"دورات أفكار إبداعية لحفظ القرآن هي من دورات البرمجة اللغوية العصبية وتأخذ حكمها المبين في الموقع من أقوال أهل العلم، بل هي أشد منها باطلا لما فيها من صرف الناس عن هدي الرسول والسلف الصالح في حفظ القرآن المبني على التدبر والفهم إلى ما يدعى من الحفظ السريع بمهارة التنفس واللاواعي وقد اختبرت شخصياً أعداد ممن ظنوا أنهم استفادوا وتبين لهم أنهم إنما صرفوا عن السنة إلى البدعة وعن الافتقار لله والدعاء إلى الثقة بالنفس والقدرات وغير ذلك، والمدرب كان من المحاضرين في معهد **** وقت ما كان يدرس القراءات التي لم يعد لها وقتاُ في جدول دورات البرمجة على ما يبدو ... والله المستعان ".
قلت والله انها لفتنة أن يدخل هذا الكلام الى قلوب الملتزمين من باب شدة حرصهم على حفظ كتاب الله! اللهم اعصم كتابك وحملته والملتزمين من أبواب الشر جميعا يا رب العالمين. والمشكلة أن كثيرا من أوراق تلك الدورات والتي تنشر على الناس تكتب بصورة موهمة يملأها ما ظاهره التوكل على الله وسلامة المعتقد وما الى ذلك، فان قرأها عالم بدون الاطلاع على تفاصيل ما يقال في تلك الدورات نفسها وما يتدرب المتدربون عليه حقيقة، فانه قد ينخدع ويفتي بجوازها بل وربما باستبابها لغلبة الخير المرتجى منها في نظره على أي شر أو ضرر، فالذي يظهر له غالبا أنه لا ضرر أصلا! وهذا هو عين الخطر والتلبيس الذي يقع فيه الملتزمون!
وأحيانا يكون الأمر خاليا بالفعل من مناهج البرمجة وخرافاتها، وانما يكون منهجا مكثفا للحفظ في اجازة الصيف يجتمع عليه بعض الاخوة في مسجدهم فيما بينهم، كهذا المنهج الذي نشرته احدى الأخوات في أحد المنتديات
(( http://www.3roos.com/forums/133/t88482.html تقول:
" هنا ساضع لكم برنامجا للحفظ ... كما قلت مسبقاً خلال شهرين فقط في اجازة الصيف) والطرق يا اخوة كثيرة في الحفظ وكما قلت مسبقا انّ هذه الطريقة مجربة وقد جربتها وابشركم قد اتممت الحفظ ولله الحمد. وحتى تنجح هذه الطريقة نطبق الشروط التالية:
1 - الله .. الله بالاخلاص
2 - العزيمة القوية الصادقة
3 - ان لايكون الحافظ لوحده بل يكون معه اصدقاء يساندونه ويساعدونه على ذللك (واقترح من خلال هذا المنتدى نترابط فنقسم مجموعات وكل مجموعة تتسال اخر اليوم عن الحفظ ......... وهكذا
4 - أن يكون المسِمع يضبط تلاوة القرءان
والبرنامج هناك (تعني في المقرأة) مراتب المرتبة الاولى حفظ القرءان كاملا والثانية عشرون جزء والثالثة10 اجزاء والرابعة5 اجزاء
المرتبة الاولى (حفظ القرءان كاملا ... ً
والخطة كالتالي
الحفظ: يومياً عشر أوجه ويستخدم مع الحفظ طريقة الربط وهي في اليوم الاول
(1) ستحفظ 10 اوجه فتربطها مع العشر الثانية في اليوم الثاني ثم الثالثة والرابعة فاذا جاء اليوم الخامس تحذف العشر الاولى فتبقى العشر–الثانية –الثالثة-الرابعة-الخامسة وهكذا كل يوم تحذف 10 وتزود 10 وهذا برنامج الربط) وهكذا في المراتب الباقية فقط بدل 10أوجه تضع في الثانية 5والثالثة4 والرابعة 2
المراجعة: فتخصص لك برنامج سرد يومي لمراجعة الماضي حتى لا يتفلت" أ، هـ.
وأقول جزى الله خيرا هذه الأخت ونفع بكلامها، ولو قصر البرنامج على هذا الكلام لما كان فيه بأس ان شاء الله وما كان لنا عليه من تحفظ سوى مثل ما ذكره الدكتور السويد والدكتورة فوز من أن الاسراع الشديد فيه انما هو خلاف هدي السلف رضي الله عنهم وأنه يسهل نسيانه وضياعه بهذه الصورة، والله أعلم. ولعل المسلم الفطن ان أراد أن يحتاط لدينه، فليسأل هل الموضوع عبارة عن مقرأة في مسجد أم أنه دورة تدريبية في مركز مخصوص برسم اشتراك ونحو ذلك، فلو كانت الثانية، فهذه هي الدورة المنبثقة عن البرمجة العصبية والتي نحذر منها ها هنا، أو شبيهتها التي لا تقل خطرا، والا فالمقرأة في المسجد ان كانت حفظا وتلاوة وتسميعا على ما هو معلوم بين المسلمين من أمر المقارئ من دون دخن أو دغل أو فكر دخيل، فهذا كلام آخر.
فأما الدورات شبيهة البرمجة في التحفيظ فقد راجت مؤخرا على أثر اشتهار وانتشار دورات البرمجة، وهي تدرب الحافظ على مد وتطويل ساعات الحفظ في اليوم الواحد حتى تصل الى خمس ساعات متصلة، يحفظ في كل جلسة منها شطرا ضخما من القرءان! وهذه أيضا لا تخلو من تعزيز جانب القدرات الذاتية والثقة فيها وهو الأساس، وهو سبب كونها دورات باشتراك وتسجيل وليس حلق ومقارئ في المساجد مفتوحة لكل أحد! وهذه الأخيرة هي التي لم ير بعض أهل العلم بأسا في اباحتها.
ان الذي ينطبع عند كل سامع عنها أن تلك الدورات ستكون بمثابة علاج نفساني لما في نفسه من عوائق تحول دون تمكنه من انجاز ما يريد (وهو في حالتنا هذه حفظ القرءان)، وهي كذلك حقا، ولذلك يتناول القائمون عليها مبادئ الثقة بالنفس واكتشاف القدرات العقلية وما الى ذلك على أنها وسيلة علاج، وهنا مكمن التلبيس، وهو الوجه المشترك بين هذه الدورات ودورات التحفيظ بالبرمجة، وهو أصل علة المنع كما أسلفنا!
يتبع ... .............. نسألكم الصبر والدعاء
¥