تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

من أصحاب النار) أخرجه مسلم ولا يحل لنا نحن المسلمين أن نجيب دعوتهم إلى حضور هذه الأعياد لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها لأن أجابتنا دعوتهم لحضور هذه الأعياد مشاركة لهم فيها ولا يحل لنا نحن المسلمين أن نتشبه بهم بإقامة الحفلات بهذه المناسبة أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى أو أطباق الطعام أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم) قال شيخ الإسلام أبن تيميه رحمه الله في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم قال رحمه الله إن مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل وربما أطمعه ذلك في انتهاز الفرص وأستزلال الضعفاء انتهى كلامه

أيها الأخوة المؤمنون إنني أشير عليكم بقراءة هذين الكتابين اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام أبن تيميه وكتاب أحكام أهل الذمة لتلميذه أبن القيم لأن معرفة أحكام أهل الذمة بل وأحكام سائر الكفار في هذا العصر المدلهم معرفة ذلك أمر مهم للمسلم حتى لا يقع في شيء محرم يخل بعقيدته ودينه احرصوا على قراءتهما بتمهل وتمعن فمن فعل أيها الأخوة من فعل شئ من ذلك بأن هنئاهم بأعيادهم أو أجاب دعوتهم إلى حضورها أو تشبه بهم في ذلك فإنه آثم سواء فعله تودداً أو مجاملة أو حياء أو لغير ذلك من الأسباب لأنه من المداهنة في دين الله ومن أسباب تقوية الكفار واعتزازهم واغترارهم بدينهم فاحذروا أيها المسلمون ما حذركم الله ورسوله منه واتقوا الله لعلكم تفلحون واتقوا النار التي أعدت للكافرين وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون اللهم إنا نسألك في مقامنا هذا ونحن في انتظار فريضة من فرائضك نسألك اللهم أن تعزنا بدينك وأن تعز دينك بنا اللهم اجعلنا أشداء على الكفار رحماء بيننا اللهم ارزقنا محبة من تحب وكراهة من تركه اللهم صلى وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

الحمد لله ولي المتقين وهادي المؤمنين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد المرسلين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

أما بعد

أيها المؤمنون اتقوا الله تعالى وقد سمعتم ما ذكر الله تعالى عن أعداء دينكم الذين هم أعدائكم حقيقة من اليهود والنصارى والمشركين والمنافقين وسائر الكفار ماذا يودون لكم إنهم يودون لكم أن تكفروا بالله ورسله يودون لكم أن تخرجوا عن دينكم الذي ارتضاه لكم والذي أتم الله به النعمة عليكم أيها المسلمون إنني أذكركم هنا بأمرين الأمر الأول ما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم أمته في مرض موته حيث قال صلى الله عليه وسلم: (أخرجوا المشركين من جزيرة العرب) وما أوصى به أمته حين قال: (أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب) وما قاله صلى الله عليه وسلم حين قال: (لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلما) اجعلوا هذه الأحاديث الثلاثة نصب أعينكم وانظروا ماذا تراجعون به ربكم يوم القيامة إذا سألكم عمن تجلبونه إلى هذه الجزيرة من اليهود والنصارى والمشركين باسم العمالة و نحوها مع أن غيرهم من المسلمين يسد مسدهم إنني أقول لمن أختار هؤلاء على المسلمين أعتد وأستعد للجواب إذا وقفت بين يدي الله عز وجل يوم القيامة أما الأمر الثاني فإنه إذا كان لا يجوز لنا أن نشهد أعيادهم ولا أن نهنئهم بها ولا أن نتشبه بهم فيها فإن الواجب علينا أن ندعوهم إلى الإسلام أن نبين لهم دين الإسلام الذي ارتضاه الله تعالى لعباده لعلهم يؤمنون فإن كثير منهم يكونون قد غرر بهم لا يعلمون عن الإسلام شيئاً وربما شوهت لهم صورة الإسلام من علمائهم وعبادهم وأمراءهم لذلك فإن الواجب علينا إذا سنحت الفرصة أن ندعو هؤلاء إلى دين الله دين الحق وأن نبين لهم مزايا الدين الإسلامي مزاياه التعبدية ومزاياه الأخلاقية ومزاياه في التعامل وغير ذلك مما هو بين وواضح لعلهم يسلمون (ولأن يهدي الله بك رجلاً واحدا خير لك من حمر النعم) أيها المسلمون إن من المضحك المبكي أن بعض الناس الذين عندهم العمال إذا رآهم قد اتجهوا إلى الإسلام وضع العراقيل أمامهم لأن لا يسلموا أقول إن هذا الرجل من الدعاة إلى النار من الصادين عن سبيل الله والواجب على المرء إذا رأى أحداً من العمال عنده إقبال

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير