تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الوصية .......... "خطبة مفرغة للشيخ العثيمين"]

ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[17 - 04 - 08, 01:02 ص]ـ

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما…

أما بعد

أيها الناس اتقوا الله تعالى واشكروه على ما أنعم به عليكم من نعمة الدين والدنيا فلقد أرسل الله إليكم رسولاً يتلو عليكم آيات ربكم ويزكيكم ويعلمكم الكتابة والحكمة فتوفي صلى الله عليه وسلم ولكن بقي فيكم دينه متلواً في كتاب الله غير مبدل ولا مغر ومأثوراً فيما صح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد أفاض الله عليكم المال لتستعينوا به على طاعته وتتمتعوا به في حدود ما أباحه لكم المال قيام دينكمودنياكم فاعرفوا حقه وابذلوه في مستحقه وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجرا أيها المسلمون إن مالكم في الحقيقة هو ما قدمتموه لأنفسكم ذخراً لكم عند ربكم ليس مالكم ما جمعتموه فاقتسمه الوارث بعدكم إنكم سوف تخلفون هذا المال وتدعونه كما قال الله تعالى (وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ) (الأنعام: من الآية94) فسوف تنتقلون عن الدنيا أغني عن الدنيا أغنياء عما خلفتم فقراء إلى ما قدمتم وفي الصحيح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (أيكم مال وارثه أحق إليه من ماله) قالوا يا رسول الله ما منا أحد إلا ماله أحب إليه قال (فإن ماله ما قدم ومال وارثه ما أخر) وفي الترمزى عن عائشة رضي الله عنها أنهم ذبحوا شاة فتصدقوا بها سوى كتفها فقال النبي صلى الله عليه وسلم (بقيت كلها غير كتفها) أيها المسلمون إن من إنفاق المال في طرق الخير أن يتصدق به المرء صدقة منجزة على الفقراء والأقارب فيملكونها ويتصرفون فيها تصرف المالك في ملكه وذلك من أفضل الأعمال وأربح التجارة لما نزل قول الله عز وجل (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) (آل عمران: من الآية92) جاء أبو طلحة رضي الله عنه وكان له حديقة قبلتها مسجد النبي صلى الله عليه وسلم يسمى بيرحه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب فقال يا رسول الله إن الله أنزل هذه الآية وإن أحب مالي إلي بيرحه وإنها صدقة لله أرجو برها وزخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث أراك الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم (بخ بخ ذاك مال رابح ذاك مال رابح) وقد سمعت (وأنا أرى أن تجعلها في الأقربين) فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه ومن إنفاق المال في طرق الخير أن يصرفه في بناء المساجد والمشاركة فيها فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (من بنى لله مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتاً في الجنة) فالمساجد يصلي فيها المسلمون ويأوي إليها المحتاجون ويذكر فيها إسم الله في تلاوة كتابه وسنة رسوله والفقه في دينه وفي كل ذلك أجر لبانيها والمشارك فيها ومن إنفاق المال في طرق الخير أن، ينفقه في المصالح العامة كإصلاح الطرق وتأمين المياه فإن الصحابة رضي الله عنهم حين قدموا المدينة كان فيها بئر تسمى بئر رومة لا يحصلون المال منها إلا بثمن فاشتراها عثمان رضي الله عنه فقال النبي صلى الله عليه وسلم (من حفر رومة فله الجنة فحفرها عثمان رضي الله عنه ومن إنفاق المال في طرق الخير أن يحدثه الإنسان وينفق غلته فيما يقرب إلى الله وهو الوقف ففي الصحيحين أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أصاب أرضاً بخيبر لم يصب مالاً أنفث عنده منه فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستشيره فيها ويستأمره فقال صلى الله عليه وسلم (إن شئت حدثت أصلها وتصدقت بها) وفي رواية للبخاري (تصدق بأصله لا يباع ولا يوهب ولا يورث ولكن ينفق ثمره) وفي رواية للنسائي (احدث أصلحها وسبل ثمرها) فتصدق به عمر في سبيل الله وفي الرقاب والمساكين والصيف وابن السبيل وذي القربى فإذا سبل الإنسان ملكه صار وقفاً محبوسا لا يباع ولا يوهب ولا يورث وإنما يصرف فيما جعله الواقف فيه ما لم يكن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير