تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فنعني به الثقة بالله - سبحانه وتعالى - والأمل في عطائه ومنته وجوده، فلا يتسرب اليأس إلى نفسك في هذا الأمر - أي حفظ القرآن - ولا في غيره من الأمور؛ فإن بعض الناس يغلق على بعضه أبواب الأمل وما يزال يسرب على نفسه ويجلب إليها المثبطات والمحبطات ويكثر ويعظم لها العوائق فحينئذً لا يكون عنده اندفاع ولا حماس ولا تهيؤ نفسي ولا قوة عملية لحفظ ولا لغيره من الأعمال، ولقد كان من تربية النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه ولأمته أن يبعث الأمل دائماً حتى يكون ذلك موقد لشعلة العمل ومذكي لنار الحماسة ومعلياً لمعالي الهمم بإذن الله - سبحانه وتعالى - فلا بد لنا من إخلاص وصلاح وأمل حتى نتهيأ لهذا العمل الصالح ولغير" أ. هـ

( http://www.islameiat.com/main/?c=247&a=1699)

ثم يقول الشيخ مواصلا:

"وأما عند البداية فنحتاج أيضاً إلى ثلاثة أمور

1 - ملائمة الابتداء.

2 - ومواصلة الارتقاء.

3 - وكفاءة الأداء.

أما ملائمة الابتداء

فنعني بها ألا تأخذنا الحماسة، فنبدأ بدية مندفعة لا تتناسب مع مقدرتنا وطاقاتنا أو إمكاناتنا ولا تتوافق مع ظروفنا ومشاغلنا وبيئتنا وهذا يحصل كثيراً عندما يستمع المرء إلى تفضيل لأمر من الأمور، أو ثواب في عمل من الأعمال، فتتحمس نفسه ويشتاق إلى ذلك الأجر والثواب، فيبدأ بدايةً قوية شديدة أخذاًً فيها بأقصى طاقته بالغاً فيها غاية جهده فلا لبث بعد قليل أن تقعده العوائق، وتصرفه الصوارف؛ لأن واقع الحال يختلف مع ما أخذ به نفسه من الشدة، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل)، والقليل الدائم خير من الكثير المنقطع ولا نريد أن نطلق مع العواطف دون أن نقدر الأقدار ونحسب الحساب ألازم لكل عمل وما يحتاجه من وقت وما ينبغي تهيئته له من ظرف وما يحتاج إليه أيضاً من طاقة وبذل وعمل.

وأما مواصلة الارتقاء

فنعني بها الاستمرارية التي تتحقق به النتائج والتي تعظم بها الحصيلة والتي تجنى بها الثمار؛ فإن المرء قد يحسن الأمر ويتقنه ويبدأ فيه ويحصله، ثم لا يلبث أن ينقطع فيضيع ما قد حصله، ويتبدد ما قد جمعه فيعود مرةً أخرى كأنما يبدأ من الصفر من جديد، فيجمع ويكسب ويحصّل، ثم لا يستمر ولا يبني على ما سبق، فلا يزال في مكانه يسير دون أن يتقدم، ودون أن يرتقي، ودون أن يضيف إلى رصيده مكتسبات حقيقية لها صفة الدوام والاستمرار، ولها صفة الحفظ والاستقرار؛ فإن كثيرا من الناس في هذا الشأن كمن يحرث في ماء البحر - كما يقال - والذي يحرث ماء البحر لا يخرج بنتيجة ولا يحصل على ثمرة مطلقة.

وأما كفاءة الأداء

فإننا لا نريد أن نستمر بعمل ناقص وبإتقان مختل؛ فإن هذا يشبه الذي يمشي بالعرج؛ فإنه ما يزال يتعثر ويتأخر وإن كان مستمراً ثم إنه كذلك يجد أنه يحتاج في كل مرةً أن يرمم عمله الذي أنجزه وأن يصلح ويكمل ثمرته الذي زرعها على أكمل وأتم وجه؛ فإن الكمال والتمام يريح الإنسان ويوفر وقته ويوفر جهده، وأما الذي يعمل العمل فيتمه من غير إحكام؛ فإنه كأنه في بعض الأحوال لم يصنع شيء فيكون كحال الذي توقف وانقطع مثله مثل الذي يستمر على خلل ونقص دون أن يراعي الكفاءة والكمال المنشود." أ. هـ

هذا كلام قيم جدا ممتون باتقان العلماء، ويكشف عن خبرة محفظ مكين يسدي نصائحه لطلبته بصورة عملية تعينهم باذن الله على اجتناب الأخطاء والعثرات وعلى حسن الحفظ وضبطه، وعلى اعداد جدول عملي للحفظ، فما أحسن هذا!

يفيض الشيخ بعد ذلك في مراحل البرنامج، ويبين أهمية السماع والتلقين والقراءة على متقن، وتصحيح أحكام التجود واتقانها قبل الشروع في الحفظ،

ويقول مبينا ما يقصده بلفظة (برنامج):

"نأتي إلى البرنامج، وماذا نعني بالبرنامج؟

قلنا في الدرس الذي مضى أننا نريد أن نوزع الأوقات وأن نحسبها، ونتذكر ما قلناه بأن الجمع إضافة، وأن الضرب مضاعفة، وأن القسمة تجزئة .. نريد أن نجعل برنامجاً مجدولاً يمكن أن نوزعه على الأيام وعلى الأشهر والأعوام، وبالتالي نلتزمه ونأخذ به، فنصل إلى نتيجة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير