عقيدة المسلم ويقلل من استحواذ غيره عليه، وذلك أن الولاء والبراء يورث أمرين جليلين في قلب الإنسان:
- حب الاعتصام بجماعة المسلمين والقرب منهم لعقيدتهم، وكره الاعتصام بجماعة الكافرين لعقيدتهم.
- اليقين والثقة التامة بصدق ما هو عليه وتكذيب ما يقوله غيره من تلبيس ودعوات.
وهذا الأمران هما ما يُورث كثيراً من الأحكام التي يرى منها المنادون بالتقارب خطراً وضرراً، كالجهاد وحد الردة ورفض الاستماع لدعوات التنصير، وما يتبع ذلك من بناء الكنائس والمعابد الأخرى.
وهم في الأصل حينما عجزوا عن تغيير كثير من الأحكام المترتبة على الولاء والبراء، سعوا لإزالة أصلها.
فأعظم ما يهدفون إليه من دعوتهم أمور أهمها:
• 1 - إلغاء تقسيم الناس إلى مسلم وكافر, فلا ولاء ولا براء, والقول بصحة جميع الأديان, وأنها طرق لتحقيق غاية واحدة.
• 2 - تحقيق المصالح المشتركة التي بينهم وبين غيرهم من حرب الأعداء كمحاربة الشيوعية والإلحاد.
ويحرص كثير من المنادين بتلك الدعوة على التعميم في الخطاب، ومحاولة عدم مس نصوص الإسلام بالنص صراحة، وهذا ما أورث اللبس عند كثير من المسلمين، وصعب عليه أن يفهم المقصود من الكلام السابق.
والعجب أن بعض المسلمين يغتر بعباراتهم ويُحسن الظن بها، ولا ينقضي العجب أن يغتروا بعباراتهم ورماحهم في خواصر المسلمين، فهم ينادون بالتقارب في وقتنا وثلاثة من دول العالم الإسلامي محتلة ودماء المسلمين تُسفك كل يوم، وقتل منهم في عقد واحدٍ نحواً من مليون مسلم، في العراق وفلسطين وأفغانستان.
وبكل حال لا يجوز أن يتخذوا أولياء من دون المؤمنين قال تعالى: {بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما. الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين. أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا}. [النساء:138،139].
وقال تعالى: {تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ , وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} المائدة81
ثم إنه لا يلزم من ثبوت عقيدة الولاء والبراء عدم التعامل مع غير المسلمين بالبيع والشراء والمؤاجرة والمؤاكلة والزواج من اليهودية والنصرانية وأكل ذبائحهم وغير ذلك.
رئيس التحرير:
• فضيلة الشيخ: هل هناك تعارض بين التعامل مع الكفار وموالاتهم أو التقارب معهم دينياً؟
الشيخ:
التعامل مع غير المسلمين الأصل فيه الإباحة بجميع أنواع المعاملة، ولا يستثنى من ذلك شيء، إلا ما دل عليه الدليل كتحريم أكل ذبائح ونكاح نساء غير اليهود والنصارى، وأن يتزوج الكافر مطلقاً كتابياً أو غير كتابي المسلمة.
فالبيع والشراء وسائر العقود المباحة جائزة معهم، وكذلك الأكل معهم واستعمال آنيتهم كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن تعاقد مع يهودي، وتوضأ بآنية المشركين، واستجاب لدعوتهم، وعاد مريضهم رغبة في تأليف قلوبهم.
والعلاقة في المعيشة بين المسلمين وغيرهم من معتنقي الأديان, لا يمنع منها الإسلام, ويدعو إلى الإنصاف والعدل فيها، مع الإحسان والبر, ولا يتنافى ذلك مع نصوص الشرع الناهية عن موالاة الكفار، قال تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} الممتحنة8
ويحتاج إلى هذا المسلمين من الأقليات المترامية في بلدان العالم الغربي والشرقي الذي لا يدين بالإسلام، ويتعذر عليهم المهاجرة إلى بلاد المسلمين.
وحرمة دماء المعاهدين وأهل الذمة وأموالهم عظيمة، لا تجوز سرقتهم ولا ظلمهم، ويجب إنصافهم عند التعدي عليهم، فلا يجوز عند التقاضي في الحقوق بين المسلم وغيره أن يحكم للمسلم لأنه مسلم ويظلم الكافر في ماله لأنه كافر.
رئيس التحرير:
• فضيلة الشيخ – حفظكم الله -: هل يمتاز اليهود والنصارى عن غيرهم لكونهم أصحاب ديانات سماوية ومن ثم يمكن التقارب معهم؟
الشيخ:
¥