تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث رواه أبو عبدالرحمن المقري عن إسماعيل بن إبراهيم قال: حدثني المثنى بن عمرو عن أبي سنان عن أبي قلابة قال كنت جالساً عند عبدالله بن عمر بن الخطاب إذ قال: لقد تيبع بى الدم يا نافع، فادع لى حجاماً، ولا تجعله شيخاً ولا صبياً، ثم قال: وسمعت رسول الله -?- يقول: ((الحجامة على الريق أمثل، فيها شفاء وبركة، تزيد في العقل، وتزيد في الحفظ)) قال أبي: ليس هذا الحديث بشيء، ليس هو حديث أهل الصدق، إسماعيل والمثنى مجهولان. ()

وقال ابن حبان: شيخ يروي عن أبي سنان ما ليس من حديث الثقات، لا يجوز الاحتجاج به، روى عن أبي سنان عن أبي قلابة قال: كنت عند ابن عمر رضي الله عنهما فقال: لقد تبيَّغ بي الدم يا نافع، ابغ لي حجاماً، ولا تجعله شيخاً ولا شاباً، فإني سمعت رسول الله -?- يقول: ((الحجامة على الريق أمثل، فيها شفاء وبركة، تزيد في العقل والحفظ، من احتجم يوم الخميس والأحد يؤاثم قال: ثم يوم الخميس والثلاثاء فإنه يوم رفع الله فيه عن أيوب البلاء وضربه يوم الأربعاء وليلة الأربعاء، ثم دعا بابن له صغير فقبله واشترط ريقه وقبل زبه! وقال: أما إنا نتوضأ من القبلة فأما من قبَّل مثل هذا فلا؛ لأنها قبلة رحمة ().

وقال أبو حاتم أيضاً: إسماعيل بن إبراهيم مجهول والحديث الذي رواه ليس بشيء.

وأقره ابن الجوزي () والذهبي () والحافظ ابن حجر ().

وقد قال ابن الجوزي عن الحديث: هذا الحديث لا يصح () وأقره المناوي ().

وذكره في الموضوعات ().

وقال ابن حجر: لم يثبت. ()

فظهر مما سبق أن الحديث ضعيف جداً وطرقه كلها واهية والذي يظهر لي أنه موضوع لمنافاته للعقيدة الصحيحة لما يدعو إليه هذا الحديث للتشاؤم بهذه الأيام المنهي عن الحجامة فيها.

والعجيب أن شيخنا الشيخ الألباني رحمه الله حسَّن هذا الحديث بمجموع الطرق ولا أعلم أحداً سبقه إلى ذلك حتى الحاكم المعروف بتساهله لم يصحح الحديث وسبق النقل عن غير واحد من الحفاظ أنه حديث منكر وبعضهم قال: منكر جداً وبعضهم قال: ليس بشيء وبعضهم حكم بوضعه وأورده ابن الجوزي أيضاً في العلل المتناهية.

والناظر في طرقه يتبين له أنها واهية جداً لا ترتقي إلى درجة الحسن أبداً بل يظهر لي أنه حديث موضوع وأكبر دليل عليه – سوى منافاته للأصول- تداول المجهولين والمتروكين لهذا الحديث دون الثقات. والله أعلم.

الحديث الثامن

(165) / حديث: ((من احتجم يوم الأربعاء ويوم السبت فأصابه وضح فلا يلومن إلا نفسه)).

تخريجه:

روي من حديث أبي هريرة وعن سبعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم أبو هريرة وأنس وابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم مرفوعاً وعن علي رضي الله عنه موقوفاً ومن مرسل الزهري ومكحول وسليمان التيمي رحمهم الله.

1/ أما حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

أ/ فرواه البزار في مسنده (3/ 388رقم3022 - كشف الأستار) ومسلم الكجي في سننه-كما في اللآلئ (2/ 341) وابن عدي في الكامل (3/ 251) والحاكم في المستدرك (4/ 409 - 410) والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 340) من طريق سليمان بن أرقم عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه به مرفوعاً.

وقد توبع سليمان بن أرقم:

تابعه: عبد الله بن سمعان والحسن بن الصلت وابن أبي ذئب وسليمان الرقاشي

ب/ أما متابعة عبد الله بن سمعان:

فرواه ابن وهب – كما في التمهيد (24/ 351) - وابن عدي في الكامل (3/ 251،4/ 126) وابن الجوزي في الموضوعات (3/ 502رقم1726) وعلقه البيهقي في السنن الكبرى (9/ 340) والدارقطني في العلل (9/ 381 - 382) من طريق عبد الله بن سمعان عن الزهري عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه به مرفوعاً.

جـ/ وأما متابعة الحسن بن الصلت:

فرواه أبو العباس الأصم في حديثه (ج2رقم 147 - نسخة الشيخ الألباني) -كما في “سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة” (4/ 33) - والديلمي في مسند الفردوس-كما في اللآلئ (2/ 341) - وعلقه البيهقي في السنن الكبرى (9/ 340) من طريق بكر بن سهل الدمياطي عن محمد بن أبي السري عن شعيب بن إسحاق عن الحسن بن الصلت عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه به مرفوعاً.

د/ وأما متابعة ابن أبي ذئب:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير