تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ان الذي هبطت همته انما يحتاج الى من يخوفه من سوء العاقبة أو يرغبه في حسن المآل وفي فضل العمل، ويكون شديدا معه اذا لزم ذلك، كما هو حال كل معلم مرب يشرف على تلاميذه اشرافا مباشرا ويتابعهم متابعة دقيقة، ولقد كان هذا هو نهج السلف عند تتلمذ الواحد منهم على شيخ له يلازمه كظله حيثما ذهب! أما أن نعلق طالب الحفظ بقوة باطنة فيه ونوهمه أن تكاسله وهبوط همته هو بسبب عدم ثقته في قدراته الذاتية، فنفتح أمامه بذلك بابا يقض من بنيان توحيده قضا فهذا أمر مرفوض قطعا أيا كان مسماه وأيا كانت درجته، وحتى وان لم يكن يقوم على شيء من مناهج البرمجة العصبية!

ان أصحاب البرمجة هذه يقرأون كتبا فيها ما سماه واضعوه بقانون الجذب Attraction law وانظروا اذ سموه بالقانون ايهاما للناس بأنه حقيقة ثابتة ثبوت الجاذبية الأرضية (مثلا)!! هذا "القانون" الشركي اللعين خلاصته أن الانسان اذا ما ركز تركيزا شديدا في شيء يطمع فيه ووضع كل طاقته في ذلك، فان أحداث الكون كلها تتحرك من أجل أن توصله اليه!! أي أن عقل الانسان يصبح ربا للكون يتحكم في مجرياته ويسير الأقدار على هواه، "ليجذب" اليه ما يريد! فالأمر عندهم ليس واقفا عند حد ملئ الانسان بالثقة في نفسه وفي قدراته حتى يذهب عنه اليأس ويتحسن أداؤه كما يتوهم كثير من الناس!! انهم يؤمنون بأن "العقل الباطن" اذا ما شحذ وملئ بصورة النجاح والحصول على المراد فان ذلك المراد يتحقق حتما ويمضي الكون كله في سبيل تحقيقه خضوعا لأثر الطاقة المزعومة! هذا أيها الاخوة هو بعض ما في قاع ذلك البئر العفن الذي يقف اخوتنا المفتونون بالبرمجة على حافته يغترفون منه ويرسلون بدلائهم الى بطنه ولا حول ولا قوة الا بالله!

عباد الله ان خطرا يتهدد صفاء التوحيد ونقائه في قلب المسلم انما هو خطر لا يعدله ولا تقوم له منفعة دنيوية مهما عظمت! بل ولا تعدله مصلحة شرعية وان كانت هي حفظ وختم كتاب الله! فانتبهوا يا أولي الألباب!

ومثال "دورات" التحفيظ القائمة على بعض مبادئ البرمجة العصبية هو ما اشتهر به الدكتور يحيى الغوثاني، وهو هداه الله من علماء القراءات أصحاب الاجازات وله باع فيها، ولكن يجب التحذير من منهجه البرمجي لافتتان الكثيرين من شباب الملتزمين به بغير علم ولا بصيرة!

في احدى دوراته والتي نشر تفريغ لها على موقع صيد الفوائد في كتاب بعنوان (طرق ابداعية في حفظ القرءان الكريم)، وفي معرض كلامه عما أسماه بالعامل الخارجي (والذي في نظره لا يمكن أن يكون غيره سببا في حمل شيخ كبير في الستين أو السبعين مثلا على أن يختم القرءان حفظا!!) يقول الغوثاني: "إذا وقفت على رجلك ثلاث ساعات مثلا .. تتعب صح؟ .. طيب إذا وقفت 4 أو 5 ساعات .. لا تستطيع صح .. ؟؟ بس إذا قلت لك إن تقف 8 ساعات .. مستحيل صح؟؟؟ لكن مالذي يدفع مغنيا أن يقف على خشبة المسرح 14 ساعة متتالية وهو يغني، وذلك ليدخل اسمه في موسوعة جينيس للأرقام القياسية: .. (عامل خارجي)

مسابقة حصلت حول أكل طبق من الصراصير مقابل إعطاء مال بشرط أن تقرمشه تحت أسنانك!! وتقرظه فلم يقم احد .. إلاّ بعد أن رفعت المكافئة إلى مبلغ خيالي أكثر من 500ألف دولار قام رجل .. قال أنا آكله. واعتبر نفسي أنني آكل فستق .. (عامل خارجي) "

أ، هـ.

قلت انه يضرب هذه الأمثلة بعد مقدمة جميلة أجاد فيها وأحسن الكلام عن الاخلاص ضاربا أمثلة رائعة من السلف رضي الله عنهم!! فهل يا ترى يريد بذلك أن يقول – مثلا – أن كل قوم لهم مشربهم وما يطمعون فيه ويتيقنون تحققه لهم فيعملون من أجله راغبين، فان كانوا هم يريدون الدنيا فنحن نريد الآخرة، فيكون العامل الخراجي عندنا هو رضى الله تعالى ورفعة قدر صاحب القرءان يوم القيامة؟ أبدا! انظروا ماذا قال كخطوات مختصرة لحفظ القرءان، في مقال منشور له على ساحة فضاء الفضائيات في موقع الشيخ سلمان العودة

(( http://muntada.islamtoday.net/showthread.php?t=15077:

"1 - حدد ما تريد حفظه

2 ـ - اجعل أهدافاً لحفظك للقرآن الكريم على الأقل ثلاثة

3 ـ - ضع تصورا داخليا لأهدافك، وتخيلها كما لو أنها تتحقق

4 ـ - احلم بأحلام جديدة (كحفظ المزيد من الأجزاء) واجعلها حقيقية عن طريق تكرار ورؤية وسماع هذه الأحلام والشعور بها وكأنها تحققت

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير