تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يقول الرجل (من المصدر السابق): " خرج شاب عصبي سافر للدراسة بالخارج وسكن في "موتيل" صغير ملك زوجان عجوزان .... كان يعامل الناس بخشونة .. ولا يحس بالأمان تجاه أي شخص .. وبعد فترة يصاب بحادث ويدخل المستشفى ويجد الزوجين حوله وجيرانه يزورونه .. ويودونه .. فتوقف لحظة وعلم أن هناك اعتقاد خاطئ وهو ربط معاملة الناس بالألم .. وبعد ذلك تغير ... وبدأ يبادلهم الحب والود .. وحين جاء موعد السفر حزم جميع أمتعته .. وحزن الكل لأنه سيتركهم .. قالت له العجوز أأخذت جميع حقائبك؟ قال: نعم، قالت: ولكن بقي حقيبتين لن تستطيع أخذهما معك:حبك لنا وتأثيرك فينا .. وحبنا لك وتأثيرنا فيك .. "

قلت ما شاء الله! لعل بعض الذي يسمع هذا الكلام لا يملك الا أن يبكي تأثرا!! أرأيتم كيف يكون اصلاح نفوس الناس وتحسين أخلاقهم ومعاملاتهم؟! دعكم من هدي النبوة والسيرة وأعمال القلوب وفقه المعاملات وعقائد الاسلام في الغيب، دعكم من هذا كله! ها قد جاء علاجكم الذي طالما انتظرتموه يا مساكين!!

ويقول في شريط له بعنوان "قوة الاعتقاد" كما أورده مفرغه بتصرف واختصار (من المصدر السابق أيضا):

" في أسبوع عدم التدخين في إحدى البلاد:جاء للدكتور ابراهيم ... مدخن (82عاما)

يقول أنا جربت كل شيء حتى أمتنع عن التدخين ... ولكن لا شيء يفيد ..

فسأله الدكتور ابراهيم: ماذا تفعل طوال يومك؟

.. فقال:لا شيء سوى التدخين، والجلوس أمام الكومبيوتر والتدخين ..

فقال له الدكتور ابراهيم لن أمنعك عن التدخين ... أقول لك دخن، نعم دخن ولكن تنفس كل يوم خمس دقائق وتمشى خمس دقائق ... ثم بدأ الدكتور يضيف إلى نشاطاته شيئا جديدا في كل مرة يتصل به فيها ..

ثم سأله مره: هل تعلم أن هذا الدخان قد يقتل زوجتك لأنها تدخن معك؟ فانزعج الرجل ..

فطلب الدكتور منه أن يحدد أماكن التدخين .. ففعل وبعد فترة أتى إلى الدكتور وقد ترك التدخين نهائيا.

لجأ الدكتور ابراهيم إلى زيادة نشاطاته وابعاد تركيزة عن التدخين ... و تحطيم الروابط القديمة المرتبطة بالتدخين ... لتحل محلها روابط أخرى ... فغير اعتقاده عن التدخين.

*الناس حين يريدون اقتلاع عادة سيئة غالبا ما يتعاملون مع مستوى السلوك (والسلوك هو ثمرة الاعتقاد) فلو تعاملوا مع الاعتقاد مباشرة لكان ذلك أنجع .. " أ. هـ

قلت أبشروا يا اخوة فقد اكتشف الرجل هو وسادته الذين تتلمذ على أيديهم، أن التعامل مع الاعتقاد عند النصيحة والاصلاح - ولن أقول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأنه في الغالب ما سمع شيئا بهذا المعنى من قبل في حياته!! – يكون أمضى أثرا وأنجع من التعامل على مستوى السلوك! (ولا تسل ما معنى محاولة اقتلاع عادة على مستوى السلوك .. المعنى في بطن الكاتب!)

اكتشف أن تغيير اعتقاد الانسان بشأن الأمر الفاسد هو سبيل حمله على الاقلاع عنه!! رحماك يا رب الأرض والسماء!! كأن الله ما أنزل شيئا قط من السماء! هذا مبدأ من البداهة أصلا بحيث لا يحتاج الى تقرير! وهو أصل منهج الاسلام في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واصلاح القلوب والدعوة، أنه لا يطهر قصد الانسان ولا يعمل باخلاص وارادة صحيحة الا اذا ما رسخت الرغبة والرهبة والمحبة وأركان الايمان جميعا في قلبه! ولكن ما أدراهم هؤلاء بهذا الكلام!! لقد كان أساتذته الذين تلقوا عنهم يبحثون في حيرة حتى اكتشفوا هذا المعنى، ففرحوا به وبدأوا تطبيقه على الناس!!

وانظروا اليه اذ علم هذه الحقيقة، فما المعتقد الذي يريد غرسه في قلب المدخن حتى يعينه على الاقلاع عن التدخين! دع عنك حقيقة أنه لم يدعه الى التوحيد، فهذا أمر لا علاقة له به ولا يعنيه كما هو واضح! الرجل معني "بالسلوك الانساني" يا اخوة! فما علاقة التوحيد بالسلوك الانساني؟؟! بل ما علاقة الدين بأي شيء أصلا؟؟! الله المستعان!

فبعيدا عن التوحيد، وعن الايمان باليوم الآخر، والوعظ والترهيب من أثر المعصية ومن فجأة لقاء الله وعدم أمن مكره سبحانه وتعالى، والتحذير من تسويف التوبة، والاتيان بالأدلة والآيات الباهرات في الوعد والوعيد، وغير ذلك مما تعلمنا في هدي نبينا صلى الله عليه وسلم، بدأ بأن قال له: دخن! نعم دخن، ولكن خذ خمس دقائق بلا تدخين في كل يوم!! ثم بعد ذلك اجعلها عشرة دقائق! ثم ... !!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير