إن التاريخ في ماضيه وحاضره ليثبت ما قرره الله تعالى في هذه الآيات الكريمة فإياكم إياكم إن تنخدعوا بما عليه أعداكم من الكفار بالله ورسوله وانحلال أخلاق وفساد الأفكار وإن زينوا ذلك في أعينكم وسهلوه في نفوسكم إياكم أن تتوددوا إليهم فإن التودد إلى أعداء الله نوع من عداوة الله ولقد أغتر كثير من الناس اليوم بما عليهم هؤلاء الأعداء من القوة المادية فصاروا يداهنونهم ويتوددون إليهم مع إن الله تعالى نفى الإيمان عن من يوادون من حاد الله ورسوله فقال جل ذكره: (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) أيها المسلمون إننا إذا علمنا ذلك من كلام الله عز وجل ومن قدر الله الذي أثبته التاريخ فإنه يجب علينا أن نعادي هؤلاء الكفار إي كان صنفهم يجب علينا أن نبتعد عنهم يجب أن نبغضهم تقرباً إلى الله عز وجل ببغضهم وإن من المؤسف أن بعض الناس اليوم يهنئ هؤلاء الكفار بأعيادهم الدينية وهذا حرام بالاتفاق قال أبن القيم رحمه الله في كتابه أحكام أهل الذمة وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول عيدٌ مبارك عليك أو تهنأ بهذا العيد ونحوه قال أبن القيم فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات يقول رحمه الله في من يهنئ الكفار من النصارى أو غيرهم بأعيادهم يقول إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهذا يعني أن تهنئتهم بأعيادهم قد يوصل الإنسان إلى الكفر وإلا فهو من المحرمات بلا شك قال أبن القيم أعيدها للمرة الثالثة فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الزنى يعني انتهاك الفرج الحرام ونحوه قال رحمه الله وكثيرٌ من لا قدر للدين عنده يقع في ذلك إي في التهنئة بأعيادهم ولا يدري قبح ما فعل فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه انتهى كلامه رحمه الله

أيها المسلمون أيها المؤمنون بالله ورسوله إن تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية وشعائرهم الدينية تعبر عن إقرارهم والرضاء بما هم عليه من الكفر بل وإدخال السرور عليهم بما رضوه لأنفسهم من الكفر بالله ورسله وهذا خطر عظيم على المسلم وإن كان هو لا يرضى أن يكون على ملتهم وذلك أن الرضا بكفر الغير رضاً بما لا يرضاه الله عز وجل فإن الله لا يرضى بدين سواء دين الإسلام كما قال الله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِيناً) وقال الله تعالى: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) وقال تعالى: (إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُم) فكيف يرضى المؤمن كيف يرضى المؤمن يا عباد الله يا مؤمنون بالله ورسوله كيف يرضى المؤمن بدين أو بشعائر دين لا يرضاه الله كيف يدخل السرور على قوم في إقامتهم شعائر دين لا يرضاه الله أيها المؤمنون اتقوا ربكم اخشوا الله عز وجل لا تداهنوا في دين الله لا ترضوا بما لا يرضاه الله وإذا كان تهنئاتنا إياهم بأعيادهم الدينية حراماً فإنهم قد يهنئونا هم بها فإن هنئونا بها فإننا لا نجيبهم على هذه التهنئة لأنها ليست بأعياد لنا حتى نهنئ بها ولأنها أعياد لا يرضاها الله عز وجل لأنها غير شرعية فهي إما بدعية لم يشرعها الله أصلا وأما مشروعة في دينهم لكنها نسخت بدين الإسلام الذي بعث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم إلى جميع الناس وفرض عليهم أتباعه وقال عنه: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يعني أمة الدعوة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير