5 ـ ثق بعقلك المبدع وقدرته على تحقيقها كما يثق الطفل في وعد والده
6 ـ ركز ذهنك على ما تريد (وهو حفظ سورة البقرة مثلاً) وليس على تفاصيل عمل ما تريد .... كالوسائل، ونحو ذلك .... فإنها تأتي لوحدها
7 - فكر في عدد من نتائج وثمار حفظك لكتاب الله
8 ـ زد أو قلل عدد النتائج بما يجعلها دائما قوة دفع
9 ـ فكر في أسلوب وطريقة لضغط الجدول الزمني لإنجاز المهمة
10 ـ عش المشاعر والأحاسيس التي يعيشها حافظ القرآن الكريم
تخيل نفسك وأنت تنعم بنعمة حفظ كامل القرآن الكريم
أو وأنت تتلوه في المحراب إماما في صلاة التراويح في الناس
أو وأنت تنال شهادة الحفظ من أساتذتك" أ. هـ.
قلت فأين هو الاخلاص لله تعالى وتحقيقه ومراقبة النفس فيه في هذا الكلام؟ كيف يتحقق وأنت تشجع الناس على الحفظ باستحضار أسباب – أو حوافز - ثلاثة على الأقل (يتركها الرجل للناس في البداية ليتصورها كما يحلو لهم، ثم يعطيهم اقتراحاته لبعض تلك الأسباب فيما بعد)! العامل الخارجي هنا اذا ليس هو توحيد القصد والارادة والذي هو الحافز الغيبي الذي لا يقبل الله العمل الا باتخاذه نية خالصة تتحقق بالايمان واليقين، وانما هو أن تستحضر مشهد اعجاب الناس بك وأنت تتلو القرءان أمامهم في المحراب اماما!! أو ربما وأنت تنال الشهادة والناس تصفق، أو ربما وأنت تنشر صورتك في صحيفة من الصحف على أنك أول من حفظ القرءان في ثلاثة أسابيع مثلا، أو أقل!! تستحضر تلك الصور وما يصاحبها من شعور بالسعادة المتوهمة، وترسخ العقيدة في سعة قدراتك على جعله حقا وفي أنها طاقة لا حد لها، وتوهم نفسك بأن العقل الباطن قادر على كل شيء بمجرد أن تأمره بما تريد، ثم تشرع في الحفظ فاذا بك تنجز ما لم تكن تتصور أنك تقدر على انجازه!! انه محض الرياء وشرك الأعمال والقصد (جعلها لغير الله) وشرك التوكل!!
نعم، هذا هو الحافز الحقيقي أو العامل الخارجي الفعلي الذي يحرك أصحاب البرمجة الناس به! انه كما وصفه الرجل: التحدي! والتحدي هو شعور مكثف قصير الأجل ينبثق لا من الاصطبار على الأمور وطول العزيمة عليها لبعد المرمى والمراد المأمول منها وتعلقه بما بعد الموت مع معالجة ذلك من نفس الانسان، وانما ينبثق من الحماسة العاجلة السريعة طلبا لأمر عاجل سريع، تحقيقا لتحد يتحدى الانسان به نفسه أو يتحداه به غيره! يقول في نفسه مثلا (نعم أنا قادر على انجاز كذا في وقت كذا وسأثبت لنفسي ذلك)! فيكون الباعث على العمل بذلك ليس هو الاخلاص لله تعالى أبدا، وانما هو الرغبة في استخراج قدرة باطنة خفية يعتقد كمونها في داخله!
ان بعضهم قد يقول ان استحضار هذه الصور في الذهن تحفيزا وتشجيعا ليس فيه بأس لأنه يمكن قياسه على عقد المسابقات وتوزيع الجوائز تشجيعا للشباب والأطفال على حفظ القرءان، وهذا لم يقل أحد بحرمته أو بكونه بابا الى الشرك! ونقول صحيح أن أحدا لم يقل بأن ذلك من الشرك، ولكن هناك فرق واضح بين أن تقول لطفل تشجيعا له "لو حفظت القرءان في أجازة الصيف سأعطيك هدية كبيرة" وبين أن تدعو الناس لأن يخرجوا قوة باطنة مزعومة فيهم يعتقدون قدرتها على انجاز ما يريدون يقينا، مع استحضار غرض دنيوي في النفس استحضارا دائما لاستخراج تلك القوة!! والذي يدخل مسابقة لحفظ القرءان من غير أن يصحح قصده واخلاصه فيحفظ القرءان من أجل اصابة الجائزة هذا وقع في شرك القصد وحبط عنه أجر حفظه الذي حفظه فيجب الحذر من ذلك اذا كانت المسابقة للبالغين المكلفين الذين يميزون، أن يراقبوا القصد والنية ويحققوا الاخلاص، وأما الأطفال الصغار فالحرج مرفوع عنهم لأنهم دون التكليف، وهذا هو السبيل الأجدى والأقوى لجذبهم وتحفيزهم!!
فان كنت رافعا همتك لتجاوز بها السحاب فتوكل على الله رب الأرباب كما كان دأب السلف والأصحاب، أما أن تعتقد في ذاتك وفي نفسك وفي قدراتك ما يجب ألا يكون الا لله وحده فهذا شرك! ان العلماء يفرقون بين الأخذ بالأسباب مع التوكل، وبين شرك الأسباب! فهذا نوع من الشرك موجود ومنتشر عند المشركين من كافة الملل، وهو اعتقادهم النفع والضرر في ذات الأسباب المادية التي بين أيديهم لا في مسببها الواحد الأحد سبحانه وتعالى! وكل خلل في جانب التوكل ونقص فيه في قلب المكلف انما يدخل في مكانه درجة من درجات ذلك الشرك. فأما هذا الذي أمامنا ها هنا انما هو شرك
¥