تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أجمع العلماء على مشروعية صلاةِ الجماعةِ لكنهم اختلفوا في فرضيتها بين قائل بأنها فرض عين و قائل بانها سنة وقائل بأنها فرض كفاية،و استدل القائلين بسنية صلاة الجماعة بأدلة تدل على جواز صلاة المنفرد كقوله رسول الله r: « إذا صلى أحدكم في بيته ثم دخل المسجد والقوم يصلون فليصل معهم تكون له نافلة» [1] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2923#_ftn1) ، فالحديث صرح بِأَنَّ الصلاة الثَّانِيَة نَافِلَة،والصلاة الأولى فرض، ولم ينكر النبي rعلى من صلي في بيته لقوله r( إذا صلى أحدكم في رحله) ولو كانت صلاة الجماعة واجبة وجوبا عينيا لأنكر ذلك،واستدلوا القائلين بسنية صلاة الجماعة أيضا بأدلة تدل على المفاضلة بين صلاة المنفرد وصلاة الجماعة كقوله r : « صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة» [2] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2923#_ftn2) والمفاضلة حقيقة تكون بين فاضلين جائزين لما في صيغة أفضل من اقتضاء الاشتراك والتفاضل، والحرام لا فضيلة له و الباطل لا فضيلة له،و حَدَّ المفاضلة بعدد من الدرجات دليل على جواز صلاة المنفرد؛ لأنه إِذَا لَمْ يَكُنْ لِصَلَاةِ المنفرد مِقْدَارٌ مِنْ الْفَضِيلَةِ لاَ يَصِحُّ أَنْ تَتَقَدَّرَ الزِّيَادَةُ عَلَيْهَا بِدَرَجَاتٍ مَعْدُودَةٍ مُضَافَةٍ إلَيْهَا،فإن قيل قد جاءت أدلة تدل على أن الطاعات خير من المعاصى وأزكي [3] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2923#_ftn3) قيل هذا من باب مسايرة الناس فيما يتوهمونه حتى يتضح لهم ما هم عليه من الخطأ أي لو سلمنا جدلا أن هذه الأشياء المحرمة فيها خير و زكاة فأمر الله هو الأفضل والأزكى،ولم تأت أدلة تؤكد اشتراك الطاعات والمعاصي في الفضل أما الأحاديث التي فيها تفضيل صلاة الجماعة على صلاة الفرد فقد أتى ما يؤكد اشتراك صلاة الجماعة والمنفرد في الفضل فقد أتت بلفظ تفضل [4] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2923#_ftn4) وبلفظ تزيد [5] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2923#_ftn5) و وبلفظ تعدل [6] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2923#_ftn6) وبلفظ أفضل [7] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2923#_ftn7) وبلفظ أعظم أجرا [8] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2923#_ftn8) وقد حَدَّ رسول الله r المفاضلة بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً فَلَوْ لَمْ تَكُنْ لِصَلَاةِ الْفَذِّ دَرَجَةٌ مِنْ الْفَضِيلَةِ لَمَا جَازَ أَنْ يُقَالَ إِنَّ صَلَاةَ الْجَمَاعَةِ تَزِيدُ عَلَيْهَا سَبْعًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً وَلَا أَكْثَرَ وَلَا أَقَلَّ لِأَنَّهُ إِذَا لَمْ يَكُنْ لِصَلَاةِ الْفَذِّ مِقْدَارٌ مِنْ الْفَضِيلَةِ فَلَا يَصِحُّ أَنْ تَتَقَدَّرَ الزِّيَادَةُ عَلَيْهَا بِدَرَجَاتٍ مَعْدُودَةٍ مُضَافَةٍ إلَيْهَا، و استدلوا القائلين بسنية صلاة الجماعة أيضا بنهي النبي r عن إتيان من أكل ثوما المسجد، وأباح أكل الثوم فقال r: « من أكل من هذه الشجرة الخبيثة شيئا فلا يقربنا في المسجد يا أيها الناس إنه ليس لي تحريم ما أحل الله ولكنها شجرة أكره ريحها» [9] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2923#_ftn9) ، ويستلزم من إباحة أكل الثوم جواز الصلاة في المنزل؛ لأن لازم المباح مباح، ويؤكد هذا قوله r : ( ليس لي تحريم ما أحل الله) فهذا يستلزم ألا تكون الجماعة في المسجد واجبة على الأعيان.

[1] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2923#_ftnref1) - صححه الألباني في صحيح الجامع رقم 654

[2] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2923#_ftnref2)- رواه البخاري في صحيحه كتاب الصلاة رقم 645، و رواه مسلم في صحيحه رقم 650

[3] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2923#_ftnref3) - كقوله تعالى: ? قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ? سورة النور آية 30 وغض البصر عما حرم واجب،وإطلاق البصر لما حرم

[4] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2923#_ftnref4)- كحديث: «صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة» متفق عليه

[5] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2923#_ftnref5)- كحديث: «صلاة الجماعة تزيد على صلاة الفذ خمسا وعشرين درجة» صححه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبي داود رقم 839

[6] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2923#_ftnref6) - كحديث: «الصلاة في جماعة تعدل خمسا وعشرين صلاة» صححه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبي داود رقم 56

[7] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2923#_ftnref7)- كحديث: «صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة» رواه مالك والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي

[8] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2923#_ftnref8) - كحديث: «أعظم الناس أجراً في الصلاة أبعدهم إليها ممشى فأبعدهم والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجراً من الذي يصليها ثم ينام» متفق عليه رواه البخارى رقم 853 ومسلم رقم 662

[9] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2923#_ftnref9)- صحيح وضعيف الجامع الصغير رقم 6090

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير