تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سيد الشفعاء وصاحب المقام المحمود، وآدمُ فمن دونه تحت لوائه لا يشفع إلا بإذن الله، ولا يشفع ابتداء، بل يأتي فيخر ساجدا، فيحمده بمحامد يعلمه إياها، ثم يقول له: ارفع رأسك وسل تعط واشفع تشفع.، ثم يحد له حدا فيدخلهم الجنة، فكيف بغيره من الأنبياء والأولياء؟.

وهذا الذي ذكرنا لا يخالف فيه أحد من علماء المسلمين، بل قد أجمع عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة وغيرهم ممن سلك سبيلهم ودرج على منهاجهم، وما حدث من سؤال الأنبياء والأولياء من الشفاعة بعد موتهم وتعظيم قبورهم ببناء القباب عليها وإسراجها والصلاة عندها وجعل الصدقة والنذور لها، فكل ذلك من حوادث الأمور التي أخبر بوقوعها النبي صلى الله عليه وسلم أمنه وحذر منها، كما في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم السلعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين وحتى تعبد أقوام من أمتي الأوثان).

وهو صلى الله عليه وسلم حمى جانب التوحيد أعظم حماية، وسد كل طريق موصل إلى الشرك، فنهى أن يجصص القبر ويبنى عليه، كما ثبت في صحيح مسلم من حديث جابر، وثبت فيه لفظ: أنه بعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأمره أن لا يدع قبرا مشرفا إلا سواه. ولذلك قال غير واحد من العلماء: يجب هدم القباب المبنية على القبور، لأنها أُسست على معصية الرسول صلى الله عليه وسلم.

فهذا الذي أوجب الاختلاف بيننا وبين الناس، حتى آل الأمر إلى أن كفرونا وقاتلونا واستحلوا دماءنا وأموالنا، حتى نصرنا الله عليهم وظفرنا بهم، وهو الذي ندعو الناس إليه ونقاتلهم عليه، بعد ما نقيم عليهم الحجة من كتاب الله وسنة رسوله وإجماع السلف الصالح من الأئمة، ممتثلين لقوله تعالى (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) الأنفال (39). فمن لم يجب الدعوة بالحجة والبيان دعوناه بالسيف والسنان، كما قال تعالى، (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) الحديد (25.

وندعو إلى إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم شهر رمضان وحج بيت الله الحرام، ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، ولله عاقبة الأمور.

فهذا ما نعتقده وندين الله به، فمن عمل على ذلك فهم أخونا المسلم، له ما لنا وعليه ما علينا.

ونعتقد أن لأمة محمد صلى الله عليه وسلم لا تجتمع على ضلالة، وأنه لا تزال طائفة من أمته على الحق منصورة، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك. انتهى

أورد هذه الرسالة أحمد بن أبي ضياف في كتابه " إتحاف أهل الزمان بأخبار ملوك تونس وعهد الأمان " في الجزء الثالث ص 60_ 63، ثم قال - بعد ذم وقدح في دعوة الشيخ ابن عبد الوهاب- قال: ولما شاعت هذه الرسالة في القطر التونسي، بعث بها الباي حمودة باشا إلى علماء عصره، وطلب منهم أن يوضحوا للناس الحق، فكتب عليها العلامة المحقق نسيج وحده؟، أبو الفداء إسماعيل التميمي، كتابا مطولا بديعا ... ، وأجاب عنها العلامة المحقق .. أبو حفص عمر بن المفتي العلامة فخر المذهب المالكي أبي الفضل قاسم المحجوب، برسالة بديعة؟ مشتملة على الرد عليه، ... (ثم ذكر الرد) وهو رد فيه من التلبيسات والمغالطات والشركيات ما الله به عليم، ولعل النفس تنشط في الرد عليه، وإنما دفعني لإيراد هذه الرسالة هو أنه وقعت بين يدي رسالة قصيرة غير منسوبة إلى مؤلف، موسومة ب " رسالة علماء تونس إلى الضال الوهابي " اقتبسها صاحبها من كتاب ابن أبي ضياف سالف الذكر، وهذا الفعل يندرج طبعا ضمن محاربة المنهج السلفي الذي بدأ ينتشر في أوساط الناس- بالبلاد التونسية -عموما وفي الشباب خصوصا من أجل تشويه هذه الدعوة وإسقاط رموزها، يقول الناشر المجهول (عينا وحالا): والحق يقال إن انعكاسات دعوة هذا النجدي ظاهرة في مجازر الجزائر ومصر واليمن وغيرها من البلاد الإسلامية، وفي اغتيال من خالفهم وقتل الأطفال والأبرياء، وتفجير الحافلات، وتكفير مخالفيهم وإباحة دمائهم .. ص3_4.

فانظر رحمك الله إلى هذا البهتان العظيم الذي سُيسأل عنه صاحبه يوم القيامة، وكيف جعلوا هذه الدعوة المباركة تساوي الإرهاب والدماء والقتل والتفجير والتكفير والفتن (سبحانك هذا بهتان عظيم). وللحديث تتمة -إن شاء الله-

ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[21 - 04 - 08, 01:44 ص]ـ

جزاك الله خيرا و نفع الله بك

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير