تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[نقول في حكم الزيادة في أرض المسعى]

ـ[علي تميم]ــــــــ[15 - 04 - 08, 07:06 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ... أما بعد:

فهذه نقول من أقوال العلماء السابقين والمعاصرين في حكم الزيادة في أرض المسعى.

وأبدأ بكلام محمد بن طاهر كردي المكي رحمه الله تعالى، المولود في عام 1321هـ والمتوفى في عام 1400هـ، وقد قال في مقدمة كتابه الذي سوف أنقل منه"فلما مضت ثمان سنوات على تأليفي كتاب مقام إبراهيم عليه الصلاة والسلام، إذا بنا نسمع أن حكومتنا السعودية قد عزمت على توسعة المسجد الحرام بمكة المشرفة، وإذا أنا قد انتخبت رسمياً أن أكون عضوا في اللجنة التنفيذية لتوسعة وعمارة المسجد الحرام".

عنوان كتابه: التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم، الطبعة الثالثة 1425هـ بإشراف الأستاذ الدكتور: عبدالملك بن عبدالله بن دهيش، في أربعة مجلدات ضخمة، نشر مكتبة الأسدي في مكة المكرمة، هاتف (5570506 02).

وقد اشتمل الكتاب على صور نادرة للمشاعر وخاصة المسعى، وقد تكلم على المسعى وسعته ووثق ذلك بالصور ولعلي أتكمن إن شاء الله تعالى من إدخال كل صور المسعى.

1 - قال في مجلد 3/ 354:"سنذكر هنا، إن شاء الله تعالى، جميع ما ورد في الكتب عن ذرع ما بين الصفا والمروة، ثم بعد ذلك نذكر ذرعه في زماننا هذا بعد عمارة وتوسعة المسجد الحرام-التوسعة السعودية_.

وذرع ما بين الصفا والمروة طولا لا يحصل فيه اختلاف لا في الأزمنة السابقة ولا في وقتنا هذا أو بعده لأن حد السعي من الصفا، وحده من المروة معروف لا اختلاف فيه.

........ ونحن نرى اليوم بعد التوسعة السعودية التي حصلت في المسجد الحرام، وبعد عمارة المسعى، ونقض جميع ما تقدم من عمارات الحكومات السابقة، وتسوية أرضه بالاسمنت المسلح لسهولة السعي، أن نذكر بالضبط التام قياس ما بين الصفا والمروة بالمتر، فنقول: إن قياس ما بين الصفا والمروة هو: (375) ثلاثمائة وخمس وسبعين متراً، كما قسناه بأنفسنا وربما زاد أو نقص بعض من السنتمترات وذلك بسبب اعوجاج السير أو استقامته وليس في ذلك من بأس.

..... وأما فرش المسعى وتبليطه من الصفا إلى المروة بالحجارة المربعة وبناؤها بالنورة فقد كان في سنة (1345) هـ فقد أمر جلالة الملك عبدالعزيز المذكور بفرشها، من أولها إلى آخرها بالحجارة، منعاً لإثارة الغبار، فشرعوا برصف المسعى وانتهوا من ذلك في أواخر ذي القعدة من السنة المذكورة، وهذه أول مرة يفرش فيها المسعى بالحجارة، وكان قبل ذلك ترابا يثور الغبار منه بسبب الساعين، فاستراح الناس وسهل السعي بعد رصفه وتبليطه، فجزا الله الملك عبدالعزيز مؤسس الدولة السعودية خير الجزاء."

وقال رحمه الله تعالى في ص3/ 358:"ومما يشبه ما ذكره الإمام القطبي في تاريخه عن ما أخذ من أرض المسعى وأدخل في المسجد الحرام، فأحدث في زماننا في التوسعة السعودية للمسجد الحرام، وتكسير شيء من جبل الصفا إلى جبل المروة، زيادة في عرض المسعى، وليكون منظره جميلا، في رأي العين، وذلك في سنة (1377) هجرية، فإن هذه الحادثة تشبه ما ذكره الإمام القطبي لكن مع الفارق، فما ذكره القطبي عبارة عن إدخال جزء من المسعى في المسجد الحرام، وأما ما نذكره فهو عبارة عن إدخال جزء من جبل الصفا إلى حدود المسعى.

فمما لا شك فيه أن هذا الجزء المأخوذ من جبل الصفا، في زماننا هذا و المدخول في حدود المسعى لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام قد سعوا في هذا الجزء المستحدث اليوم.

فعلى هذا لا يجوز السعي في هذا الجزء المأخوذ الآن من هذا الجبل، كما لا يجوز السعي بين الدرج الجديدة المستحدثة الآن وبين المروة، فلا بد للساعي من المروة أن يصل درج الصفا القديمة المقابلة للحجر الأسود.

فمن أراد الاحتياط لدينه والبراءة لذمته فليترك من جدار المسعى فيما بين الصفا والمروة نحو مترين.

نقول هذا احتياطاً لديننا وتبرئه لذمتنا، فالنصيحة واجبة لكافة المسلمين من الخواص والعوام، والله تعالى أعلم". أهـ

2 - أضواء البيان ج4/ص433:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير