[مسائل قال فيها الإمام ابن باز رحمه الله: لا أدري ... الله أعلم.]
ـ[المسيطير]ــــــــ[24 - 04 - 08, 08:54 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم
" لا أدري " كيف أبدأ؟.
" ولا أدري " كيف أكتب؟.
" ولا أدري " ماذا أكتب؟.
" ولا أدري " ماذا أقول عن سماحة الإمام / عبدالعزيز بن باز رحمه الله ... وقد سبق السابقون، وأثنى المثنون ... فلا مزيد على ماذكروا، ولاجديد على ماكتبوا.
" لا أدري" ماذا أكتب عن " لا أدري ".
كان سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - قدوة في علمه، وتعليمه، وأدبه، وأخلاقه، وقوله، وإنصاته، وإجاباته، وسؤاله، وهديه، ودَلْه، وسمته، ورحمته، وصبره، وكرمه، وقوته، وجلده، واتباعه للسنة، وقيامه بالحجة، وأمره بالمعروف، ونهي عن المنكر، وصدعه بالحق بالحكمة والموعظة الحسنة.
ذكر السمعاني رحمه الله وغيره: أن مجلس الإمام أحمد رحمه الله كان يحضره خمسة آلاف، قال الناقل: "فكان خمسمائة يكتبون، والباقي يستمدون من سمته وخلقه وأدبه ".
وقال أبوبكر المطوعي رحمه الله: " حضرت مجلس أبي عبدالله - وهو يقرئ أبناءه المسند - اثنتي عشر سنة، ولم أكن أكتب، إنما أنظر إلى أدبه وخُلقه ". (سير أعلام النبلاء 11/ 316)." معالم في طريق طلب العلم".
كان مجالسه ودروسه - رحمه الله - تحفها سكينة وطمأنينة وراحة؛ يشعر بها من حضرها.
لا أبالغ إن قلت إن عينيك لا تملُّ من النظر إليه، والتأثر بنور وجهه، وصدق كلماته، وقبول قوله، ونصحه، وتوجيهه .... دون أن يكون في صدرك أدنى أدنى أدنى حرج من صدقه.
مما أذكره أن الدرس كان يبدأ بعد الفجر إلى الساعة الثامنة أو التاسعة ولا تلحظ على سماحة الشيخ أي تغير في الطرح، أو تضجر من الأسئلة، أو تململ من الوضع .... مع كثرة مشاغله، وكبر سنه، وقلة نومه، وعمله في مصالح المسلمين طوال يومه.
أشعرُ - إذا جلسَ في مجلس العلم - أن كل جزء من جسده يستلذُ طعمَ العلم ويأنسُ به.
قد يتكلم عن أركان الإسلام وأنها خمسة! ... ثم يعددها!، ويقول:
وأركان الإسلام خمسة: الشهادتان، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام.
ثم يقول: والصلوات المفروضة خمس! ... الفجر ركعتان، والظهر أربع ركعات، والعصر أربع ركعات، والمغرب ثلاث ركعات، والعشاء أربع ركعات.
كلماتٌ يسيرةٌ معروفةٌ .... لكن - والله وتالله وبالله - إن لها لذة وتأثر لا يعدلهما شيء!.
الشاهد:
أن من المواقف المؤثرة في دروسه رحمه الله:
عدم تردده أو تأخره - إذا سُئل عن مسألة - أن يقول فيها:
لا أدري ...
الله أعلم ...
المسألة تحتاج مزيد بحث ....
تحتاج تأمل ....
اكتبوا لنا حتى نتدارسها في مجلس كبار العلماء.
شيخ الإسلام والمسلمين في زمانه يقول في بعض المسائل التي لو طرحت على بعض صغار الطلبة لأجاب عنها وفصل فيها قبل أن ينتهي السائل من سؤاله!!.
كنتُ في حلقة أحد المشايخ، فسألَ سؤالا، وطلب من الطلبة الجواب عليه، فرفع بعض الطلاب أيديهم، وكلٌ أدلى بدلوه، وطرحَ رأيه بدليل في حين، وبدونه في أحايين كثيرة.
فصمت الشيخ قليلا .... ثم تبسم وقال:
هل تصدقون؟!! .... هذه المسألة طُرحت على سماحة الشيخ في درس الأمس، فقال: لا أدري ... الله أعلم!.
فكانت هذه اللفتة تساوي الدرس كله .... ولا تزال تجلجل في رأسي منذ سمعتها قبل ما يقارب الـ (16) سنة ... والكتاب بين يدي.
سألته مرة في مجلس عن مسألة الإيجار المنتهي بالتمليك، فقال رحمه الله: لم تنتهي اللجنة من دراستها، فقلت له: رأيكم حفظكم الله، فتبسم وقال: انتظر فتوى اللجنة.
فقلت في نفسي: هذه المسألة بُتَّ فيها من صغار الطلبة قبل كبارهم - جوازا وتحريما -!!، وأنتم ياشيخ تتنظر فتوى اللجنة!! ... لله دركم.
رحمه الله رحمة واسعة.
وفي هذا الموضوع سأطرح بعض المسائل التي قال عنها سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله -: لا أدري ... الله أعلم.
وقد استقيتها مما يلي:
1 - بعض كتب طلاب الشيخ رحمه الله: وكنت أكتب أثناء القراءة فيها - على غلاف الكتاب من الداخل -: المسائل المهمة، واللفتات العلمية، والتنبيهات التربوية، وأكتب أمام بعضها مما يلزم الإفادة به لإخواني: يُكتب في الملتقى ... ومن أبرزها:
- مسائل الإمام ابن باز رحمه الله تعالى: للشيخ المبارك عبدالله بن مانع العتيبي حفظه الله.
- سؤالات أبي عمر السدحان للإمام ابن باز رحمه الله تعالى: للشيخ الدكتور / عبدالعزيز السدحان حفظه الله.
- اللقاءات العلمية مع سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: للشيخ الدكتور: عبدالله الطيار حفظه الله.
- الإنجاز في ترجمة الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله: للشيخ عبدالرحمن الرحمة.
- الفوائد الجلية من دروس الشيخ ابن باز العلمية: للشيخ علي بن مفرح الزهراني.
- فوائد من دروس سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله للدكتور: صالح بن غرم الله الغامدي.
- الإمام ابن باز - دروس ومواقف وعبر: للشيخ الدكتور: عبدالعزيز السدحان.
- غيرها.
2 - ماتمت كتابته في دروس الشيخ رحمه الله.
3 - بعض الأشرطة المسموعة: وكنت أكتبها نصا من الشيخ رحمه الله في دفتر خاص في السيارة أو في الهاتف الجوال، ثم أفرغها.
وفي كل مسألة سأطرح المرجع - بإذن الله -.
وستكون متفرقة حسب التيسير ... أسأل الله التيسير.
والمقصد من الموضوع ظاهر جلي لمن كان له قلب.
أسأل الله أن يصلح قلوبنا.
¥