[مختصر في بيان حقائق عن توسعة المسعى, للشيخ عبد الله بن مانع.]
ـ[مكتب الشيخ عبد الله بن مانع]ــــــــ[24 - 04 - 08, 04:10 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد:
فهذه حقائق أبينها لمن يطلع عليها من المسلمين, سواءً كانوا علماءً أو حكاماً أو طلاب علم أو عامة الناس, عسى الله أن ينفع بها من شاء ..
وهذه الحقائق تتعلق بالمسعى والصفا والمروة وما يلحق بذلك, فأقول وبالله التوفيق:
1) ثبت في الصحيحين من حديث الأعمش عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال؛ لما نزلت هذه الآيه {وأنذر عشيرتك الأقربين} الشعراء214،ورهطك منهم المخلصين (1) خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا فهتف: ياصباحاه!؛فقالوا: من هذا الذي يهتف؟ قالوا: محمد, فاجتمعوا إليه فقال: يا بني فلان! يا بني فلان .......... إلى أن قال: أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلاً تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقيّ؟ قالوا: ما جربنا عليك كذباً, قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد, قال: فقال أبو لهب: تباً لك ألهذا جمعتنا؟ ثم قام فنزلت هذه السورة: {تبت يدا أبي لهب وقد تب} كذا قرأ الأعمش إلى آخر السورة. ا.هـ, وجاء من حديث عائشة وأبي هريرة, ووجه الإستدلال من هذا عظم جبل الصفا وكبره وارتفاعه، والصفا في الأصل هو الحجر الأملس، وهو الجبل المعروف بمكة في أصل أبي قبيس, وهو طرفه مما يلي البيت متصل به, والسفح قيل: هو أصل الجبل, وقيل: عرضه، وشاهده على اتساع الجبل ظاهر, حتى بلغ أن يكون بسفحه عدواً وخيلاً تحتاج إلى نذير لم تُشَاهد لمن هم أسفل في الوادي أو جهة البيت, فإن البيت في مطمئن من الأرض.
2) أخرج مسلم في صحيحه من طريق ثابت البناني عن عبد الله بن رباح عن أبي هريرة قال: وفدت وفود إلى معاوية، وذلك في رمضان ..... إلى أن قال: يا معشر الأنصار, فذكر فتح مكة فقال: أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قدم مكة فبعث الزبير على إحدى المجنبتين، وبعث خالداً إلى المجنبة الأخرى, إلى أن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ترون إلى أوباش قريش وأتباعهم", ثم قال بيديه إحداهما على الأخرى, ثم قال: "حتى توافوني على الصفا", وفي لفظ: ثم قال بيديه إحداهما على الأخرى: "احصدوهم حصداً".
وجه الإستدلال:
مواعدة النبي صلى الله عليه وسلم كتائب الجيش من الأنصار على الصفا، وهذا يدل على اتساع الصفا وكبره, وأن هذا معلوم لهم حتى صار محلاً للإجتماع، واختياره عليه الصلاة والسلام لهذا المكان لعلوِّه واستوائه, وهذا مكان مناسب في مثل هذه الظروف الحربية.
3) أنه قد اشتهر وجود أبنية على الصفا في قديم الدهر وحديثه, والعلم بهذا ظاهر, كدار الأرقم بن أبي الأرقم وغيرها، وأما من ذكر أنه ابتنى داراً على الصفا فهذا لا يكاد يحصر.
4) اشتهر وجود أبنية كثيرة في محل السعي بين الصفا والمروة, والعلم بهذا ظاهر لمن تأمل أدنى تواريخ لمكة حرسها الله, مع توفر مكان كاف للسعي لم يضايق السعاة.
5) وجود أسواق بين الصفا والمروة يتبايع الناس فيها شتى السلع, والعلم بهذا ظاهر لمن طالع أدنى تاريخ لمكة حرسها الله, مع توفر مكان للسعاة, وتواجد العلماء والغيورين على المحارم دون نكير,
ومن اللطائف ماكان يفعله معوضة الفقير من دفع الباعة عن الساعين توسعةً للمسعى, انظره في الضوء اللامع للسخاوي (10/ 164) وقصصه في الإحتساب رحمه الله.
6) ما انحدر من جبل الصفا وسال من جميع أطرافه هو صفا له حكمه كما اتفق العلماء على أن ما يلي منى من الجبال من منى, يوضحه الوجه الذي يليه.
7) أن الخليفه المهدي أخر المسعى وكان شارعاً في المسجد, فأزاحه شرقاً توسعةً للمسجد, وكان المسعى قريباً من البيت, وكان المسعى في موضع المسجد الحرام اليوم (2) , وفي هذا فوائد:
- ضخامة وامتداد جبل الصفا، ويترتب عليه عرض المسعى فقلص المهدي من عرضه.
- ضخامة وامتداد جبل المروة, وهي في أصل قعيقعان، ويترتب عليه عرض المسعى ضرورةً أيضاً من الجانبين (3).
¥