تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حقوق الأقارب الأموات رحمهم الله وغفر لهم للشيخ محمد المختار الشنقيطي]

ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[23 - 04 - 08, 06:35 ص]ـ

في شرح الشيخ لسنن الترمذي ورد إلى الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي - سلمه الله ورعاه - هذا السؤال:

فضيلة الشيخ-حفظك الله- كما تعلمون-حفظكم الله- أن للقريب على قريبه حقاً عظيماً خصوصاً إذا كان القريب ميتاً وإن بعض الناس يغفل عن هذه الحقوق فهلا تفضلتم بكلمة توجيهية حول هذه الحقوق؟

فأجاب بهذا الجواب المؤثر في النفوس والموقظ لها من الرقدة والسبات:

القريب الميت له حق على قريبه، بل أموات المسلمين عموماً ينتظرون من أحيائهم حقوقاً أن يحفظوها ولا يضيعوها وأن يؤدوها ولا ينسوها، نعم كم من ميت في قبره ينتظر من أخيه المسلم أن يترحم عليه كم من ميت في قبره ينتظر من أخيه المسلم أن يدعو ربه أن يوسع عليه، وقف رسول الله على أموات المسلمين لكي يسن للأمة وللمؤمنين الترحم على أمواتهم لكي يتذكروا وشيجة الإسلام التي بينهم وبين إخوانهم، فكيف إذا كانوا من الأقرباء وقف رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يوماً بعد أن دخل بقيع الغرقد وقال: ((السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لا حقون، يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين، اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم واغفر لنا ولهم)) ثم قال: ((وددت أني رأيت إخواني)) قالوا - يا رسول الله - أولسنا إخوانك؟ قال: ((أنتم أصحابي إنما إخواني الذين يأتون من بعد) يقول: ((وددت أني رأيت إخواني)) يود أن يراكم، والود هو خالص الحب وخالص ما يريده الإنسان مما يشتهيه ويطلبه، انظروا إلى كريم خلقه وإنا والله نشهد الله أننا وددنا لو رأيناه وودنا أننا كنا معه-عليه الصلاة والسلام- نفديه بأرواحنا وأنفسنا-صلوات ربي وسلامه وبركاته عليه إلى يوم الدين-.

فالترحم على أموات المسلمين لا شك أنه حق على الأحياء وأثنى الله عز وجل على من حفظ هذا الحق وزكاه بالخير فقال: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالأِيمَانِ}

يا هذا سل نفسك كم لك من قريبٍ ميتٍ عظم حقه عليك فلم تزره يوماً من الأيام تترحم عليه، وقد كان يخرج في جوف الليل الأظلم إلى القبور يتذكر الآخرة ويترحم على أموات المسلمين، فما بالك بالقريب كم من عم وعمة وكم من خال وخالة بل كم من ابن كم من بنت وكم من أب وكم من أم حنون رحيمة كانت لك ستراً في هذه الدنيا وحسنة ونعمة من الله-جل وعلا- هل تذكرتها هل زرتها وترحمت عليها ووقفت على قبرها وقلت: يا رب عظمت حقوق الوالدين على الولد وها أنا أؤدي بعض حقها على اللهم اغفر لها وارحمها.!!

وقف رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على أبي سلمة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وقد فاضت روحه فسمع الصوت من داخل البيت فقال: ((لا تقولوا إلا خيراً، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون)) ثم قال: ((اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، اللهم أفسح له في قبره ونور له فيه)).

وفىَّ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لأصحابه بعد موتهم فزار شهداء أحد كما في الحديث الصحيح فزارهم قبل موته، تقول أم المؤمنين كالمودع لهم-صلوات الله وسلامه عليه-، فإذا كان هذا في عموم المسلمين يحفظ الإنسان حقوق إخوانه من القرابة، تعود أن تحفظ حقوق الناس حتى أصدقائك وأحبابك وأهل ودك الذين ماتوا وانقضوا تذكرهم برحماتك، من طلاب العلم وأهل الخير والصلاح من إذا تهجد أو صلى أو كان في عبادته يتذكر والديه يتذكر قرابته كيف تنزل الرحمات على الإنسان حينما يبدأ بالحقوق ويبدأ بالأقرب فالأقرب، الرجل يسأل النبي عمن يتصدق؟ فأمره النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن يتصدق على نفسه ثم على القرابة ثم الأقرب فالأقرب أدناك فقال له: ((أختاك وأخاك ثم أدناك أدناك))، فتبدأ في دعائك لنفسك وتسأل الله خير دينك ودنياك وآخرتك ثم يخشع قلبك وتفيض عيناك حينما تتذكر حق الوالدين فتتذكر أمك وتذكر أباك إن كانا حيَّين سألت الله لهم حسن الخاتمة وسألت الله لهم صلاح

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير