تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وانتبهوا معاشر العلماء وطلبة العلم فالخطب خطير والفتنة كبيرة والله! هذا الرجل (مصطفى الفقي) وأمثاله يبثون كلامهم في كثير من شباب المسلمين ويصرفون وجوه الناس اليهم، ويجدون اقبالا منقطع النظير! هذه ثغرة خطيرة يغفل الأكثرون عنها! المسألة ليست مجرد أشرطة وكتب تافهة تنهال علينا من هنا وهناك (كيف تكون ناجحا في حياتك) (كيف تنظم وقتك) (كيف ترتب عقلك) (كيف كذا وكذا)!! لقد توهم الكثيرون من طلبة العلم والدعاة أن الأمر أهون وأتفه من أن يتصدى أحد للتحذير منه، ولكن ليس كذلك والله! بل الخطب أكبر من هذا بكثير! انه سحب تدريجي للبساط من تحت عقيدة الاسلام وتعاليم المرسلين في قلوب المسلمين!! سيما اذا ما تلون في لون يدخل به على فئام من شباب الصحوة الذين يحسبون عليها، ولا حول ولا قوة الا بالله! انه دين جديد بعقائد ومعاملات بل وطقوس وعبادات، يبث في الناس تحت شعار (التنمية البشرية وتطوير الذات) وأنتم عنه غالفون!!

البرمجة العصبية

عباد الله، ان الخطاب يظهر من عنوانه كما يقولون، انظروا الى الاسم الذي اختاره القوم لهذه الممارسة (البرمجة العصبية) أي أنهم "يبرمجون" الانسان ويغسلون عقله، فهل هذا أمر يقبله مسلم يتبع محمدا صلى الله عليه وسلم امام الحكمة وسيد الأولين والآخرين؟ يذهب الى "معالج" معتمد من كذا وكذا، ويقول له أنا فاشل فبرمجني حتى أكون انسانا ناجحا؟؟ برمجني؟؟ سبحان الله! ما هذا الكلام؟! ألا يستحيون؟؟

ان مجرد الذهاب الى واحد من هؤلاء الدجالين، مع تحقق العقيدة في أن ما سيعلمه الرجل لك أو سيمليه عليك أو سيحدثك به أو سيجربه معك سيكون سببا في نجاحك الخارق كما يروجون ويزعمون! هو خارق بالفعل، ولكنه خارق للتوحيد، بل وهو من الشرك!

أتدري لماذا أيها الأخ الحبيب؟ لأنهم لا يزعمون أنهم يعلمونك كيف تنجح في صنعة ما ينقلون اليك خبرتهم فيها – مثلا – أو يدربونك على ممارستها بالأسباب المعتادة، وانما يزعمون أن عندهم ما ان تلقيته منهم ومارسته، وأخضعت عقلك لهم من أجله، نجحت في اخراج طاقة غيبية كامنة في نفسك كنت تجهلها، تسبب لك النجاح في حياتك كلها وتحررك مما كان من قبل سببا في تعطلك وفشلك! فالذي يزعمونه ليس العلاج للمريض بحق أو بباطل وانما هو دعوة الخلق جميعا الى تحقيق نتائج مذهلة من النجاح والنبوغ في كل شيء لكل من يأتيهم ويتلقى منهم، بسبب غيبي يلبسه الشيطان عليهم!!

ولهذا يسميها القائمون عليها بالتنمية البشرية أو "تنمية الانسان"!! فهو في نظرهم قاصر عاجز مهما عمل ما دام لم يتوصل الى تنمية ذاته باخراج كوامن النفس والطاقات والقدرات الجبارة التي يغفل عنها في نفسه!!

فهل – بالعقل المجرد – يتحقق هذا الكلام الا بغرس معتقدات غيبية مخصوصة في الناس، واشراب قلوبهم بها، واستدراجهم اليها وتعليق حياتهم بها؟؟ وهل يدخل الشيطان ويأتي الشرك الا من هذا الباب؟ ما هذه المعتقدات ومن أين جاءت، وان كانت عقائد عامة ليس فيها جانب غيبي كما يدعون وانما تتعلق بسلوك البشر وتصنع منهم عمالقة وتوقظ فيهم (العملاق النائم) وما الى ذلك – على حد زعم القائمين عليها – فأين هي من عقيدة المسلمين، وهل جاء هؤلاء بما قصرت عنه عقيدة الاسلام في تحقيق علو الهمة للناس في الحق وبالحق؟ هل أتاهم وحي جديد بما تصلح به نفوس البشر، قصر عنه وحي نبينا أم ماذا؟؟!

كيف نجح الصحابة الأولون رضي الله عنهم وأرضاهم وكيف صاروا من قبلكم عمالقة أفذاذا، عمادا لأمة الاسلام أعلاما ضربت على جبين التاريخ بأختام من نور؟؟ هل احتاجوا الى "التنمية البشرية" وما شاكلها من الوهم والخرافة والدجل الوثني، أو "برمجهم" مختص في البرمجة العصبية المزعومة، أو نومهم المنومون ومارسوا عليهم التنويم (الايحائي)، أم أنهم اتبعوا هدي رسولنا صلى الله عليه وسلم خير ما يكون الاتباع، فكانوا بذلك على خير ما يكون عليه الرجل العاقل الحكيم من بني آدم على هذه الأرض؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير