ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[05 - 05 - 08, 05:26 ص]ـ
وقال بعض السلف: تسامحت بلقمة فتناولتها فأنا اليوم من أربعين سنة إلى خلف.!
جزاك الله خيرا
ـ[أبو أسامة الحربي]ــــــــ[05 - 05 - 08, 11:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم .. جزاكم الله خير الجزاء على ما أفدتم ..
سبحان الله ... يكون الإنسان في عافية تامة .. وحرص على الخير حميد .. وسير إلى الله سديد .. ولا تزال علاقته بربه تترقى .. ونفسه للخير تتمنى ... وتحلى حياته .. ولكن سبحان الله ... باستجابة لنفسه في موضع مزلة قدم ... فإذ به يتردى .. ويحاول الرجوع ولكن هيهات .. الأمر يحتاج إلى وقت آخر طويل .. فما بنيته أخي من صالح أمرك .. فلا تفسده في خلوة أنت سبب حصولها ... وبدنو منزلة عند ربك أنت اخترتها .. تبعاً للذة نفس .. أو هوى قلب .. ثم ماذا؟ ... فاحذر يا محب ... فإن ذلك من الإعراض ..
ومن جميل مقول ابن القيم رحمه الله: ((وإلا فأي قلب يذوق حلاوة معرفة الله ومحبته ثم يركن إلى غيره ويسكن إلى ما سواه هذا ما لا يكون أبدا ..
ومن ذاق شيئا من ذلك – من معرفة الله - وعرف طريقا موصلة إلى الله ثم تركها وأقبل على إرادته وراحاته وشهواته ولذاته وقع في آثار المعاطب ...
وأودع قلبه سجون المضايق.
وعذب في حياته عذابا لم يعذب به أحد من العالمين ..
فحياته عجز وغم وحزن.
وموته كدر وحسرة.
ومعاده أسف وندامة.
قد فرط عليه أمره وشتت عليه شمله وأحضر نفسه الغموم والأحزان ..
فلا لذه الجاهلين ولا راحة العارفين يستغيث فلا يغاث .. ويشتكي فلا يشكى ...
فقد ترحلت أفراحه وسروره مدبرة وأقبلت الآمه وأحزانه وحسراته ..
فقد أبدل بأنسه وحشة .. وبعزه ذلا .. وبغناه فقرا .. وبجمعيته تشتيتا ..
وأبعدوه فلم يظفر بقربهم .. وأبدلوه مكان الأنس إيحاشا ..
ذلك بأنه عرف طريقه إلى الله ثم تركها ناكبا عنها مكبا على وجهه فأبصر ثم عمي وعرف ثم أنكر وأقبل ثم أدبر ودعي فما أجاب وفتح له فولى ظهره الباب قد ترك طريق مولاه وأقبل بكليته على هواه ........... ))
ثم قال: (( ... فواغوثاه ثم واغوثاه بغياث المستغيثين وأرحم الراحمين ..
فمن أعرض عن الله بالكلية أعرض الله عنه بالكلية ...
ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاء والبؤس والبخس في أعماله وأحواله ... وقارنه سوء الحال .. وفساده في دينه ومآله ...
فإن الرب إذا أعرض عن جهة دارت بها النحوس ... وأظلمت أرجاؤها ... وانكسفت أنوارها ... وظهرت عليها وحشة الإعراض .... وصارت مأوى للشياطين ... وهدفا للشرور ... ومصبا للبلاء ...
فالمحروم كل المحروم من عرف طريقا إليه ثم أعرض عنها ... أو وجد بارقة من حبه ثم سلبها ... ولم ينفذ إلى ربه منها ...
خصوصا اذا مال بتلك الإرادة إلى شيء من اللذات ..
وانصرف بجملته إلى تحصيل الأغراض والشهوات ... عاكفا على ذلك في ليله ونهاره ... وغدوه ورواحه ... هابطا من الأوج الأعلى إلى الحضيض الأدنى ...
قد مضت عليه برهة من أوقاته .. وكان همه الله .. وبغيته قربه ورضاه وإيثاره على كل ما سواه ... على ذلك يصبح ويمسي ... ويظل ويضحي ... وكان الله في تلك الحال وليه .. لأنه ولي من تولاه وحبيب من أحبه ووالاه ... فأصبح في سجن الهوى ثاويا ... وفي أسر العدو مقيما ... وفي بئر المعصية ساقطا ... وفي أودية الحيرة والتفرقة هائما ... معرضا عن المطالب العالية إلى الأغراض الخسيسة الفانية ..
كان قلبه يحوم حول العرش فأصبح محبوسا في أسفل الحش ...
فأصبح كالبازي المنتف ريشه ... يرى حسرات كلما طار طائر
وقد كان دهرا في الرياض منعما ... على كل ما يهوى من الصيد قادر
إلى أن أصابته من الدهر نكبة ... إذا هو مقصوص الجناحين حاسر
فيا من ذاق شيئا من معرفة ربه ومحبته ثم أعرض عنها ... واستبدل بغيرها منها ... يا عجبا له بأي شيء تعوض ... ...... .... فيا معرضا عن من حياته الدائمة ونعيمه المقيم ... ويا بائعا سعادته العظمى بالعذاب الأليم ... ويا مسخطا من حياته وراحته وفوزه في رضاه وطالبا رضى من سعادته في إرضاء سواه إنما هي لذة فانية وشهوة منقضية تذهب لذاتها وتبقى تبعاتها فرح ساعة لا شهر وغم سنة بل دهر طعام لذيذ مسموم أوله لذة وآخره هلاك ......... ))
ثم قال – رحمه الله -: (( .... فطوبى لمن أقبل على الله بكليته وعكف عليه بإرادته ومحبته فإن الله يقبل عليه بتوليه ومحبته وعطفه ورحمته وإن الله سبحانه إذا أقبل على عبد استنارت جهاته وأشرقت ساحاته وتنورت ظلماته وظهرت عليه آثار إقباله من بهجة الجلال وآثار الجمال وتوجه إليه أهل الملأ الأعلى بالمحبة والموالاة لأنهم تبع لمولاهم فإذا أحب عبدا أحبوه وإذا والى واليا والوه إذا أحب الله العبد نادى يا جبرائيل إني أحب فلانا فأحبه فينادي جبرائيل في السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يحبه أهل الأرض فيوضع له القبول بينهم ويجعل الله قلوب أوليائه تفد إليه بالود والمحبة والرحمة وناهيك بمن يتوجه إليه مالك الملك ذو الجلال والإكرام بمحبته ويقبل عليه بأنواع كرامته ويلحظه الملأ الأعلى وأهل الأرض بالتبجيل والتكريم وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم)) طريق الهجرتين ... ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=802381#_ftn1))
هذا من جميل المقروء ... وأما المسموع .. :\
فهناك محاضرة بعنوان/ ((مراقبة الله في الخلوة)) للشيخ المربي/ عبد الرحمن بن عايد العايد ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=93) على هذا الرابط:
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=4161
والله أعلم ... وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=802381#_ftnref1)- وهذا فصل جميل لا تخليه من مطالعتك من فترة وأخرى ... وهذا الكتاب بعمومه مع المدارج يحتاج إليه كثيراً السائر إلى الله تعالى ... وليتهما يهذبان تهذيباً يرتقي لمستوى أصليهما ...
¥