3 - لا يكفي أن نتقرب من المسلمين, بل يجب أن نصل إلى درجة احترام الإسلام على أنه يمثل قيمة إنسانية عالية وتقدماً في التطور الديني بالنسبة للوثنية.
4 - إن الحوار بالنسبة للكنيسة هو عبارة عن أداة, وبالتحديد: عبارة عن طريقةٍ للقيام بعملها في عالم اليوم".
وقد بين هيوكيتسكل " زعيم حزب العمال البريطاني" في كتابه " التعايش السلمي والخطر الذي ينتابه " مقصدهم من التعايش: "أنه مناورة خالصة, وهي ظاهرة مؤقتة, قد تقتضي تحوير السياسة بوقف القتال, وتخفيف الضغط ".
إن الميثاق العظيم الذي يجب أن يُحيا في الأمم؛ ما أخذه تعالى على جميع الأنبياء أن يؤمنوا بمحمد ويتبعوه إذا بعث وهم أحياء، {وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ {فَمَن تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ. أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ {قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} آل عمران85
رئيس التحرير:
• فضيلة الشيخ – حفظكم الله -: تبنى البعض فكرة التعايش السلمي بين المسلمين وغيرهم من الكفار مدعياً أنه لا بد للإنسانية أن تتناسى خلافاتها وتعيش في سلام ووئام فهل يجوز اعتقاد وتبني هذه الأفكار شرعاً وهل يمكن تطبيقها واقعاً؟!
الشيخ:
السلام مع المشركين أو اليهود والنصارى، والتصالح معهم حقناً للدماء، في حال ضعف المسلمين وحاجتهم إلى ذلك هذا من المقاصد المتجهة، والمطالب الجائزة، ويكون حكمه من جهة الأصل، وضبط مدته بحسب ما يراه المسلمون من المصلحة لهم، فإن رأوا أن الضرب في الأرض ودخول بلادهم لدعوتهم أكثر أثراً ونفعاً من قتالهم، جاز ذلك وساغ بل قد يتأكد، كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم في مواضع مع المشركين مع قريش في صلح الحديبية، ومع اليهود في المدينة قبل الخندق، وفي غزوة خيبر، ومع نصارى الروم في غزوة تبوك.
وقد كان لذلك الصلح منافع جليلة ظهرت من دخول الناس في الإسلام طوعاً، أو حقن دماء المسلمين وحفظ أموالهم حتى تقوى شوكتهم.
ويشترط في ذلك عدم القدرة والقوة على أخذ الجزية منهم لأن الأصل قتالهم حتى يُعطوا الجزية، قال تعالى: {قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} التوبة29فإذا تعذر ذلك جازت المهادنة بدونها مع بيان الحق والمحافظة على الإسلام وإظهار أحكامه، ومخالفته في الحال والمآل لغيره، والبغض لأعداء الله وعدم موالاتهم؛ عملاً بالقرآن، واقتداءً بالرسول صلى الله عليه وسلم.
أما المهادنة والسلم مع نبذ الفروق بين المسلمين وغيرهم، فهذا النوع هو "دعوة التقارب" التي تقدم الكلام عليها، إذ إنها كفر صريح وتعطيل لجميع أحكام الكتاب والسنة.
رئيس التحرير:
• فضيلة الشيخ: يزعم البعض أن هناك ولاءً عاطفياً يجمع البشر يختلف عن الولاء الديني الشرعي، وينبغي توظيفه لمصلحة التعايش السلمي بين الناس كافة كما يرى آخرون أن لفظة "الآخر" لفظة بديلة لألفاظ الكافر والمشرك ونحوها، ترفع الحرج عنا كمسلمين أمام الكفار وتحقق المقصود بدون إثارة فما رأيكم؟
الشيخ:
¥