تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يا اخوة لو لم يكن في منع هذه الأمور الا العمل بقاعدة سد الذرائع لكفى به علة والله! ولكن الأمر ليس مجرد شبهة أو ذريعة كما أسفلت بيانه! فوازنوا عباد الله بين المنافع والمفاسد! هذه المنافع المزعومة ما حقيقتها، وهل تستحق ان تحققت بالفعل أن نعرض عقيدة التوحيد في قلوب المسلمين للخطر من أجلها؟ وهل نزعم أنه ليس في تراث سلفنا الصالح فضلا عن هدي نبينا صلى الله عليه وسلم ما يغنينا عنها لرفع الهمة وتنمية القدرة على تنظيم الوقت وترتيب الأولويات وغير ذلك من سبل لاصلاح سائر جوانب حياة المسلمين؟؟!

انه مهما حاول العاملون في تلك الأمور تنقيتها من وثنيتها فهي قوامها أصلا وهي عصبها النابض، والدعوة فيها كما أسلفت في مقدمة رسالتي هذه انما هي دعوة – على أقل تقدير - الى الاعتقاد في النفس وفي قدرة داخلية والتوكل عليها من دون الله، فان لم يكن فيها غير هذا لكفى به خرقا للتوحيد!

لقد جاء أحد الخليجيين المشتغلين بهذه الأشياء الى مصر قبل عدة شهور، وأعد محاضرة أسماها (ايقاظ العملاق النائم)! هذه المحاضرة كان سعر التذكرة فيها 200 جنيه مصري على ما أذكر، ومع ذلك فقد افتتن بها من الملتزمين كثير ولا حول ولا قوة الا بالله! المحاضرة تعمل على تعليق الانسان بقدرة باطنة مزعومة تجعله قادرا – بزعم صاحب المحاضرة – على صنع أي شيء حتى المشي على الجمر دون أن يحترق! وفي نهاية المحاضرة يدعو الرجل الحاضرين الى خلع نعالهم والمشي على جمر متوقد بأنفسهم ليثبت لهم أنهم ان حققوا في أنفسهم ما علمهم صار المشي على الجمر بالنسبة اليهم أمرا سهلا هينا، فاذا ما أتموا ذلك كتب لهم شهادة به!! فهل هذا من ممارسات المسلمين الموحدين؟! هل نحقق بالثقة في النفس وفي القدرات الشخصية قدرة على المشي على الجمر؟! هل هذه دعوانا؟

ان المشي على الجمر هذا من ألعاب المشركين والوثنيين منذ القدم، وخبراء البرمجة هؤلاء يروجون لبضاعتهم في الغرب بمثل هذا الدجل كثيرا، ونحن نقلدهم كالعميان ولا حول ولا قوة الا بالله!

والواقع أن المشي على الجمر المتوقد بخطوات سريعة ليس أمرا مستحيلا ولا فيه أي خطر كما يتوهم الأكثرون، ولا يحتاج الى ايقاظ عملاق نائم ولا شيء من هذا الهراء! ولقد شاهدت بعيني ذلك الأمريكي المدعو (مايكل شيرمر) Michael Shermer في برنامج له وهو باحث أمريكي ملحد رئيس تحرير مجلة أمريكية مشهورة بعنوان (الشكاك الأمريكي: Skeptic American) وله برنامج تلفزيوني مختص في اثبات بطلان كافة العقائد الغيبية والخوارق والمعجزات المزعومة والماورائيات جميعا وما الى ذلك، شاهدته يتحدى واحدا من هؤلاء الدجاجلة بأنه سيدخل في وسط مجموعته هذه ويمشي على الجمر معهم من دون أن يعرض نفسه لسماع شيء مما قاله الرجل لهم وأقنعهم به قبل ذلك، ليثبت لهم جميعا أن الأمر لا علاقة له بما ألقاه عليهم وأقنعهم به أيا كان!! وبالفعل دخل الرجل ومشى وسطهم وخرج باسما، واستضاف بعض الأكاديميين الفيزيائيين وسألهم فقالوا له أن الجمرة الكربونية العادية وان كانت حرارتها الداخلية مئات الدرجات الا أنها تحتاج الى طول ملامسة حتى توصل تلك الحرارة الى أي سطح آخر، فالمشي فوقها بخفة وبسرعة لا يسمح للجلد بأن يصل الى فترة ملامسة كافية لأن تنتقل معها الحرارة من الجمرة الى الجلد المتعرض لها! وفرح الرجل بابطال الأمر كعادته واثبات أن الظاهرة وراءها سبب فيزيائي معتاد ومعلوم وليس الطاقة النفسية التي تؤثر في تدفق الدم الى جلد أسفل القدم فتعطل الشعور بالألم، كما يزعم دجال الطاقة هذا!

ان لعبة المشي على الجمر هذه انما يأتي أصلها من ملل الهند الوثنية وتنتشر أيضا عند قبائل أفريقيا الوثنية، وهي بالجملة من شعائر أكثر ملل المشركين الأقرب الى الأصل الأرضي والأبعد عن الأصل السماوي، وقد رأيت الرافضة - قاتلهم الله من ضالة مشركين - يتخذون منها شعيرة في حسينياتهم في البحرين لاحياء ذكرى أحداث تقلب آل البيت رضي الله عنهم هربا في وسط الحرائق التي أشعلت في خيامهم في كربلاء كما يدعون!! ففي وسط شعائر اللطم والنياحة وضرب الظهر بالسلاسل والرأس بالسيوف، وغيرها من أوساخ الجاهلية، عندهم أيضا مشي على الجمر على صيحات (يا حسين يا حسين)، وهو من الشعائر التي يعدها السيستاني وغيره قربة الى الله عز وجل، قاتلهم الله!!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير