تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يتعرض لأذى فيما نستطيع تتبعه وملاحظته أفيكون ذلك دليلا لنا على أن هذه الآية لها نفس أثر آية الكرسي في حفظ النائم؟؟! هذا قول على الله بغير علم!

اننا لا نأخذ أمر الغيب وفضائل الأعمال كالأذكار والتلاوات وأثرها على النفوس والأجساد الا بنص، ولا مجال للتجربة في ذلك أبدا!

وهذا هو منهجنا في كل أمر مشاهد محسوس يزعم الزاعمون له سببا غيبيا لم يأت به النص ولا يمكن قياسه وتتبعه بالادراك والملاحظة! وهذا هو الحال في أمر ذلك العقل الباطن المزعوم وأثره في الحفظ أو في غير ذلك مما ينسب اليه! هل رأيتم ذلك العقل الباطن أو تتبعتموه بأجهزتكم؟ فما يدريكم اذا أن ما تشعرون به ويقع عليكم من آثار سببه هو ذلك العقل الباطن حقيقة وليس سبب غيبي آخر مما لا ترون؟؟ هذا عبث خطير يجب منعه ويجب منع انتسابه الى العلم الامبريقي!! سموا الأمور بأسمائها، هذه عقيدة باطنية في الغيب وليست علما!

وكذا موضوع الشهيق وتنظيم التنفس بالتركيز هذا، فأثره المزعوم على جودة الحفظ لا يمكن اثباته معمليا، وهو من ممارسات اليوجا الراسخة عندهم والتي يزعمون أن بها يتحقق صفاء الذهن وكذا وكذا! هذه مسائل عقدية المنشأ عندهم تتعلق بطاقة غيبية يعتقدون فيها، وليس مبررها ما يلبس به على الناس بأنه فتح الرئتين فتحا طبيعيا لمزيد من الأكسجين اللازم لنشاط الدماغ!! والا فمن أين أتت مسألة (تركيز التفكير على الصدر عند التنفس) ان لم يكن من معتقد الهندوس في اليوجا وقدرة الانسان على تنظيم الطاقة داخله عند تركيزه العقلي في هدوء على أي عضو من أعضائه؟؟! وما علاقة الملابس الفضفاضة الواسعة بهذا الكلام كله؟؟؟ انها اليوجا يضعون المسلم الجاهل ويغرقونه فيها اغراقا من حيث لا يدري!!!

والا فالذي يتنفس تنفسا طبيعيا ويجلس في مكان جيد التهوية فان الأكسجين اللازم لنشاط دماغه سيأتيه باذن الله، دون الحاجة الى استجماع التركيز العقلي في صدره أو اتباع شعائر اليوجا الوثنية هذه والغوص معها في الوهم والخيال ... والضلال!!!

فالله المستعان!

وانظروا اذ تقول تحت عنوان التركيز:

"ركز على الرسم

الكلمات

الأسطر

الصفحات

الأرباع والأجزاء

ركز على أحاسيسك ومشاعرك وضع المصحف على الجهة اليسري العليا من العين"أ. هـ

قلت حسنا، التركيز مطلوب ولا شك، ولا ينازع في أهميته عاقل، ولكن من أين أتت مسألة وضع المصحف على الجهة اليسرى العليا من العين هذه؟؟؟! لعله كان اكتشافا شيطانيا كبيرا لأحد البراهمة الهندوس منذ أربعة آلاف سنة!! يا عباد الله هذا ليس علما وأتحدى أكبر كبرائهم أن يأتينا بدليل على وجود علاقة حسية يمكن اثباتها بين هذا الوضع وبين سهولة الحفظ!! ليس هناك نقل ولا تجريب ولا عقل ولا شيء!! فمن أين يتكلمون؟؟! انها عقائد الوثنيين!

تقول الكاتبة فيما تقول: "التجويد يثبت الحفظ بطريقة أقوى وأوسع عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم" قلت ولا بأس في وضع أحاديث على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا، ألم نطرق دروب الوثنية جميعا؟؟! أين قرأت كلاما (عن) الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى؟؟؟

الله المستعان!

ان الحفظ المكثف هذا حتى ولو كان بمنأى عن طرق ومسالك البرمجة النحرفة هذه، فانه لا يخلو من مآخذ ومخاطر على القلوب ليست بالهينة ..

فالذي يأتي سريعا يذهب سريعا كما قدمنا! والاخوة قد يطلبون هذا الطريق "استسهالا" – وهو غالب ما استشعرته فيمن وجدت منهم تحمسا لهذا الأمر – فكأنما يقول أحدهم لنفسه (لماذا أنتظر وأمكث سنة كاملة أو سنتين في عناء حتى أختم القرءان ان كان بمقدوري ختمه في شهر واحد فقط؟؟)! ان مثل هذا ليس ذا همة عالية أبدا بل ولا أراه ذا اخلاص وصدق في طلبه أن يكون من أهل القرءان! فأحب الأعمال الى الله أدومها وان قل، وليس هذا من فراغ، وانما لكون المداومة – ولو على القدر القليل – دليلا على استقرار ودوام حضور المحبة والاخلاص في القلب، والحرص على الثبات على الطريق مهما طال ومهما بعدت المسافة! ولا يكون ذلك الا لمن اصطفاهم الله وأحبهم، جعلني الله واياكم منهم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير