تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلنا هذا سؤال لا يصح طرحه لأنه لا يجوز للمسلم أن يعلق أمله ورجاءه باعتقاد في قدرته الذاتية وثقة فيها، وانما يثق في ربه الذي خلقه وفطره عز وجل، وفي أن الله لن يخذله ولن يقدر له الا الخير ان كان أهلا لذلك! كن عليما بقدر نفسك وحدود قدراتك وما تجيده وما لا تجيده، فهذا واجب حتى لا تظلم نفسك والمسلمين بتبوؤ مكان ليس لك! أما الثقة والتوكل والاعتماد على القدرة فلا يكون متجها الا الى الله عز وجل وحده لا شريك له! فكيف يجيب هؤلاء عن هذا السؤال؟؟

- كيف تحسن التعامل مع الآخرين من حولك؟

قلت بالخضوع التام لسنة وهدي سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ولا سبيل لك الى هذا المطلب الا سبيله صلى الله عليه وسلم! فهل أنت مسلم لله أم لغيره؟

- كيف تحقق الرضا التام بعملك وبشخصيتك؟

الرضا بما كتبه الله للعبد من الرزق وتحقيق القناعة به لا يكون من سبيل الا سبيل محمد صلى الله عليه وسلم، وأما الرضا "بشخصيتك" فالذي يرضى بنفسه ويفرح بها هذا على شفا هلكة!!

- هل تفتقر الى معنى أو غاية أو هدف للعمل؟

قلت ان لم تكن مسلما فقطعا أنت تتفتقر الى معنى أو غاية أو هدف للعمل، أي عمل، بل لحياتك كلها، فكن مسلما أو كن ضالا كما الأنعام يسوقك كل ناعق حيثما يريد!!

- هل تريد رفع مستوى معيشتك وتحصيل المزيد من المال؟

قلت هل تريد أن تجلس أنت في مكان رب العالمين توزع أرزاق الناس كما يحلو لك؟؟! يا هذا ان كنت متخصصا في مجال من المجالات العملية (كمجال التجارة مثلا) وكانت عندك نصائح للتجار للدعاية أو لدراسة الجدوى أو نحو ذلك ليرفعوا بها أداءهم فاعقد لهم دورات في التجارة ولا بأس، علمهم فيها ما عندك من الخبرة مما لم يكن فيه محظور، هذا خير. أما أن تجمع عموم البشر من حولك وتقول لهم تعالوا أعلمكم قواعد ان طبقتموها على حياتكم في أي مجال كنتم تعملون أيا كان، حققت لكم مزيد نجاح وكانت سببا في جلب مزيد من الرزق اليكم، فاخسأ وارجع الى الأوثان التي كنت تعبدها، لعلها توحي اليك بكلام جديد!

- لا تدري كيف تنظم وقتك وحياتك؟

قلت النظام والترتيب يمن الله به على من فقه دينه فقها صحيحا، وسبيل ذلك مبثوثة في نصوص الاسلام، ولا يزال المسلمون – المحسنون العالمون منهم – يبدعون ويحسنون تنظيم أوقاتهم ويرتبون أولويات العمل على بصيرة من ربهم وبركة منه في أوقاتهم قد حرمها هؤلاء النعاج بكفرهم! فلا يغرنكم حرصهم على الالتزام بما يضع بعضهم لبعض من النظم في بلادهم، فالانسان لا يعمل الا راغبا أو راهبا أو كليهما ... فهم يرغبون الدنيا ويرهبون زوالها، ويجدون في الأرض ما يوعدون! اما نحن فقلة منا اليوم الذين فقهوا دينهم ورغبوا فيما عند الله خالصا ورهبوا عذابه خالصا فأحسنوا العمل في كل شيء، فانا لله وانا اليه راجعون. ان نجاح أي نظام عملي دنيوي له أسباب دنيوية يجب الأخذ بها في سياق شروط انجاح ذلك النظام، منها حسن التخطيط والترتيب والتنسيق! وتنظيم الوقت لا يحتاج الى (تنمية بشرية) وانما الى عقل مرتب منظم، قائم قياما كاملا على حكمة وهدي الاسلام!! فأفيقوا عباد الله وارجعوا الى صوابكم قبل فوات الأوان!

- لا تدري كيف تحسن علاقتك بأولادك؟

- لا تحسن التعامل مع رئيسك في العمل ومرؤوسيك؟

قلت فاسمع الى قال الله وقال الرسول وتزود من زاد الوحي اذا! فنور الحق والوحي يكفيك!

اعلم يا عبد الله أنه من لم يكفه هدي الاسلام لصلاح نفسه وحياته فوالله ما عرف الاسلام ووالله لا يصلحه شيء سواه!!

فدع عنك هذا الغثاء وارجع الى هدي الله المستقيم الذي لا صلاح ولا فلاح الا به.

ان من المسلمين – بل أكثر المسلمين اليوم ولا حول ولا قوة الا بالله – من اذا سمع قال الله وقال رسول الله، مر على الكلام مر الكرام! واذا ما قلت له قال الدكتور روبنسون من جامعة ويست فيرجينيا أو البروفيسور ميكلسون من نورث كارولاينا، أنصت وانتبه وانشرح قلبه ونزل الكلام عليه وكأنه وحي السماء!!!

قال تعالى ((وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ)) [الزمر: 45]

نسأل الله العافية!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير