تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أولاً لفظة "الديانات السماوية" عبارة فيها تجوز، فالدين السماوي واحد، وهو الإسلام، قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ} آل عمران19، و"الإسلام" هو دين سائر الأنبياء كما تقدم الكلام حوله، وأما الديانات الأخرى التي هي مخالفة لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فيطلق عليها "ديانات" من غير نسبتها للسماء، ولكن يقال شرائع سماوية، كما قال تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً} المائدة48.

وأما اختصاص أهل الكتاب عن غيرهم فمن جهة أصول الدين، والاعتقاد فيهم لا فرق بينهم وبين غيرهم، أن يحكم بكفرهم إذا لم يدخلوا في الإسلام، ويُدعون إليه كغيرهم.

ويفترقون عن غيرهم أنه يجب اعتقاد أنهم أتباع كتاب سماوي طالته أيديهم بالتحريف والتبديل، وبُعث لليهود موسى وللنصارى عيسى عليهما السلام كما تقدم بيانه.

ويطلب منهم العدل والتوحيد كغيرهم، ولهم من الحقوق ما لغيرهم في السلم والعهد والأمان، من العدل والبر والإحسان، ولهم ما لغيرهم في حال الحرب، على خلاف عند العلماء في أخذ الجزية من غيرهم كمشركي العرب وبقية الوثنيين.

ويلان معهم في حال دعوتهم بالإحسان والرفق، تأليفاً لقلوبهم؛ لأنهم على علم بنبوة محمد ورسالة الإسلام قبل مبعثه، قال تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ} الأعراف157.

قال تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ} العنكبوت46.

واليهود أشد عداء لأهل الإسلام من النصارى، والنصارى أقربهم مودة، وأكثر دخولاً في الإسلام: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى} المائدة82.

واليهود لا يكاد يدخلون في الإسلام، وقد دخل الإسلام في عصر النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام منهم نفر قليل كعبدالله بن سلام ومخيريق بني النضير، وكبراؤهم فيهم الكبر والأنفة، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لو آمن بي عشرة من اليهود لآمن بي اليهود). رواه البخاري مسلم، ومراده من أعيانهم وكبارهم، هم من يحول بينهم وبين الإسلام.

وهم أشد الملل عناداً واستكباراً ومحاربة للحق، وقتل أهله، والكيد بهم، والتربص بهم، ووضع الحيل، وتسويغ كل وسيلة ولو قبيحة للنيل من الخصوم، وإلحاق الهزيمة بهم، وإهانتهم، وقد ذكر الله جرأتهم بقتل الأنبياء فقال: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ} البقرة61 وقد جاء في بعض الآثار النص على أسماء من قتلوهم كزكريا ويحيى عليهما السلام.

وأما النصارى فكثير جداً، بل لا يخلو يوم إلا ويدخل ناس منهم الإسلام في عصرنا؛ لأن منهم طُلاب حق، والنزاهة فيهم أكثر من اليهود.

ويختص أهل الكتاب عن غيرهم في التعامل:

بإباحة الزواج من نسائهم، وهم مستثنون من قوله تعالى:: {وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ} البقرة221 بقوله تعالى: {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ} المائدة5.

والحكم خاص بنسائهم من دون المشركين، لا أن ينكحوا هم نساء المسلمين بالإجماع عند سائر المذاهب المتبوعة

ويختصون بإباحة ذبائحهم عن غيرهم، فتحل ذبيحة الكتابي ولا تحل ذبيحة بقية المشركين، للآية السابقة.

والخلاف في دية الكتابي عند قتله عمداً معروف فقال بعض الفقهاء إنها كدية المسلم، وهذا ثابت عن بعض الصحابة كعثمان بن عفان رضي الله عنه.

ويختصون بجواز التحديث عنهم من أخبارهم الإسرائيلية، مما يتعلق بالغيبيات وأخبار الأنبياء والأمم السابقين من غير تصديق ولا تكذيب، بخلاف غيرهم، لقوله صلى الله عليه وسلم: "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج".

ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[20 - 04 - 08, 09:23 م]ـ

بارك الله فيكم ..

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير