تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مهما تكن إجاباتك (حتى التي قلتها داخل نفسك) لنتساعد ونأخذ بأيدي بعض مصداقا لقول سيد الخلق حبيبنا رسول الله عن نعمان بن بشير يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

هذا موقعكم لكم ومنكم

تذكرونا بصالح دعائكم"

الله المستعان! ما هذا الكلام؟؟! "وصلت الي الشاطئ وانتهت رحلة البحث الطويلة"؟؟ سبحان الله! ما أشبه هذا الخطاب بخطاب المسلمين للضالة من أهل الملل عندما يهديهم الله الى نور الحق!! أي شاطئ وأي بحث طويل؟؟ وأي كنز هذا الذي في دواخلنا يؤدي بنا الى النجاح؟؟! هل هذا كلام مسلمين موحدين؟ ان في دواخل نفوسنا وبين جوانب صدورنا نفوس ناقصة مذمومة توجب على كل مسلم أن يتعاهدها بالتربية والتزكية والاصلاح ولا يغفل عنها طرفة عين والا أوبقته!! هذا هو الذي في داخلنا! في داخلنا شر وابتلاء عظيم يحتاج منا الى دوام الاستعاذة منه والا أهلكنا! كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو في شأن النفس ويقول (اللهم اني أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه)! ويقول (ولا تكلني الى نفسي طرفة عين)!! وأنتم تدعون الناس لاخراج "الكنز" من نفوسهم الذي اذا ما أخرجوه واعتمدوا عليه نجحوا وفلحوا وكذا وكذا؟؟؟! انا لله وانا اليه راجعون! أي عقيدة هذه يا عباد الله ومن أين جاءت؟؟

المسلم لا يثق في نفسه ولا يتوكل على علمه ولا قدرته – مهما عظمت – والا أشرك من حيث لا يدري! هذه دعوى الذين لا يؤمنون بالغيب فلا يحسنون الظن ان أحسنوا الا بأنفسهم ولا يثقون ان وثقوا ويتوكلون ان توكلوا الا في أنفسهم وعليها!! أما المسلم الموحد فيثق في خالقه جل وعلا، ويتوكل عليه وحده لا شريك له! أحسن الظن بربك وثق في ارادة الله الخير لمن اتقاه، وكن من المتقين، وتوكل عليه حق توكله وادعه واستخره، وأحسن التمكن من صنعتك آخذا بالأسباب المباحة لذلك، واحتسب النوايا الصالحة التي تقربك الى الله، ينقضي الأمر ويتحقق لك النجاح والفلاح المبين في الدارين!! أما هذا التعليق بأهواء وشهوات الدنيا، وتعبيد الناس لذوات نفوسهم وغرس الغلو فيها والتوكل عليها من دون الله فما هذا من ديننا ولا يرضاه الله بحال من الأحوال!! ماذا يملك لنفسه أقوى الناس وأكثرهم نبوغا وعبقرية وقدرة وعزيمة واصرارا، ان لم يرد الله له البسط في الرزق والعلو بين الناس في الأرض؟؟ وان منعه الله ذلك وقدر عليه حظه من الدنيا وضيقه، أفيذهب يطلبه بالاعتماد على "الكنز الذي في داخله" واخراج "الطاقات الكامنة" وما الى ذلك من هراء المشركين؟؟! أيغنيه ذلك عن الانابة الى الملك الذي بيده مقاليد كل شيء وحده لا شريك له؟؟!

يقولون: " سوف تحقق ما تحلم به بإذن الله تعالى وتطور وتحسن ما تمتلك وتتخلص من كل ما يعيقك وكل مالا تحب , فإن كنت حلمت يوما بحياة أفضل فسوف تجد الطريق لها هنا إن شاء الله

كيف تحقق الحياة التي ترغبها وتستحقها؟ وكيف تتقن فن الحياة الشخصية والعملية؟ وكيف تسخر سلطان العقل الذي سوف يمكنك من القيام بأي شيء والحصول على أي شيء أو تحقيق أو ابتكار أي شيء تريده بالنسبة لحياتك؟.

ها هو قد بدأ الايحاء والتنويم والاغراق في الوهم وايراث الغلو في قلوب الناس من أول كلمة!: اذا ما تلقيت عنا ما عندنا فثق أنك سوف تحقق كل ما تحلم به وتنجز بعقلك الجبار كل شيء وأي شيء وتحصل على أي شيء تريد لحياتك وتحقق الحياة التي تستحقها و .. !!

ما هذا؟؟! هل هذا كلام موحدين يا أولي الألباب؟؟ ثم هل من التوحيد أن نقول (الحياة التي تستحقها)؟ هذا من الافتئات على الله ومن التسخط على قدره! هل يعلم الواحد منا عاقبة أمره ومآل حاله وقدره ومنزلته عند الله، ليعلم أيستحق الخير أم لا يستحق؟ والله لو حاسبنا الله بعدله لأهلكنا! فلو سجدنا الدهر كله لله ما وفينا حق نعمة البصر وحدها!! فأي جهالة عمياء هذه؟؟ أنا ما أحسب هذا الا نقلا مترجما ترجمة حرفية من كلام قوم مشركين كمثل عبارة ( Live the life you deserve)، التي تكثر على ألسنة الغربيين، فلم يزد هؤلاء الا أن زينوه بقولهم (باذن الله) و (ان شاء الله) وأدخلوا اليه حديثا لا صلة له بالموضوع، حتى يأخذ الطابع الذي تطمئن له قلوب العامة الجهال من المسلمين! فالله المستعان!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير