الجواب: التلقيح الصناعي يقال: إنه يؤخذ ماء الرجل ويوضع في رحم المرأة عن طريق أنابيب (إبرة) وهذه المسألة خطيرة جداً، ومن الذي يأمن الطبيب أن يلقي نطفة في رحم زوجة أخرى؟ ولهذا نرى سد الباب، ولا نفتي به إلا في قضية معينة بحيث نعرف الرجل والمرأة والطبيب، وأما فتح الباب فيخشى منه الشر. وليست المسألة هينة؛ لأنه لو حصل فيها غش لزم إدخال نسب في نسب وصارت الفوضى في الأنساب، وهذا مما يحرمه الشرع، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا توطأ ذات حمل حتى تضع) فأنا لا أفتي في ذلك، اللهم إلا أن ترد إلي قضية معينة أعرف فيها الزوج والمرأة والطبيب. اهـ، وراجع الشرح الممتع على زاد المستقنع (13/ 328)
لا يفتي ابن عثيمين في المسائل الدقيقة العظيمة بإطلاق:
قال في لقاء الباب المفتوح [213] الخميس هو التاسع والعشرون من شهر جماد الأولى عام (1420هـ).
السؤال: تحديد محل النزاع في مسألة الطلاق الثلاث بكلمة واحدة, هل هو المقصود به أن يقول: أنتِ طالق ثلاثاً أو أن يكون أنتِ طالق .. طالق .. طالق؟!
الجواب: هذه المسألة لا يمكن أن نفتي بها هكذا, إذا وقعت عليك قضية معينة فاستفت.
- السائل: يا شيخ من ناحية التعليم، أنا أريد أن أتعلم؟
- الشيخ: لا, لأن الذي عندك الآن طلبة علم وعوام, اسمح لي أن أقول هكذا, وهذه المسائل الدقيقة لا يفتى بها علناً, يعني بعض العلماء كانوا يفتون بها سراً, حتى المجد ابن تيمية رحمه الله جد شيخ الإسلام كان يفتي أن الثلاث واحدة لكن سراً, فالمسائل العظيمة هذه لا يطلق الباب هكذا! ألم تعلم الآن لما فتح الباب بأن الطلاق قد يقع موقع اليمين صار العالم الآن لا تبالي, كل الذي يقول: إن ذهبتِ إلى فلانة، فأنتِ طالق مع أن المسألة تافهة, مع أن الأئمة الأربعة كلهم وجمهور الأمة على أن هذا طلاق ولو قصد اليمين, فالآن تجرأ الناس, يعني أنا أكاد أقول: إني أفتي بأن الطلاق الثلاث واقع, لأني رأيت الناس تتايعوا فيه, و عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما أوقعه إلا حين كثر في الناس, ففي هذه المسائل لا يفتح الباب هكذا, إذا كان لك مناقشة فبيني وبينك إن شاء الله.
لا يفتي ابن عثيمين لما تترتب على الفتوى من مفاسد:
قال رحمه الله تعالى: وأما الرقص من النساء فهو قبيح لا نفتي بجوازه لما بلغنا من الأحداث التي بين النساء بسببه، وأما إن كان من الرجال فهو أقبح، وهو من تشبه الرجال بالنساء ولا يخفى ما فيه، وأما إن كان من الرجال والنساء مختلطين كما يفعله بعض السفهاء فهو أعظم وأقبح لما فيه من الاختلاط والفتنة العظيمة لاسيما وأن المناسبة مناسبة نكاح ونشوة عرس. مجموع مؤلفات العثيمين – مجموعة أسئلة تهم المرأة (7/ 495)
وقال رحمه الله تعالى أيضاً كما في لقاءات الباب المفتوح [162] الخميس الثالث عشر من شهر ربيع الأول عام (1418هـ).
السؤال: فضيلة الشيخ! ما حكم إبطال السحر بالسحر؟
وما الحكم إذا أخبر الكاهن علم الغيب النسبي، مثلاً: سرق شيئاً وأخبر به الكاهن، بعض الناس يعرفون وبعض الناس لا يعرفون؟
الجواب: أما الأول وهو حل السحر بالسحر فلا يجوز؛ لأن هذا يؤدي إلى انتشار السحر، إذ أن الإنسان الذي يحل السحر بالسحر لا بد أن يعطى على هذا جائزة وأموال كثيرة، فيفضي إلى تعلم الناس السحر من أجل أن ينقضوه، وهذه مفسدة عظيمة، لو قدر أن المسحور مات فالضرر هنا فردي، لكن كثرة السحرة ضرر عظيم على الأمة، فلا يجوز أن ينقض السحر بالسحر، لكن بعض العلماء قال: إذا كان هناك ضرورة بحيث ندرس كل حالةٍ وحدها فقد يرخص في ذلك، وعلل هذا بأن السحر ضرر وإزالة الضرر لا بأس به. ولهذا سئل ابن المسيب رحمه الله: عن رجلٍ لا يستطيع أن يجامع زوجته فيه سحر، هل يؤخذ عنه أو ينشط؟ قال: لا بأس إنما يريدان بذلك الإصلاح، نقله الشيخ/ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتاب التوحيد، لكننا لا نفتي بذلك كما قلت لك في هذا ضرر عظيم، وربما يتفق السحرة فيقوم أحدهم بالسحر، والآخر بفكه، وبينهم اتفاق. الكاهن كما قلت لك قبل قليل سمعت ماذا قلنا عن مغيبات المستقبل، أما الذي يخبر عن شيء وقع لكنه غائبٌ عنه فهذا يسمى عرافاً، لكنه ينظر ما السبب أنه علم بمكان المسروق، أو أن الذي سرق فلان ما هو السبب؟ يقول مثلاً: إن عنده جنياً؛ فليخبرنا: ما علاقة هذا الرجل الذي أخبره
¥